محمود عوض.. المُتمرد لوجه الله (ملف خاص)

09:09 م الثلاثاء 27 ديسمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أعد الملف- أحمد الليثي ويسرا سلامة وإشراق أحمد ودعاء الفولي ومحمد مهدي ومحمد زكريا وشروق غنيم:

كجنين يتوق للحياة كان محمود عوض، يأبى على الاستكانة، روح التمرد تملؤه، يصرخ في سبيل براح أوسع، البراءة تسكنه، حاولوا أن يلوثوه غير مرة فلم يكن لذلك سبيلا. عايش نوابغ القوم ولم يهتم يوما بمظاهر أو بهرجة، زاده المعرفة ورفاهيته الحصول على معلومة، رصيده متكدس بالإنجازات ولم يستدن إلا لشراء كتاب، يُعلي من شأن الحقيقة، روحه متعلقة بالمهنة ورفع قامة أبنائها، عاش من أجل مبادئه، "قال لا.. فلم يمت"، لم يُخرج جميع مواهبه المكنونة، يُطلب ولا يطلُب.. حين كتب للأطفال أخبرهم عن دنيا المتمردين، ووقتما تبنى أفكار من سبقوه وقف معهم ضد الرصاص، صك مشروعه ضد الصهيونية وألاعيبها، تحدوه أن يخلق مجالًا صحفيا مغايرًا بعد حصاره المُضني، فصنع تجربة فارقة في 3 شهور.

تمرد "عوض" لوجه الله كأنما احتفظ بفطرة الوليد أبدا، أراد أن يُحطم سكون جهل الأمة، يضرب جدران الفساد المغلفة لرحمها؛ لتدرك قيمة وجودها والمخاطر المحيطة بها، فتلك معركته التي حفظ تلاميذه أوائل كلماتها المسطورة ضد النفاق، لذا لم يكن للتعجب مكان حين رفض الكتابة عن "عبد الحليم" لاستشعاره عدم التجرد من صداقته. كانت الكلمة هي العليا عند "عوض"، شرف الرجال كما تعلم وعَلم فحار أصحاب الألقاب في تصنيفه، فيما لم تقف يداه وقبضاتها إلا مع حق يعتقده. لم يعبأ بأموال تأتيه من وراء كتاب أو مقال، طالما بقي أثر قبضته يحرك كل ساكن، عايش ظُلما وتهميشًا من المؤسسة التي عمل بها لسنوات، لكنه ما استغل مكانته الصحفية للتشهير بأحد، اعتلاء المنصات لم يكن هدفه، هو الباغض لكل نور يأتيه كرها مؤثرا الحياة بمبدأ "الأضواء ليست هدفا في حد ذاتها، وإن لم يكن عندي ما يساوي الأضواء فمن الأفضل أن ابتعد عنها".