إعلان

"الثأر" يطل برأسه من جديد في أسيوط.. ومسئولو الأمن في مقدمة جلسات الصلح

12:06 م الأحد 09 أبريل 2017

أسيوط – أسامة صديق:
يطل الثأر برأسه من جديد بشكل مفزع لا هوادة فيه على قرى محافظة أسيوط، التي تئنّ معظمها من جرائم قتل صُنعت من القبور، وتحولت بيوت عائلات عديدة إلى سرادقات متتالية، رغم أن بعضهم يرفضون تلقي العزاء قبل القصاص لمن يسقط من أفرادها في معارك ثأرية، يكون اللاعب الرئيسي فيها تجار السلاح وهم ذاتهم من يشعلون حروبًا باردة بين العائلات المتشاحنة حتى تزدهر تجارتهم.
 
"شقيقي قتل زوجي وأصاب ابني أخذا بالثأر" ، كلمات قالتها "صباح" في بداية تحقيق النيابة العامة بمركز القوصية بمحافظة أسيوط، حين الاستماع لأقوالها في مقتل زوجها وإصابة ابنها، يوم 18 فبراير الماضي، فشقيقها لم تشفع له عنده أخوة ولا قرابة في الأخذ بالثأر حتى من أقرب الناس إليه، فجرح بطول 7 سم كانت نتيجة الضربة التي تلقاها زوجها من شقيقها، أما الطفل كان نصيبه من خاله ضربات تركت جرحًا غائرًا بطول 5 سم، إلا أن الأخير نجا من الموت ليحمل في جنباته غلاً وقهرًا، وعزمًا على الأخذ بالثأر لوالده حينما يشتد عوده في استمرار لمسلسل الثأر الدامي.
 
ومن الخال إلي الخالة، نَسَج الثأر خيوطًا جديدة حتى لا تهدأ القرى ولإزهاق مزيد من النفوس، فالإعدام كان جزاءً صارمًا لطالب قتل خالته أخذا بثأر شقيقهما من نجلها، وقضت ذات المحكمة بالمؤبد على شقيقه واللذين يقيمان في قرية عرب القداديح بمركز أبنوب بأسيوط.
 
وكانت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أسيوط قضت بإجماع الآراء بالإعدام شنقا لـ "عمرو عبد الحي عبد الرسول"، 23 عامًا، طالب بكلية التربية الرياضية، والسجن المؤبد لشقيقه "علاء عبد الحي عبد الرسول"، محام، في القضية رقم 186 لسنة 2014 جنايات أبنوب، والمتهمان فيها بذبح خالتهما أخذا بثأر شقيقهما من نجلها.
 
وتعود الواقعة إلى شهر نوفمبر 2014، حيث قام المتهمان بقتل "أيسر عباس عبد العزيز"، 57 سنة، ربة منزل "خالة المتهمين"، وذلك بعد أن بيتا النية وعقدا العزم على قتلها، وأعد المتهم الأول سلاحًا أبيض "مطواة قرن غزال" وتربصا بها واقتاداها إلى منطقة جبلية مستخدمين دراجة نارية "تروسيكل"، وقام المتهم الأول بذبحها من رقبتها، وكان المتهم الثاني متواجدًا بمسرح الجريمة للمعاينة والشد من أرز أخيه.
 
وتظل واقعة الأشقاء الثلاثة، مثالاً حيًا لِما آل إليه الحال في قرى محافظة أسيوط، فقرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط بالمحافظة، شهدت في أغسطس من 2015، تشييع الأهالي لجثامين ثلاثة شباب من عائلة "يونس" بعد مقتلهم أخذًا بالثأر أثناء استقلالهم سيارة ملاكي.
 
ولكن ما يدفع الأمل في النفوس رغم الدخان الكثيف الذي يلوح في الأفق بسقوط مستمر لأشخاص أخذًا بالثأر، أن مجهودات كبيرة تُبذل من عدة جهات بمحافظة أسيوط، للحيلولة دون تفاقم الأزمة وزيادة الأعداد، فاللواء عاطف قليعي، مدير أمن أسيوط، واللواء أسعد الذكير، مدير مباحث المديرية، أصبح تواجدهما وعدد من كبير من قيادات المديرية، في مقدمة الصفوف لمعظم جلسات الصلح التي تجرى بالعديد من القرى، من خلال لجان المصالحات وفض المنازعات التي تنتشر في المحافظة.
 
يُذكر أن محافظة أسيوط تضم 415 قضية ثأرية تنتشر بمراكز المحافظة، جرى حل نحو 100 منها، ومعظمها من القضايا الثأرية الملتهبة، بالتنسيق مع لجان فض المنازعات ببيت العائلة المصرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان