إعلان

مليشيات مسلحة بالهراوات والتمائم تهدد بزعزعة استقرار الكونغو

01:34 م الأحد 04 يونيو 2017

الاجئين الكونغوليين

 

غوما، الكونغو (د ب أ)

كل يوم، تستقبل فرق الأمم المتحدة التي تدير مراكز استقبال للاجئين الكونغوليين في أنجولا ما لا يقل في المتوسط على 400 شخص قادمين عبر الحدود.

يقول بوملا رولاش من المفوضية العليا للاجئين بالأمم المتحدة، عبر الهاتف من أنجولا :"يقولون إنهم يتعرضون للاستهداف في قراهم، وأن المنازل تُحرق ويتم مهاجمة الناس بالمناجل".

ويضيف :"رأينا بعض اللاجئين المصابين بجروح شديدة الخطورة ... وتم نقل الأطفال المصابين بحروق واسعة النطاق إلى المستشفى".

ولم يهرب الـ30 ألف شخص، الذين وصلوا إلى داندو القريبة من الحدود منذ نيسان/أبريل، من العنف في شرق الكونغو، حيث تنشط العشرات من الجماعات المسلحة منذ سنوات.

إنهم قادمون من منطقة كاساي الوسطى التي أصبحت "برميل البارود" في الدولة المضطربة للغاية الواقعة بوسط أفريقيا منذ انتفاضة أطلقها زعيم تقليدي عام 2016 وأشعلت موجة من العنف انتشرت إلى خمسة من أقاليم البلاد الست وعشرين.

مسلحون بالهراوات والنبال والمناجل والتمائم، التي يُعتقد أنها تحميهم من الخطر، يرتدي مسلحو كاموينا نسابو عصائب حمراء ويهاجمون المباني الإدارية والمدارس وضباط الشرطة والمسؤولين وأي شيء وأي شخص يمثل الدولة.

ووفقا لبيانات الشرطة والأمم المتحدة، فقد أودى العنف بحياة ما لا يقل عن ألف من المسلحين وقوات الأمن والمدنيين، إلى جانب نزوح نحو 3ر1 مليون شخص.

وتهدد أزمة كاساي بالمزيد من زعزعة الاستقرار في الدولة الغنية بالثروات المعدنية والتي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، وذلك في وقت تستعد فيه لإجراء انتخابات مثيرة للجدل قبل نهاية العام.

وكانت احتجاجات عنيفة قد اجتاحت الكونغو بعد قيام الرئيس جوزيف كابيلا بإرجاء الانتخابات التي كانت مقررة في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، في ما اعتبره كثيرون محاولة للتمسك بالسلطة، وأشارت تصريحات من المسؤولين عن الانتخابات أن الحكومة ربما تستغل أزمة كاساي لتبرير تأجيل آخر.

يقول جاي بينسون من معهد أبحاث OEF Research إن "الكونغو تواجه خطرا أكبر من أن يتحول الصراع المحلي إلى حرب وعدم استقرار في أنحاء البلاد، وذلك بصورة أكبر مما كان عليه الوضع خلال السنوات الماضية".

واندلعت أزمة كاساي بعد رفض الحكومة منح صفة رسمية لجان-بيير مباندي، المعروف باسم كاموينا نسابو، كواحد من الزعماء التقليديين في المنطقة الذين يسيرون الأمور المحلية.

وفي نيسان/أبريل من العام الماضي، قام مباندي بتعبئة ميليشايته في انتفاضة تعارض التواجد الحكومي الذي تصاعد بعد مقتله في آب/أغسطس التالي.

ووفقا لمحللين، لم يعد العنف مقتصرا على ميليشيا كاموينا نسابو الأصلية، وإنما أيضا المجموعات المنشقة عنهاوالميليشيات المعارضة المرتبطة بمسؤولين محليين، وميليشيات عرقية تحاول تسوية خلافاتها القديمة.

وتفيد تقارير الأمم المتحدة بأن العشرات قتلوا في اشتباكات بين جماعتي بيندي وتشوكوي العرقيتين ضد جماعة لوبا الأكثر عددا.

وأعطى كابيلا توجيهات للجيش بالتعامل بشدة مع الاحتجاجات. وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في شباط /فبراير يصور جنودا يطلقون النار على أشخاص مسلحين بهراوات ونساء غير مسلحات.

ووثقت الأمم المتحدة 42 مقبرة جماعية، ويعتقد كثير من محققيها إنها تضم رفات ما يشتبه أنهم عناصر أو مؤيدون لكاموينا نسابو.

وينظر القضاء في هذه الأثناء في مزاعم بتورط وزير سابق في أعمال العنف، حيث يشتبه في أنه على صلة بمقتل اثنين من محققي الأمم المتحدة في كاساي في آذار/مارس.

وينفي الجيش استخدام القوة المفرطة ضد الميليشيات.

وميليشيا كاموينا نسابو متهمة بارتكاب أعمال وحشية من بينها قطع رؤوس نحو 40 من ضباط الشرطة في آذار/مارس الماضي. كما أن الميليشيات تستخدم نحو ألفي طفل ككشافة أو أوصياء على الأغراض السحرية المزعومة.

ويعزو الخبراء التصعيد السريع للعنف إلى الاستياء الموجود منذ فترة طويلة في إحدى أفقر أقاليم الكونغو.

وووفقا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإن طفلا من كل عشرة أطفال في كاساي يلقى حتفه قبل سن الخامسة نتيجة غياب الرعاية الصحية، بينما يعاني نصف الأطفال من سوء تغذية حادة أو تقزم.

يقول ستيفاني ولترز من معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا إن مدينة كانانجا، وهي أكبر مدن المنطقة، أصبحت معزولة نتيجة إهمال سككها الحديدية، التي تعمل فقط بصورة غير منتظمة، ما ترك المزارعين غير قادرين على نقل بضائعهم للبيع.

وأدى العنف إلى تدمير مئات المدارس وأصبح من غير الممكن الوصول إلى المنشآت الصحية. ووفقا للأمم المتحدة، فقد تسبب القتال أيضا في عرقلة الزراعة، وترك نحو 400 ألف طفل مهددين بالإصابة بسوء التغذية الحاد والشديد.

ولشعورها بتخلي الحكومة المركزية عنها، فإن كاساي تعد منذ زمن طويل معقلا للمعارضة، وقد تبنت بعض الميليشيات مطالب سياسية على المستوى الوطني مثل التنظيم السريع للأنتخابات.

يقول خبير العلوم السياسية ديودون وامو إن "خصوم الحكومة أرادوا استخدام التمرد ... لزعزعة استقرار المنطقة" والتحريض على تمرد عام ضد الحكومة.

ويصف ولترز كاساي بأنها "رمز لكل شئ خاطئ في البلاد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان