بوتين يعزز قدراته العسكرية لمواجهة محاولات الإطاحة به

كتب – محمد الصباغ:

قال موقع فوكس (Vox) الأمريكي إن روسيا تعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتغيير النظام في موسكو، وذلك بعدما ساعدت في إذكاء الربيع العربي ومساهمتها في الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، ومسؤوليتها عن الحروب في كوسوفو والعراق وليبيا والثورات في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيستان.

وبني الموقع تقريره المنشور اليوم الخميس، على تقرير جديد من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية الذي جاء بعنوان "قوة روسيا العسكرية". وتشير الوكالة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤمن بأن الولايات المتحدة تنسق الخطوات ضد المصالح الروسية، بهدف ضمان فقدانه للسلطة.

وأضاف "فوكس" أن الوكالة التي أصدرت تقريرها الأول للعامة منذ حوالي عشرين عامًا، وكانت آخر تقاريرها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وأوضح الموقع أن عودة الوكالة لإصدار تقارير ليس بالشئ الجيد حيث كانت تقعل ذلك فقط خلال فترة الحرب الباردة.

ويظهر ذلك أسباب العدوانية التي تنتهجها روسيا، وفقًا للموقع الأمريكي، ضد الولايات المتحدة وحلفائها، ويشير أيضًا إلى أن الأمور من المرجح أن تتجه إلى الأسوأ.

ضمت روسيا إقليم القرم، الواقع جنوب أوكرانيا، حيث يعتبره الرئيس بوتين جزء تاريخي من روسيا. كما استمرت موسكو في القتال من أجل إبقاء بشار الأسد رئيسًا في سوريا. ووفقًا للموقع أيضًا فروسيا دعمت حركة طالبان في أفغانستان ماديًا من أجل القتال ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع "فوكس" أن الفعل الأكثر ضررًا كانت توجيهات روتين بانتشار حملة أخبار مزيفة للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، مما شكك الأمريكيون في نزاهة عمليتهم السياسية، وساعد ترامب في الوصول للبيت الأبيض على حساب منافسته المتشددة هيلاري كلينتون.

يفعل بوتين كل ما يمكنه القيام به من أجل جعل روسيا عظيمة مرة أخرى وللإبقاء على سلطاته، بحسب "فوكس"، ولذلك أمضى الكثير من الوقت في إعادة الاستثمار في القدرات العسكرية الروسية، محاولا مواجهة الولايات المتحدة في أي مكان تعمل فيه موسكو على تأمين مصالحها.

وفي مقدمة تقرير وكالة استخبارات الدفاع، قال مديرها الجنرال فنسنت ستيوارت: "خلال العقد القادم، ربما تظهر روسيا بثقة وقدرات أكبر".

وواصل تقرير الموقع الأمريكي ليشير إلى أن روسيا تعيد بناء قدراتها العسكرية من أجل المنافسة على المسرح العالمي. وربما يعطي ذلك لموسكو نفوذًا أكبر يساعدها في الوصول لما تسعى إليه حول العالم، حتى لو جاء ذلك على عكس ما تفضله أمريكا وحلفائها.

وأوضحت الوكالة الأمريكية أن "موسكو تنتوي استخدام قواتها العسكرية في تعزيز الإستقرار وفقًا لشروطها".

واختتم "فوكس" التقرير بأن الأمور تبدو بأنها في الطريق للأسوأ قبل أن تصبح أفضل مرة أخرى. ويعني ذلك أن جواسيس الولايات المتحدة الأمريكية ووكالاتها مثل استخبارات الدفاع سيكون لديها الكثير لتقلق بشأنه في السنوات القادمة.