لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"جرس هتلر" يثير الجدل في قرية ألمانية هادئة

11:43 ص الأحد 09 يوليه 2017

جرس هتلر

هيركسهايم آم بيرج (ألمانيا) - (د ب أ):

لا يمكن أن تتواجد كنائس كثيرة في الموقع المثالي، كتلك التي في هيركسهايم آم بيرج، في ولاية راينلاند بالاتينات غربي ألمانيا.

من قمة التل، يمكنك رؤية مزارع الكروم على طول الطريق إلى الغابة والمروج الخضراء لسهل الراين.

وحاز مقر تنظيم مهرجان النبيذ السنوي تحت الأشجار العجوز في حدائق القلعة المجاورة، في استطلاع، على لقب أجمل مكان في المنطقة في عام 2005.

ولكن في برج الكنيسة البالغ عمره 1000 سنة، يكمن تذكير غير متوقع بالأوقات العصيبة: جرس يحمل صليبا معقوفا وعبارة "كل شيء من أجل الوطن- أدولف هتلر".

الجرس البرونزي، الذي يزن 240 كيلوجراما المغطى بفضلات الصقور والحمائم، يقرع كل ربع ساعة.

على الرغم من كونه معلقا في الكنيسة الإنجيلية على مدى السنوات الـ82 الماضية، إلا أنه صار مؤخرا محل الحديث، بعد أن كتبت صحيفة محلية مقالا عنه.

وكانت سيجريد بيترز، مدرسة الموسيقى المتقاعدة التي لا تزال تعزف الأرغن في كنائس عدة، هي أول من لفت الانتباه إليه.

تقول بيترز/73 عاما/ الساكنة بقرية فيسنهايم آم بيرج القريبة "يجب إزالة الجرس". ومما يثير غضبها أنه لا يزال قيد الاستخدام دون أية دلالة على تاريخه.

لكن العمدة المحلي والقس يختلفان معها، وهناك حاليا نقاش واسع حول كيفية التعامل مع هذه القضية.

تقول الخبيرة بيرجيت مولر إن الجرس "نادر"، مضيفة أنها لا تعرف أي جرس آخر عليه صليب معقوف.

يعرف المؤرخ المحلي إيريك هاس القصة الكاملة وراء الجرس، الذي يحيط به جرسان أكبر حجما ، من دون أي عبارة تشير إلى هتلر أو النازية.

في عام 1934 شب حريق في الكنيسة، إحدى أقدم كنائس ولاية راينلاند بالاتينات، وكجزء من عملية ترميمها تم تركيب ثلاثة أجراس جديدة في البرج، وكان الذي يحمل الصليب المعقوف هو الأصغر.

ويقول هاس: "تم قرعه للمرة الأولى في عيد الميلاد عام 1934".

كان كما يسمى جرس الشرطة، تعود ملكيته إلى المجتمع، وكان من المفترض قرعه في حالات الحريق، وبعد ذلك، خلال الحرب العالمية الثانية، للتحذير من الغارات الجوية.

أما الجرسان الأكبر فيعودان إلى الكنيسة، ولكن في عام 1942، عندما كانت جميع المواد المتاحة تستخدم لإطعام آلة الحرب النهمة، تم صهرهما.

وكما يقول هاس فقد بقي الجرس الأصغر بمثابة "جرس طوارئ. ثم طواه النسيان".

بعد الحرب، في عام 1951، تم تركيب جرسي الكنيسة الجديدين وتنسيق دقاتهما مع الجرس الثالث – ولا تزال الأجراس الثلاثة، بما فيها "جرس هتلر" يتردد صداها حتى يومنا هذا.

لكن بالنسبة لبيترز، التي حدثها عن الجرس، مؤرخ تعرفه شخصيا، فمن المزعج أن الجرس لا يزال يستخدم، بينما تاريخه غير معروف للجميع.

وتقول: "إنها الروح في العمل هناك. لا يمكن رؤية تعميد طفل، بينما يدق أعلاه جرس يحمل عبارة'كل شيء من أجل الوطن ' ".

وتضيف بيترز "يبدو كما لو أن الطفل تم اختياره ليكون جنديا لاقيمة له".

وكما توضح بيترز، فقد تم إتمام عقد قران ابنتها على زوجها في الكنيسة، وقد شعرا بالاستياء البالغ عندما اكتشفا ذلك – إذ أن جد زوج ابنتها توفي في أحد معسكرات اعتقال هتلر.

وتتابع بيترز أن الكثير من الأزواج يختارون الزواج في الكنيسة الخلابة، لكن "لا أحد منهم يعرف شيئا عن ذلك". وتقول إنه يجب على الأقل وضع لوحة على الحائط تتضمن التعريف بتاريخ الجرس.

يؤكد العمدة رونالد بيكر، أن الجرس له قيمة تاريخية ولابد من التعريف بالتاريخ.

ويقول بيكر وهو مهندس كهربائي /54 عاما/ عن الحقبة النازية( من 1933 وحتى 1945) :"كان وقتا مرهقا ومروعا لقطاعات مختلفة من السكان. يجب ألا يحدث ذلك مرة أخرى".

لكنه يصر على أن الجرس يجب أن يظل كما هو. بعد كل شيء، فقد تم تنسيق دقاته مع الجرسين الآخرين، ويعمل الثلاثة معا بشكل رائع.

ويتساءل بيكر "إذا كان هناك شيء يعمل بشكل جيد، فلماذا تغيره؟"، المشكلة ليست سوى في النقش. "وهذا لا تسمعه عندما يدق الجرس".

ماذا عن محو النقش؟ يقول: "كل تغيير سيجعل الجرس نشازا". ولكن ماذا عن الكلمات؟ يضيف "يجب أن يكون لدى بلدنا القليل من الوعي الذاتي".

وبخلاف ذلك فإن تكلفة الجرس الجديد ستبلغ 50 ألف يورو (56 ألف دولار أمريكي) وفقا لبيرجيت مولر. وغالبية السكان المحليين يريدون أن يبقى الجرس.

ويقول القس هلموت ماينهاردت: "إنه أمر مزعج للجميع أنه تمت إساءة استخدام حتى أجراس كهذه".

ويضيف البعض يعرفون ذلك، ولكن لم يكن هناك نقاش حوله حتى ظهرت مقالة الصحيفة.

ويتابع ماينهاردت، رئيس جمعية تاريخ الكنيسة في بالاتينات، والآن يجب تنظيم نقاش حول هذا الموضوع، مضيفا "لكن من وجهة نظر الكنيسة لا أقول إننا لا نستطيع استخدام الجرس مجددا".

ويؤيد المؤرخ هاس أيضا ترك الجرس بموقعه "كذكرى" مع لوحة تعريف خاصة به.

وتريد مولر أيضا الحفاظ على الجرس، الذي تم إدراجه ضمن التراث الثقافي، كقطعة تذكارية. وكما تقول فهو تحذير بأن على الأشخاص ألا يعيدوا التاريخ.

وترفض موبؤ مطالبة بيترز المطلقة بأن تتم إزالته، وفي هذه الحالة، يجب على أولئك الذين يريدون استبداله أن يقدموا المال، كما تقول.

وتشير إلى أنه حتى كاتدرائية كولونيا الشهيرة بها حجارة تحمل الصليب المعقوف عليها. وتضيف "إذا أزلناها فسيكون علينا إعادة بناء الكاتدرائية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان