إعلان

12 ألف طالب بلا مقاعد في مدارس الجيزة (تقرير)

12:23 م الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

عمر مصطفى

كتبت – يسرا سلامة:
في داخل منزل أحد شوارع المحطة بمحافظة الجيزة، كان "عمر" يجلس في منزله، وبعد مرور أكثر من الشهر على بدء الدراسة، سأل الطفل الذي أتم الخمس سنوات وشهور والدته "هو أنا مش بروح المدرسة ليه يا ماما؟"، يُعد "عمر مصطفى أحمد" واحد من 12 ألف طفل بمحافظة الجيزة ينتظرون نتيجة تنسيق المدارس التجريبية، بلا مقاعد دراسية حتى الآن.

حتى اليوم يظل هؤلاء الأطفال قيد الانتظار، فيما يتذمر الأهالي جراء تأخر إعلان التنسيق، وفيما أعلنت مديرية التربية والتعليم بالجيزة حتى الآن عن ستة تنسيقات داخل المحافظة، في كل تنسيق تقبل المديرية الأعلى سنًا بين الطلاب، كما تتشابك عدد من الأزمات بين العدد الكبير من الطلاب الذي لا يجد مقاعد، وعدد آخر يتوقفون على قرار التحويل، وتظل شكوى أولياء الأمور عن ارتفاع السن في التنسيق، الذي يجعل كثير من الأطفال بلا أماكن في المدارس.

وبحسب مسؤول الإعلام بمديرية الجيزة، حازم صلاح الدين، لا يوجد جدول زمني للإعلان عن نتيجة كل تنسيق، ولا يوجد كذلك إعلان واضح عن العدد المسموح بقبوله من الطلاب لهذا العام، مضيفا أن عدد الاطفال الذين تم قبولهم في المدارس التجريبية حتى الآن 8 آلاف طفل، والعدد في كل تنسيق لا يكون معلوم مسبقا.

نهى أحمد، والدة الطفل عمر تقول إن  ولدها لم يذهب إلى المدرسة منذ العام الماضي، حيث تم تسكينه العام الماضي على قوة مدرسة الحي الثالث بأكتوبر، لكنه يحتاج لقرابة الساعة والنصف ليصل للمدرسة، والمدرسة المفتتحة حديثا لا تملك وسيلة نقل الطلاب، وتقول الأم "الأطفال بيطلعوا براحتهم من المدرسة، وأخاف على ابني فيها"، تشير الأم أن لديها ورقة بمدرسة تجريبية مجاورة، لكن الإدارة التعليمية -بحسب قولها- لا تعترف بتلك الورقة.

12

كذلك يوجد عدد من الأهالي يتعدى أبنائهم عمر السادسة ولا يجدون مقاعد، حاتم أحمد يواجه أزمة تسكين ابنته "ملك" رغم بلوغها الخامسة و4 أشهر "الترم قرب يخلص، لو استمر الوضع هضطر أدخلها مدرسة خاصة"، أحد الأمهات تقول "ابني عنده 5 سنين و8 شهور و15 يوم وللأسف قاعد جنبي"، وأحمد حسام يقول إن تنسيق ابنيه جاء في أماكن مختلفة، فطفل في أطفيح وآخر في أرض اللواء، قائلا أن المحافظة أو الوزارة لم تراعِ "لم شمل الأسرة".

وتلجأ الأسر إلى المدارس التجريبية كخيار أفضل من أزمات المدراس الحكومية، وذكر عدد من الأهالي لا تأمن على أطفالها وسط المدارس الحكومية، فقالت "نهى" إنها تعيل طفلين آخرين، ولا تقوى على دفع المزيد للمدارس الخاصة، فيما يلجأ عدد من الأهالي إلى تزوير عقود في محيط الإدارة التعليمية المتاح بها مدارس، حتى لا تضيع السنة على أبنائهم، لكنهم يواجهون الأزمة في التحويل العام المقبل.

3

وصرح المسؤول الإعلامي بمديرية الجيزة لـ"مصراوي" أن هناك قرابة 50 مدرسة تجريبية فقط في المحافظة، بالإضافة إلى 6 مدارس تجريبي مميزة، والتي تعلم كل المواد باللغات، مضيفا أن المديرية تعلم على إيجاد أراضي وفراغات لحل الأزمة، كما أعلنت المديرية عبر الصفحة الرسمية لها عبر فيسبوك، أمس الاثنين، إن المديرية لا تزال تبحث مع محافظ الجيزة حلولًا سيُعلن عنه الأيام القليلة القادمة.

ويلجأ عدد من الأسر في مصر إلى لحاق أطفالهم بالمدارس التجريبية؛ أملًا في تعليم اللغات للأطفال، وكما تشير أستاذ البحوث التربوية لورنس بسطا زكي إن المدارس التجريبية بجانب اللغات، تساهم في تحقيق انضباط أكبر، وتناسب مستوى الأسر المتوسطة التي تطمح لتعلم اللغات أسوة بالمدارس الخاصة، وكذلك عدد التلاميذ أقل بالفصل الواحد، للهروب من مشكلة الكثافة.

لكن مشكلة الكثافة المرتفعة كذلك هو السبب الرسمي المعلن من قبل كلا من مديرية الجيزة والمحافظة لعدم قبول الطلاب حتى الآن، وكان عدد من اولياء الأمور قاموا بالتظاهر عدة مرات من أجل الضغط لإتاحة أماكن، آخرها كان أمس الاثنين، خاصة أن المحافظة التي تواجه هذه الأزمة منذ عدة سنوات تقبل جميع الطلاب فوق سن الخامسة، بحلول مختلفة إما فترة مسائية أو التسكين "على الورق"، وعدم ذهابهم إلى المدرسة.

4

وقامت لورنس زكي بالإشراف على دراسة تتناول أزمة الكثافة في الفصول، والتي أظهرت أن الجيزة وحدها بها كثافة تبلغ 55 طالبا في الفصل، وذلك منذ 2009، وترى أن ذلك الرقم زاد الآن إلى 90 طفلا بالمدارس الحكومية، كما أكدت الدراسة أن ازدحام الفصول ينشر العدوى بين الأطفال ويؤثر على عدم الاستيعاب، مما يجعل الأهالي تهرب من التعليم الحكومي.

وفي سبتمبر الماضي، ردت وزارة التعليم على طلب محافظة الجيزة برفع كثافة الفصول بعدم الموافقة، وذلك بحيث لا يستوعب الفصل الواحد أكثر من 40 طالبا، وأشار الخطاب المقدم من الوزير الهلالي الشربيني إلى أن زيادة عدد الطلبة سيؤدي إلى تدني نصيب الطالب في مساحة الفصل والموقع العام.

5

ويرى الخبير التعليمي كمال مغيث أن أزمة الكثافة تحتاج إلى اهتمام الدولة بالتوسع في بناء الفصول، فمصر الآن بحاجة لقرابة 50 ألف فصل لاستيعاب طلابها، حسب قوله، مضيفا "نحن في كارثة، الدولة أدارت ظهرها للناس، وتترك الأهالي بين نيران التعليم الحكومي المتدني، أو التعليم الخاص المرتفع التكلفة، نحن أمام حكومة لا تهتم بتعليم الشعب".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان