لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عايدة ميخائيل ضحية البطرسية.. تلحق بزوجها بعد 70 يومًا

01:48 م الخميس 15 ديسمبر 2016

عايدة ميخائيل

كتبت- شروق غنيم:

ترددت عايدة ميخائيل على "البطرسية" القريبة من منزلها طوال حياتها، لم تفوَّت يومًا حتى مع اشتداد المرض على زوجها الراحل. كانت تذهب إلى الكنيسة أولًا ثم إلى المستشفى، عاشت حياتها كالراهبة. تنخرط في علاقاتها مع البشر، لكنها تؤثر الخلو مع نفسها، تتحدث قليلًا حتى أطلق عليها والد زوجها لقب "قديسة الصمت".

الأحد المنصرم؛ إعياء طرأ على عايدة، ظّنت الابنة مونيكا أنها لن تذهب إلى الكنيسة، لكن إقدام الأم كانت في طريقها للقداس. لأول مرة في حياتها تجلس بالصفوف الخلفية بسبب مرضها المُفاجئ، حتى دوى انفجار شديد حصد 25 روحًا، وأصاب أكثر من 50 آخرين، كانت عايدة من بينهم.

لم تكن مونيكا سمعت عن الحادث بعد؛ عقارب الساعة تُشير إلى العاشرة والربع، هاتفت والدتها لإخبارها أنها في الطريق لزيارتها، لكنها لم ترد، بعد ربع ساعة تتصل إحدى صديقاتها وتُبلغها عن الفاجعة، ينهش القلق قلبها، فينصحها صديق آخر بالتوجه سريعًا إلى مستشفى الدمرداش.

دخلت الابنة غرفة المشفى، قابلتها الجثامين "أمي كانت التانية". لم يمّس الحادث وجه عايدة، فتعرفت عليها سريعًا، لكن روحها صعدت إلى بارئها. حاولت مونيكا التماسك لكن الغضب تملّكها وخرج في انفعالها على الأطباء "أمي و11 جثة فضلوا على الأرض لحد الساعة 6 ونص بليل من غير تلاجات"، نهرها أحدهم، وظلت الجثامين على هذا الحال حتى جاء نائب وزير الصحة، فأوقدت المستشفى التكييف في غرفة الجثامين، تحكي مونيكا بغضب.

مكثت مونيكا بالمستشفى طوال اليوم، شريط حياة والدتها لا يبرح مُخيلتها "كانت ملاك على الأرض". تمنّت عايدة في بداية حياتها أن تُصبح راهبة، "كانت بتصلي أكتر من أبويا الكاهن"، عملت عايدة موجهة مادة الفلسفة بمدرسة ثانوية، تتذكر مونيكا بضحكة مُغلفة بالأسى "أمي عمرها ما راحت لصالونات تجميل. لما جيت أتجوز بابا اللي جابلي الكوافير ساعتها، عاشت كالراهبة".

تزوجت عايدة من الكاهن أثناثيوس بطرس، والذي تعرض للاعتقال في الثمانينات وكان الأصغر سنًا مع 24 كاهن آخر. في الثالث من أكتوبر الماضي وافته المنيّة "أمي كانت بتقول لي هموت قبل الأربعين" تصمت مونيكا قليلًا "ماتت بعد الأربعين بشهر".

قبيل وفاة الوالد قدِمت مونيكا إلى مصر، إذ تعمل الفتاة مذيعة ببرنامج ديني في كندا "لما أبقى عاوزة أعرف السؤال ده سهل ولا صعب كنت بسأل أمي، لو مجاوبتش يبقى سؤال مستحيل"، تتذكر الابنة تعليقات والدتها بعد تفجيرات كنيسة القديسين "كانت دايمًا تقول ياريتني أموت شهيدة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان