رئيس السكة الحديد: الوضع ليس وردياً.. ولن أعرض حياة راكب للخطر –(حوار)

حوار – عبدالله قدري:

تصوير – علياء عزت:

قال اللواء مدحت شوشة رئيس هيئة السكة الحديد، إن السبب وراء ظاهرة تأخر القطارات يرجع إلى تدهور البنية الأساسية للسكة الحديد ووجود عدد كبير من المزلقانات والإشارات اليدوية العقيمة، مضيفا: "لن أعرض حياة الراكب للخطر".

وكشف "شوشة" في حوار مع "مصراوي" تفاصيل خطة الهيئة لتطوير السكة الحديد، وقال إن الهيئة تخطط لتصنيع 700 جرار داخل مصر، إلى جانب تطوير كافة عربات القطار، مشددا على ربط اي زيادة في أسعار القطارات بتطوير الخدمات المقدمة... وإلى نص الحوار:

- أعلنت الهيئة البدء في تطوير عربات القطارات، فما هي تفاصيل خطة التطوير؟

لدينا خطة عاجلة تشمل 3 أنواع من عربات القطار" المميزة، والمحسّنة، والمطورة"، ونعمل في الثلاثة أنواع في نفس الوقت، لأن الإمكانيات الحالية لا تسمح باستيراد قطارات من الخارج، إلا عن طريق القروض.

ونقوم في ورش أبو زعبل بتطوير عربات القطارات، وحتى الآن لم ترد إلينا شكاوى من العربات المطورة، وقمنا بتجربة قطار منها في خط أبو قير بالإسكندرية، كما سنقوم بداية من الشهر الجاري بتشغيل قطار على خط طنطا، وتباعًا سيتم تشغيل قطارات على خطوط الضواحي.

ونحن بصدد مشاورات ومداولات بتطوير خطوط الضواحي بالكامل، ونخطط لتصنيع 700 جرار في مصر من خلال شراكة مصرية مع الهيئة العربية للتصنيع، بدلًا من التوريد من الخارج، وحاليًا يتم التفاوض على أن يتم تشغيل 100 عربة، و600 عربة أخرى سيتم إنتاجهم في مصر من جانب الهيئة العربية للتصنيع.

- اشتكى عدد كبير من الركاب من تكرار ظاهرة تأخر القطارات، وتدني النظافة بها، كيف ستعالجون هذا الأمر؟

الحياة ليست وردي في السكة الحديد، فالقطاع مهمل منذ 60 سنة، "إيه المطلوب منه؟"، وتحركنا الآن للتطوير "كويس جدًا"، لأن "لو كنا تأخرنا كان القطاع توقف".

والسكة الحديد تعاني من بنية أساسية سيئة لا تستطيع القطارات السير عليها، كما نعاني من نظم إشارات يدوية عقيمة، ولهذا السبب تحدث التأخيرات.

وفي النهاية "أنا أرضى بالتأخير، ولا أرضى أن أعرض حياة الراكب للخطر". ومع ذلك تأخيرات هذا العام، ليست مثل السنوات الماضية. أما النظافة فلم تصل إلى المستوى الذي يرضينا، نظرًا لكثافة الركاب، وسلوك بعض الأفراد.

  لا زيادة في أسعار التذاكر إلا بعد تحسين الخدمة.. وخطة لتصنيع 700 جرار في مصر

- هل ساهمت قطارات الـVIP في تعويض خسائر الهيئة؟

لا يوجد شيء تغير في السكة الحديد عشان نكسب.. قطارات الـVIP لن تعوض فرق العجز في ميزانية السكة الحديد، نسير الآن في خطوات تقليل الفجوة، وهو ما بات وضحا فعجز الميزانية الشهرية كان يصل لنحو 90 أو 95 مليون جنيه، أما الآن بلغ نحو 140 مليون جنيهًا شهريًا، وهو ما يعني تقليل الفجوة بين الإيرادات والمصروفات، مقابل عدم زيادة المصروفات فقد خفضنا المصروفات على السكة الحديد بنحو 400 مليون جنيهًا عن العام الماضي، ومن هنا يكون لدينا أمل للوصول إلى نقطة تعادل.

أما قطار الـ(VIP) فإيراداته تصرف على قطارات الضواحي فقط التي تكون ثمن تذكرتها جنيه ونصف أو 2 جنيه، وأؤكد أننا لن نلغي قطارات الضواحي كما أشيع؛ بل قمنا بسحب قطار أو قطارين من الخطوط ذات الكثافة المنخفضة، واستخدمناها في الخطوط ذات الكثافة العالية، لنزود عدد العربات في باقي القطارات، ففي العام الماضي كانت القطارات تسير بـ5 عربات فقط، أما الآن تسير بـ12و 15 عربة.

- ماذا عن الدراسة التي أوصى بها وزير النقل لدراسة المزلقانات غير الشرعية؟

نجهز تقرير المزلقانات الشرعية والمعابر غير الشرعية، وتنقسم الدراسة إلى عدة أقسام، منها أجزاء مهمة ومتوسطة، وأخرى ضعيفة، وبالتالي يتم تحديد القرار إذا ما كانت المنطقة تحتاج لبناء أنفاق أو كباري أو مزلقانات، وبعد شهر سنعلن النتائج.

والآن نواصل عملية حل أزمة المعابر غير الشرعية، فقد كان هناك 2006 معابر غير شرعية، أغلقنا 1960 بالتعاون مع المحليات والمحافظات، وما زلنا نقوم بغلق المعابر، ولكن بعض المواطنين يقومون بفتحها مرة أخرى. ودورنا أن نقدم مقترحات الدراسة لوزير النقل بعد شهر واحد كما كلفنا الوزير، وحسب الميزانية المتاحة سنقرر العمل.

- ومتى سيتم استلام دراسة جدوى القطار فائق السرعة؟

دراسة القطار فائق السرعة، يعمل عليها الآن مكتب استشاري أسباني، ولم تصل إلينا حتى الآن، ولم يحدد معاد وصولها، احتمال يتم الانتهاء منها في أول مارس واحتمال في نهايته.

- رغم خسائر الهيئة.. لماذا يتم إقراض شركة المترو؟

المترو تابع لهيئة السكة الحديد، ونقوم بإقراضه "عشان الحياة تمشي" وهذا أمر ضروري.

- خلال رئاستك للهيئة، ما هي الإنجازات التي حققتها؟

أهم شيء حققناه في السكة الحديد، هو العمل بروح الفريق الواحد، وقمنا بتحريك ملفات مثل الخردة، والأراضي المهملة، وطورنا بعض القطارات التي انتهى عمرها الافتراضي، وأعدناها للخدمة من جديد، بالإضافة إلى عمل نظم تحكم في المحطات، تم الانتهاء منها بنسبة 37% فيها، فضلًا عن تجديدات السكة الحديد التي تتم على قدم وساق.

وفي 6 أشهر فقط، حصلنا 120 مليون جنيه من عملية بيع الخردة، وفيما يخص أراضي الهيئة فقد الاتفاق مع مستثمرين لاستغلال الأراضي، وهو ما سيدر علينا عائدا، ففي 2017 بلغت حصيلة السكة الحديد من عائد الاستثمار نحو 350 مليون جنيه، ونتوقع تزايد المبلغ.

- كم عدد الجرارات التي خرجت من الخدمة في السكة الحديد؟

لا يوجد لدينا جرارات خارج الخدمة. الهيئة تملك 810 جرارات، منها 370 جرارا داخل الخدمة، والباقي نقوم برفع كفاءتها وتطويرها، مثلما فعلنا في 41 جرارا من شركة "جنرال".

- هناك مخاوف عند بعض الركاب من احتمال قيام الهيئة برفع أسعار التذاكر، هل هذا مطروحا؟

لا، ولن نطرح رفع أسعار تذاكر السكة الحديد، إلا إذا قدمنا خدمة مقابلة لهذه الزيادة، أما الخدمة الحالية، فلا نستطيع زيادة سعر التذكرة على الجمهور، لكن هذا يمكن أن يحدث عند نزول عربات جديدة، هنا نستطيع أن نقول للراكب أن العربات الجديدة لها سعر، والقديمة لها سعر آخر، ومع الوقت سيحدد الراكب السعر الذي يناسبه، والخدمة التي يفضلها.

- وهل يدر متحف السكة الحديد عائدا ماديا للهيئة؟

متحف السكة الحديد الغرض منه توعية الجمهور وليس الكسب، وبالتالي فإنه لا يدر دخلًا عاليًا حتى الآن.