بعد كارثة رأس غارب.. كود جديد للطرق لمواجهة أخطار تغيّر المناخ – (تقرير)
كتب – عبدالله قدري:
أعلن وزير النقل الدكتور جلال سعيد، تشكيل لجنة من خبراء الطرق تضم مسؤولين بوزارتي النقل والري لبحث "الكود الجديد للطرق" بما يناسب التغيرات المناخية والسيول التي باتت تهدد الطرق ومنازل المواطنين، مؤكدًا أن السيول في رأس غارب هي نتيجة التغيرات المناخية في العالم كله.
الكود الجديد للطرق هو عبارة عن الإرشادات والمواصفات التي يجب أن يتم تنفيذها في الطريق، ويخضع لأسس واشتراطات لتصميم الطرق الحضارية والخلوية، حسبما ذكر الدكتور عماد عبدالعظيم استشاري الطرق والكباري بجامعة عين شمس.
وتُشكل اللجنة الدائمة للكود من عضو ممثل عن كل جامعة، مهمتها مراجعة القصور الذي ينتاب تطبيق الكود ومواصفات الطرق المعمول بها وفق قانون مصري أعدته وزارة الإسكان والمركز القومي لبحوث الإسكان بناء على قرار وزاري رقم 162 لسنة 1998.
وقال الدكتور عماد - في تصريح لمصراوي، اليوم الاثنين - إن الكود يشمل عرض الطرق والحارات، وسرعة المرور على الطريق، إضافة إلى الخلطة المعدة لتنفيذه، ومقدار مادة "البيتامين" المضافة إلى التربة، كما يشمل أيضًا مواصفات معدات الطرق.
وعن دور لجنة الكود، أوضح عبدالعظيم، أنها ستراجع القصور الذي وقع في بعض الطرق من عدم تنفيذ المواصفات.
وعن تنفيذ الكود على الطرق الجديدة، أكد "عبدالعظيم" أن هناك حالات تُسمى النُدرة الإحصائية لم تكن مرصدوة من قبل قد تسبب تدمير لبعض أجزاء الطريق، مشيرًا إلى أن الطريق قد لا يكون مجهزا للسيول أو التغير المناخي وكان يجب مراعاة ذلك، وبالتالي سيتم تذكير المصممين أن هذا الطريق حدثت به تغيرات مناخية فجائية خارج إرادة المصمصم لتدراكها فيما بعد.
وهو ما أكده اللواء عادل ترك رئيس هيئة الطرق والكباري، بوجود لجان سنوية تخرج من الهيئة لمتابعة تأثير السيول على الطرق ومخرات السيول، وتقوم بتدعيم الطرق، وتقوم بتقدم التدعيمات الواجب توافرها في الطرق.
وأضاف ترك، أن هيئة الطرق ستبدأ بالاشتراك مع وزارة الري والهيئة الهندسية، لزيادة الإجراءات على الطرق بما تتناسب مع السيول، لافتًا إلى أنه لا يوجد طريق نفذته هيئة الطرق والكباري لا يخضع للمواصفات القياسية.
وبسؤاله عن توقف بعض الطرق بسبب أزمة السيول طالما أن تخضع للمواصفات القياسية، أكد ترك أنه لا توجد طرق كثير تعطلت بسبب السيول، الموقف الوحيد كان في طريق رأس غارب، وطريق سوهاج، وباقي الطرق على ما يرام.
وأوضح ترك أن الهيئة تدخلت بشكل عاجل بـ 16 فرقة عمل و صيانة على الطرق، لإزالة مخلفات السيول داخل مدينة رأس غارب، حيث ضاعفت الشركة القابضة للطرق والكباري والنقل البري وشركاتها التابعة من المعدات الخاصة بالصيانة وإزالة آثار السيول في المدينة.
السيول نعمة
من جانبه، قال أحمد إبراهيم مستشار وزير النقل السابق، إن السيول في معظم دول العالم نعمة وهناك دول استفادت منها مثل (السعودية) وبخبراء مصريين، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل، ولكن في مصر السيول نقمة وموت وخراب ديار.
وأشار في تصريح لمصراوي، إلى أن دكتور سعد الجيوشي وزير النقل السابق عندما كان رئيسا للهيئة العامة للطرق والكباري، عقد خمس ورش عمل لمواجهة السيول وكيفية الاستفادة من مياهها، وقام بدعوة كل الجهات المعنية بالموضوع مثل وزارتي الزراعة والري وهيئة الأرصاد الجوية وممثلين من المحافظات التي تتعرض للسيول وأيضا ممثلين عن البدو (قبيلة الترابين) الذين يتعاملون بحرفية مع مياه الأمطار والسيول بتجميعها في خزانات لاستخدامها طوال العام في الشرب والزراعة والرعي.
وأضاف أن رئيس الجمهورية سبق وخصص مليار جنيه لهذا الشأن بعد غرق محافظتي الإسكندرية والبحيرة العام الماضي، ولكن لم يتم الاستفادة من هذا المبلغ، مؤكدًا أن كارثة رأس غارب لن تكون الكارثة الأخيرة، بل ستتكرر بسبب عدم وجود رؤية واضحة للتعامل مع هذه الأزمة أو غيرها من الأزمات فمازالت سياسية رد الفعل هي الحاكمة في كل أمور حياتنا.
من جانبه، قال وزير النقل جلال سعيد في بيان صحفي، إنه تم التعامل مع مشكلة الإطماءات في معظم المحاور والطرق الرئيسية بجنوب سيناء، وتم تأكيد فتحها للمرور ومنها طرق: "النفق - الطور والطور - شرم الشيخ و شرم الشيخ - دهب و دهب - نويبع و نويبع - طابا و وادي سعال - سانت كاترين".
وأضاف سعيد أن الطريق الواصل ما بين سانت كاترين ومفارق فيران، وكذلك طريق نويبع – رأس النقب ( وادي وتير ) مازالا مغلقين، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة بشأن الطرق والمحاور بنطاق محافظة البحر الأحمر بحيث عادت بعض المحاور للعمل بصورة طبيعية، وهيّ: الغردقة - سفاجا و سفاجا - القصير و القصير - مرسى علم - برنيس - شلاتين - حلايب و طريقي قفط - القصير و قنا - سفاجا"، كما يعمل طريق رأس غارب – الغردقة جزئيا.
فيديو قد يعجبك: