لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد السيطرة على حلب.. رحيل الأسد "بات من الماضي"

11:37 ص الأربعاء 28 ديسمبر 2016

كتبت – سارة عرفة:
حلب كانت السؤال الكبير خلال الأشهر الماضية في الحرب الأهلية السورية. وقعت المدينة المنقسمة بين شقي رحى: النظام يريد بسط سيطرته الكاملة على أكبر مدينة سورية، والمعارضة تقاوم للحفاظ على الأجزاء الخاضعة لها في شرق المدينة.
 
كلاهما يرى فيها بقعة استراتيجية تحدد مسار الحرب الدائرة منذ خمس سنوات ونصف؛ قتل فيها اكثر من ٢٥٠ ألف فضلا عن نزوح ملايين داخل سوريا وخارجها.
 
في النهاية وبعد قتال شرس وحصار مطبق أودى بحياة آلاف وضجة دولية، تمكنت قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران من استعادة الاحياء الشرقية للمدينة وإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج إلى مناطق اخرى، إدلب على الأغلب.
 
كان المشهد في الأسابيع الأخيرة دراميا: دموع الراحلين عن المدينة، أطلال بيوت انهارت على عروشها، في المقابل فرحة واحتفالات باستعادة المدينة من أيدي "الإرهابيين"، بحسب وصف النظام.
 
كانت حلب من أجمل مدن سوريا. فهي من أقدم من العالم التي عرفها الإنسان وتعاقبت عليها العديد من الحضارات من آرامية وآشورية وفارسية ورومانية وصولا للإسلامية. وفي عصر الدولة العثمانية كانت على مدى قرون ثالث مدينة من حيث الأهمية بعد اسطنبول والقاهرة.
 
في العصر الحديث كانت العاصمة التجارية لسوريا حتى قبل الحرب. وظلت المعارضة المسلحة على مدى سنتين تحاول السيطرة على حلب حتى تمكنت أواخر 2012 من الاستيلاء على الأحياء الشرقية من المدينة مترامية الأطراف.
 
كانت حلب خط إمداد رئيسي للمعارضة نظرا لوقوعها على الحدود مع تركيا أحد الداعمين الرئيسيين لها.
 
تمحورت خطة المعارضة في ذلك الوقت على السيطرة على حلب وإدلب وتوسيع طرق الإمداد من تركيا مع تكثيف القتال في نفس الوقت في الغوطتين الشرقة والغربية على أطراف دمشق، بحيث يزداد الضغط على النظام ليتراجع إلى العاصمة ليحصنها.
 
وقال الباحث الأردني حسن أبو هنية، الخبير في الجماعات الإسلامية، إن "حلب ذات أهمية للنظام والثوار وأطراف النزاع سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي... هي مهمة لكل أطراف النزاع".
 
وأضاف أبو هنية في اتصال هاتفي مع مصراوي أن المعارضة المسلحة كانت تعتمد على حلب كخط امداد لوجيستي ونقطة عبور للمسلحين الذين كانوا يفدون من الخارج للمشاركة في القتال ضد القوات السورية، عبر تركيا.
 
وأوضح أن المعارضة بعد طردها من حلب باتت "في أضعف حالتها وبالتالي يمكن إجبارها على قبول حلول محددة".
 
وأشار أبو هنية إلى أن تداعيات عملية "درع الفرات" وتغير الموقف التركي من الأزمة السورية وتعاون أنقرة مع موسكو وطهران، كل ذلك ساهم في تغير المشهد على ساحة الحرب الأهلية السورية.
 
سيطرة النظام على حلب يسمح للقوات بالتقدم نحو إدلب وخنق المعارضة بعد أن تجمعت في المحافظة الواقعة في شمال سوريا، على ما قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس البحثي لينا الخطيب، قد ذكرت في حوار لها مع مركز مجلس العلاقات الخارجية.
 
خروج المعارضة من حلب حد من خياراتها. يقول أبو هنية "السيطرة على حلب أدخل النزاع سوريا في مرحلة جديدة؛ مرحلة كسر شوكة المعارضة، خاصة بعد التعاون الروسي التركي الإيراني.
 
وقال "رحيل الأسد بات من الماضي."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان