أسوشيتد برس: قطع العلاقات مع قطر أعطى دفعة للسيسي في الحرب ضد الإرهاب
كتبت – إيمان محمود:
قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، الخميس، إن تحالف مصر مع دول الخليج لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، أعطى دفعة كبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حاول خلال السنوات الثلاث الماضية العثور على مؤيدين لما وصفها بحرب "شاملة" على الإرهاب.
وأضافت الوكالة أن نظام السيسي ووسائل الإعلام المصرية الحكومية أدانت بشدة تصرفات قطر – المؤيد الأكبر لجماعة الإخوان المسلمين – والتي تتهمها مصر ودول الخليج بأنها ترعي الإرهاب في المنطقة.
وقبل أسبوعين فقط، عرض الرئيس السيسي رؤيته في الحرب ضد الإرهاب خلال كلمة أمام القمة العربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية في حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قال إن "الإرهابيين ليسوا فقط من يحملون السلاح"، مضيفًا "من المؤسف أن هناك دول شاركت في دعم وتمويل المجموعات الإرهابية وتزويدها بملاذ آمن".
وأشارت إلى أن جذور الخلاف بين مصر وقطر هي دعم الدوحة للإخوان المسلمين.
مكاسب مصر
أكدت الوكالة أن العمل المشترك ضد قطر يمكن أن يعزز حملة الحكومة المصرية ضد أكبر أعدائها؛ وهم الإخوان، بالإضافة إلى شكاوى القاهرة المستمرة ضد قناة الجزيرة، التي يتهمها المسؤولون بدعم جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى، وزرع الانقسامات في مصر.
ولفتت إلى قادة الإخوان الهاربين بعد 30 يونيو، والذين وجدوا مأوى لهم في دولة قطر، مرجحة عدم تسليم قطر لهم، لكنها رجحت أيضًا تعرضهم لضغوط لمغادرة البلاد.
كما يعزز التحالف ضد قطر مكانة مصر باعتبارها مؤيدًا موثوقًا منه بالنسبة للسعودية والإمارات، بالإضافة إلى أنه ساهم في إصلاح علاقة مصر بالسعودية والتي تفاقمت بسبب الخلافات حول سوريا واليمن، والذي من شأنه أن يصلح الأحوال الاقتصادية لمصر عن طريق المساعدات الخليجية، بحسب أسوشيتد برس.
ونقلت الوكالة عن المحلل السياسي مصطفى كامل السيد: "إلى حد كبير، كانت هناك رغبة مستمرة من قبل الحكومة المصرية لإرضاء السعوديين". وأضاف "إننا نتطلع حاليًا إلى نوع من التحالف المصري السعودي الجديد الذي حل محل التوتر في الأشهر القليلة الماضية".
واستطرد: "التحالف من شأنه أن يسبب مشاكل للسياسة الخارجية المصرية"، مشيرًا إلى إمكانية منع مصر من متابعة مصالحها الخاصة.
الجانب السلبي
واعتبرت أسوشتيد برس أنه بانضمام مصر إلى التحالف ضد قطر، ربما تكون قد تخلت عن ريادتها بصفتها الدولة القائدة في العالم العربي، وتنازلت عن الريادة إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت الوكالة إنه على الرغم من أن مصر عانت لسنوات بسبب قطر، إلا أنها لم تتحرك جديًا ضدها إلا بعد أن أخذت السعودية زمام المبادرة.
وتابعت أن مصر تصور نفسها منذ سنوات طويلة بأنها زعيمة المنطقة، لكن هذا الدور تراجع كثيرا بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية منذ ثورة يناير عام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
واشارت إلى أن قطر يمكن أن تطرد أكثر من 200 ألف مصري يقيمون ويعملون في البلاد، وهو ما سيكلف مصر الملايين، ويزيد من تفاقم المشكلات الاقتصادية.
العلاقات مع إيران
تقول أسوشيتد برس أن مصر حاولت مقاومة الانضمام إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين في معارضة إيران، مشيرة إلى أن مصر طالما حافظت على قنوات الاتصال مع إيران وبعض حلفائها مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، كما أنها تتواصل مع الحكومة الشيعية في العراق.
ولفتت إلى أن السيسي أعرب عن قلقه من تأثير إيران المتزايد على العراق وسوريا واليمن، لكنه لم يذكر إيران بالاسم.
وقال الدكتور اتش ايه هيلر، زميل غير مقيم لدى المجلس الأطلنطي "إنه بعد المفاضلة بين دعم السعودية أو دعم إيران، يبدو أن القاهرة اختارت السعودية، لكنها مازالت مترددة في أن تكون عدوة لإيران".
فيما أكد المحلل البارز أيمن الصياد أن: "اعتبارات الأمن القومي المصري مرتبطة في الأساس بالنزاع العربي الإسرائيلي، واستبدال إسرائيل بإيران لا يمكن أن يكون انتصارًا للسياسات المصرية".
وأوضح الصياد: "إيران دولة استبدادية لكني لا أستطيع القول إنها تشكل تهديدًا للأمن القومي المصري".
فيديو قد يعجبك: