نائب الرئيس الأمريكي الأسبق يصف حالة جيش بلاده بـ "المتردية"
نيويورك - أ ش أ:
وصف نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، ديك تشيني، حالة الجيش في الولايات المتحدة بالمتردية؛ بينما تحيق بالبلاد أخطارٌ أشدّ وأصعب من أي وقت على مدى الـ 70 عاما الماضية، على حد تعبيره.
ولفت تشيني -في مقال نشرته صحيفة (الـوول ستريت جورنال) على موقعها الإلكتروني- إلى كوريا الشمالية وما تحرزه من تقدم مثير للقلق في صناعة الصواريخ الباليستية وبرامج الأسلحة النووية؛ وإلى روسيا والصين وما تطوّرانه من أسلحة قد لا تتمكن الولايات المتحدة من الدفاع ضدها؛ وإلى تنظيم القاعدة واتساع نطاق نشاطه أكثر من أي وقت مضى؛ وإلى تنظيم داعش واستهدافه الغرب وشنّه هجمات عبر أوروبا والشرق الأوسط؛ وإلى إيران ودعْمها منظمات إرهابية عبر العالم، وتطويرها صورايخ باليستية وغير ذلك من القدرات واحتمالية مواصلتها السعي لامتلاك أسلحة نووية.
ورصد تشيني، شهادة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب الأسبوع الماضي، بأن الولايات المتحدة بصدد خسارة تفوقها العسكري الذي طالما اعتمد عليه أمنُها القومي: "اليوم، ثمة منافسة في كافة المجالات العاملة بما فيها الفضاء الخارجي، والجو، والبحر، وتحت سطح البحر، والأرض، والفضاء الإلكتروني".
وقد أكد ما ورد في تلك الشهادة، قولُ رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، أمام ذات اللجنة (كتابيًا): "دونما تمويل مستدام وكافٍ ومتوقَع، أرى أنه في غضون خمس سنوات سنخسر قدرتنا على استظهار القوة؛ وكذلك أساس كيفية دفاعنا عن الوطن، وتقديم المصالح الأمريكية والوفاء بالتزامنا تجاه حلفائنا".
وألقى تشيني باللائمة في جزء كبير من ذلك على الرئيس السابق باراك أوباما وسياساته، وقانون مراقبة الميزانية 2011 والذي أقرّ تخفيضات شاملة في وقت كانت الأخطار فيه تتنامى؛ إن 8 سنوات من سياسات أوباما و6 سنوات من قانون مراقبة الميزانية تسبّبتْ في تآكل خطير للتفوق العسكري الذي تعتمد عليه أمريكا منذ نهاية الحرب الباردة، وفي تراجعٍ للقدرات العسكرية.
ونبّه تشيني إلى أن إعادة بناء دفاعات أمريكا يتطلب جهدا مكثفا ومُنسّقا وطويل المدى يجب أن يبدأ اليوم؛ وقد أصاب المستر ترامب عندما تعهّد بعمل ذلك إبان حملته الانتخابية العام الماضي؛ لكن الميزانية التي قدمها البيت الأبيض للكونجرس في وقت سابق من الشهر الجاري لا تكفي لتوفير الموارد الضرورية في هذا الصدد؛ وقد طالب البيت الأبيض، الكونجرس بإنفاقٍ على الدفاع تزيد نسبته 3% فقط عمّا طالبتْ به ميزانيةٌ كان المستر أوباما قد اقترحها لعام 2018، وهذا لا يكفي في ظل تهديدات اليوم.
وقال تشيني إن الكونجرس إذا ما كان جادًا بشأن توفير الموارد الضرورية للدفاع عن الوطن الأمريكي، فإن على المشرّعين أن يفعلوا شيئين: تمرير ميزانية دفاع أساسية للعام المالي 2018 لا تقل قيمتها عن 640 مليار دولار، بدلا من الـ 603 مليارات دولار التي طالب بها البيت الأبيض؛ وإلغاء قانون مراقبة الميزانية.
وأضاف تشيني أن إعادة بناء الجيش ليس مشروعًا يمكن إنجازه في عام واحد؛ وأنّ إصلاح الضرر الذي وقع في عهد أوباما وضمان أمْن أمريكا في عالم تتزايد فيه تهديدات الخصوم، يتطلب من الكونجرس تكريس نفسه لتوفير موارد مهمة لأعوام عديدة مقبلة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: