مزارع: قبل الثورة كانت الأرض بتكفينا.. وبعدها كل اللي يزرع خسران
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت - مها صلاح الدين:
"الفدان عندنا رجل أعمال قائم بذاته".. قالها بسام العرابي، مزارع صعيدي خمسيني، قبل أن يستدرك، الرجل الذي يزرع 10 أفدنة، هي إرث عائلته، قائلا: "قبل الثورة كان فدان القصب يحقق الاكتفاء الذاتي للفلاح وللأجير ويكفي احتياجاتنا، بينما بعد الثورة الكل خاسر".
وتابع الرجل، بنبرة محتجة تترفع عن الشكوى: "فدان الأرض يحتاج إلى 32 عاملا، نصيب صاحب الأرض من مكسبه، يوازي نصيب العامل الأجير"، وقارن بين الوضع بعد وقبل الثورة قائلا: قبلها كان طن القصب، وهو المحصول الذي يقتات منه بسام وعائلته، يبلغ سعره "260 جنيا"، وكان يحقق أرباحا أكثر مما يحققها اليوم، رغم أن سعره ارتفع لـ"620 جنيها"، مشيرا إلى أنه شارك في الوقفات الاحتجاجية، لإجبار وزارة الزراعة على رفع السعر، بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وأجور العمالة، ورداءة المواد الفعالة والأسمدة.
واستدرك "العرابي" قائلا: ما كان يتقاضاه المزارعون قبل الثورة لم يكن يسد حاجتهم إلا من الكسوة والسجائر كل عام، إلا أنه لم تكن لديهم ثقافة الاعتراض، أما الآن بمجرد أن يعمل العامل ساعتين أو ثلاث ساعات يوميا، يطالب بزيادة أجره.
وعلى الرغم مما عاناه مزارعو القصب هذا العام، فلم يرم الرجل باللوم على الحكومة، ولكنه ألقى بالسبب على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك قائلا: "ده مولد وصاحبه غايب من 30 سنة، إلي اتباعت فيهم الشركات واتخصخصت المصانع، وكلنا عارفين كل حاجة".
الرجل الصعيدي، الذي قابلنا بين مزارع القصب بقرية الرئيسية بمحافظة قنا، رفض الحديث عن الثورة قائلا: "أنا أبسط ما يكون إني أبدي رأيي في المواضيع دي".
وعن حياته قبل الثورة، قال: "أنا كسائر الصعايدة متجوزتش إلا بعد ما جوزت اخواتي الصغيرين"، مؤكدا أنه رغم كبر سنه لم يتزوج سوى عام 2008، بعد أن أتم شقيقه الأصغر تعليمه، وزوجه هو وشقيقته، فيما تولى هو مسؤولية إدارة 10 أفدنة من القصب، إرث العائلة بأكملها.
"الإنسان الصعيدي المادة ملهاش قيمة عنده.. المهم ليه الأمان" هكذا أعرب الصعيدي الخمسيني، الأب لطفلين في المرحلة الابتدائية، عن عدم استيائه من غلاء معيشة ما بعد الثورة، فالأمان في الصعيد من وجه نظره تعزز بعدها، حيث كانت أراضيهم في العهد الماضي مستباحة للأيادي الطائلة، مستنكرا: "البلد كانت بتتخطف، كل واحد بياخد إلي هو عايزه، دلوقتي كل واحد ملتزم بأرضه.. الأمان زاد والالتزام زاد".
وأكد الرجل أن الصعيد لم يشهد انفلاتا أمنيا بعد الثورة، فلم تقوى قبيلة التعدي على أخرى بدون وجه حق، معللا ذلك بالإرث المتأصل في أهالي الصعيد من الالتزام بالقيم والعادات والتقاليد، مبينا ذلك قائلا: "أيام الثورة مصانع السكر إحنا إلي حميناها، لا كان عندنا مدرعة ولا دبابة".
فيديو قد يعجبك: