ماذا قالت الصحافة الأجنبية عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر؟

كتبت- رنا أسامة:
أولت وسائل الإعلام الأجنبية اهتمامًا بقرار قطع أربع دول خليجية هي السعودية والإمارات والبحرين واليمن إضافة إلى مصر، علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر.

وأغلقت هذه الدول المجالات الجوية والبحرية أمام الدوحة بسبب "الانتهاكات الجسيمة والتدخذل في شئونها الداخلية"، بحسب بيانات رسمية.

"تحرّك منسق لضبط الأداء القطري"

وقالت شبكة (سي إن بي سي) الأمريكية، إن هذا التحرّك "المُنسّق" بشكل مثير يُصعّد الخلاف الدائر حول دعم قطر للإخوان المسلمين-أقدم الجماعات الإسلامية في العالم- ويُضيف من الاتهامات التي تذهب باتجاه دعم الدوحة أجندة غريمتها الإقليمية إيران.

ونقلت عن الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة، بيتر سلاجليت، القول بإن هذا القرار محاولة واضحة "لضبط أداء" قطر، كي تكُف عن دعم إيران أو الإخوان المسلمين.
كما اعتبر الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، أن هذا القرار يُشكّل "تحديًا خطيرًا" بالنسبة للدوحة.

"تداعيات كُبرى"

وركّزت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، على تداعيات ذلك القرار.

وقالت (بي بي سي) إن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ستكون له تداعيات كُبرى على أصعدة كُثر بينها الخطوط الجوية، والأمن الغذائي، والإعمار، والعِمالة في قطر.

الأمر الذي رُبما يُدخِل البلاد في دائرة "التضخّم" وارتفاع الأسعار، وهو ما يُمكن أن يقود إلى حشد شعبي يضع مزيدًا من الضغوط السياسية على الأسرة الحاكمة، في محاولة إما لتغيير القيادة أو تغيير الاتجاه.

"تهديدات"

فيما رأت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن هذا القرار يُهدد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي. وقالت إن بقاء قطر في المجلس مرهون بتقديمها اعتذار.

إضافة إلى ذلك، تطرّقت إلى تأثير القرار على مستوى الأمن الغذائي في قطر، قائلة إن "أضرارًا تلوح في الأفق قد تلحق بالإمدادت الغذائية في قطر".

ونقلت عن الزميل الزائر في مركز بروكنجز الدوحة، عادل عبدالغفار، قوله "قد يكون للقرار انعكاسات على الأمن الغذائي في قطر. خاصة وأن الدولة الخليجية تعتمد على الواردات الغذائية من السعودية، وخاصة الألبان والدواجن التي تنقل عبر البر والجو".

وفي الوقت نفسه، قالت الشبكة الأمريكية إن هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير على الطيران القطري والعلاقات الدبلوماسية والتحالفات العسكرية للدوحة.

"عزل فعّال"

أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فرأت أن هذه الخطوة تعزل قطر عن العالم الخارجي بشكل فعّال، وقال محللون إن مثل هذا الإجراء يمكن أن يكون له أضرار اقتصادية أبدية.

وربطتت بين قرار قطع العلاقات الدبلوماسية، وبين الأزمة الخليجية مع الدوحة بعد القرصنة "المزعومة" لوكالة الأنباء القطرية، والتي نشرت على إثرها تصريحات نسبتها للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هاجمت فيها دول مثل مصر وأمريكا والسعودية والبحرين.

"تدابير أشدّ من 2014"

أما وكالة "رويترز" الإخبارية، فقالت إن القرار أثار خلافًا كبيرًا بين الدول العربية، ومعظمهم أعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

وقالت إن هذه الإجراءات أكثر صرامة عن سابقتها التي اتخذت خلال خلاف دام ثمانية أشهر في 2014، عندما سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة. فلم تُغلق الأجواء آنذاك ولم  يثطرد القطريون.

وأضافت رويترز أن العزل الدبلوماسي القطري يُهدد المكانة الدولية لقطر، التي تتمركز بها قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، (العُديد)، ومن المقرر أن تستضيف كأس العالم 2022. وعلى مدى سنوات، قدّمت قطر نفسها "كوسيط" وقوة داعمة للعديد من نزاعات المنطقة.

وقال الخبير في شئون الخليج كريستيان اولريتشن، إنه في حال إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي في قطر لمدة طويلة "سيؤثر على استضافة قطر لكأس العالم".
وأضاف اولريشسن "يبدو أن السعوديين والإماراتيين يزدادون جرأة بمواءمة مصالحهم الإقليمية - تجاه إيران والإخوان المسلمين- مع إدارة ترامب".
وتابع "لقد قرروا التعامل مع النهج البديل لدولة قطر على افتراض أنهم سيحصلون على دعم ترامب".