لقاءات حكومات السيسي مع رؤساء الصحف.. اسماعيل "منضبط" ومحلب "مهتم"
كتبت-رنا الجميعي:
يجتمع رئيس الوزراء برؤساء تحرير الصحف كل فترة، على خلفية قضايا مُثارة وأزمات، واليوم كان لقاء شريف إسماعيل مع رؤساء تحرير صحف المصري اليوم، الأهرام، الوفد، الوطن، الأخبار، اليوم السابع والشروق، وجاء هذا الاجتماع في إطار لقاءات بدأتها الحكومة مع رؤساء الهيئات البرلمانية، لشرح الجهود في مواجهة أزمة ارتفاع الأسعار.
من بين من حضروا اليوم، كان رئيس تحرير المصري اليوم "محمد السيد صالح"، الذي تواصل مع مصراوي، وهو ثاني اجتماع يلتقي فيه برئيس الحكومة "شريف اسماعيل"، حيث نوقش في اللقاء الماضي أمر موازنة الدولة، ودعم الصناعة الوطنية، ويقول صالح إن اجتماع اليوم انصب حول الخطوات القادمة للدعم الاقتصادي "احنا بنسميها الإجراءات الصعبة"، وأثيرت أزمة ارتفاع الأسعار التي لم يُنفيها أو يؤكدها رئيس الوزراء، حسب حديث صالح، "مقالش وقت معين لرفع الأسعار"، كما أعطى اسماعيل نموذج للزيادات السنوية بأسعار الكهرباء.
كذلك نوقشت الإجراءات الناتجة عن قرض صندوق النقد الدولي، والذي أكد أنه لا علاقة له برفع الدعم التدريجي، وذكر صالح أن طابع تلك الاجتماعات تكون الحوار، ولا يتخذ شكل المؤتمر الصحفي "زي ما بكتب أفكار، رئيس الوزراء بيكتب أفكار"، وأضاف أن الحديث عن السلبيات لا يأخذ شكل الهجوم، ولكن النقاش، حيث تكلم الحاضرون عن وسائل المديونيات والإسراف.
مع تعيين شريف إسماعيل كرئيس للوزراء في شهر سبتمبر من العام الماضي، كانت أولى لقاءاته مع رؤساء الصحف في فبراير هذا العام، حيث تحدث فيها عن مكافحة الفساد، وبرنامجه الذي يشمل القضاء على البطالة وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وفي مُقارنة منعقدة حول أداء إسماعيل بين اللقاءين، يؤكد صالح تطور أداء رئيس الوزراء رغم التحديات التي يواجهها، كما كان مُلّم أكثر بنواحي القضايا الحالية.
انعقدت أيضًا اجتماعات عدة مع رئيس الوزراء السابق، "إبراهيم محلب"، والجماعة الصحفية، كان آخرها في يوليو 2015، وكان محور النقاش بها هو تعديلات قانون الإرهاب، كما عقد أكثر من اجتماع لرؤساء مجالس ادارات الصحف القومية، في بحث أزماتهم الخاصة، وبين أسماء تختفي وتظهر للحاضرين في اجتماعات رئيس الوزراء، كانت جريدة روز اليوسف، التي لم تتلق دعوات لأي من اجتماعات اسماعيل إلى الآن، ويُعلق عبد الجواد أبو كب رئيس التحرير البوابة الإليكترونية لروز اليوسف، حول استراتيجية الحكومات المصرية وعلاقاتها بالإعلام "مفيش أي مرجعية للدعوات"، وأن اجتماع رئيس الحكومة على طول الخط تحدد حسب القضايا المطروحة "وقتها بيحتاجوا للإعلام".
غير أن قواعد الإعلام بينها وبين الحكومة في العالم، كما يذكر أبو كب، تكون تبادلية، تضمن تسيير رأي الحكومة وبالمثل لوسائل الإعلام، لكن أبو كب يرى إن العلاقة مع محلب كانت أفضل، فيصفه أن لديه اهتمام خاص بالإعلام والاستماع إليه، وهو ما ظهر في زيارة رئيس الوزراء السابق لروز اليوسف، خلال الاحتفال بذكرى الكاتب والصحفي إحسان عبد القدوس.
يذكر أبو كب أن اهتمام محلب بالصحف القومية، وزياراته لدار المعارف، ودار الهلال، وروز اليوسف، أشارت إلى فهمه للتواصل مع وسائل الإعلام، كما لا يجد ذلك في تعامل رئيس الحكومة الحالي.
كذلك يشرح رئيس تحرير المصري اليوم، طبيعة محلب واسماعيل، حيث حضر صالح اجتماعات للاثنين، بموقعه خلال عهد محلب، كقائم بأعمال رئيس التحرير، فيقول إن اجتماعات رئيس الوزراء السابق ابتعدت عن الرسميات، وأقرب لحالة من الحميمية، "بشكل عام محلب كان راجل يسعى للتواصل بنفسه"، وقد ظهر ذلك في مداخلات هاتفية مع البرامج، أو تصريحاته بالصحف، كما أنه متابع جيد لكل ما يُكتب عنه، أما اسماعيل فهو رجل منضبط، كما وصفه صالح بأنه رجل دولة متابع أيضًا سواء هو أو مكتبه لكن "متهزوش الانتقادات أوي".
ويؤكد صالح أن تعامل محلب واسماعيل مع الإعلام مختلفين، ففي حالة رئيس الحكومة السابق "كان خالق للخبر، وبنفسه يتكلم في التليفون ويتناقش"، ورغم متابعة اسماعيل لكنه لا يتواصل بشكل دائم، ويضيف صالح أن طابع رؤساء الوزراء في مصر مخول أكثر بالجانب الاقتصادي والخدمي، ويعتقد أن الإعلام يعيش أزهى عصور الشفافية مع رئيس الحكومة المصرية.
فيديو قد يعجبك: