كيف استقبل المصريون في قطر قرار قطع العلاقات؟
كتب- محمد مهدي:
فجرًا، أعلنت مصر قطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر، لاتخاذها مسلك معادي للدولة، تزامنًا مع قرار السعودية والإمارات والبحرين باتخاذ الخطوة ذاتها، ومن ثم طُرحت عدد من الأسئلة تعليقًا على الأمر، من بينها استفسارات عن مصير المصريين في قطر، تأثير القرار عليهم ووضعهم خلال الساعات الأولى لإعلان القطيعة.
مصراوي تواصل مع عدد من المصريين هناك ليسردوا لنا ما جرى معهم عقب تلقيهم القرار.
في السادسة صباحًا، ألقى المهندس المدني "علي علي"، نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي من هاتفه المحمول ليصطدم بخبر قطع العلاقات المصرية القطرية، لم يستوعب الأمر في اللحظة الأولى "حسيت بتخبط وعدم استقرار طبعًا"، بدا يفكر في مدى تضرره هو وزملائه من القرار "كل الناس لقيت عندها نفس القلق".
لم يتلقَ الرجل الثلاثيني الذي يعيش في الدوحة منذ 6 سنوات، أية اتصالات من المسؤول عن الجالية المصرية أو السفارة لتوضيح الأمور "بنقرأ على النت إن القرارات مش هتأثر علينا"، وهو ما شعر به في عمله "مفيش أي كلام عن إنهاء الشغل".
القلق رفيق "علي"، في قَلبه، وقادم من أسرته بالقاهرة "كلهم قلقانين ومتخيلين إن الوضع سيء علينا"، يحاول أن يطمئن زوجته وذويه قدر الإمكان، فيما لا يعلم هو مصيره في الأيام القادمة "منعرفش اللي جاي إيه".
يقرأ الرجل عدد من التعليقات المسيئة للمصريين العاملين في قطر، والمطالبة بسرعة عودتهم إلى مصر، يحزن مما يراه "مزايدة"، مؤكدًا أنه يعمل من أجل الرزق وهو أمر مشروع "الواحد ملوش علاقة بالسياسية، براعي ضميري في شغلي وولائي للرزق بس".
في الدوحة أيضًا، تعيش وتعمل "أسماء سليم"، علمت بالقرار في العاشرة صباحًا من صديق بقطر "حسيت بخوف مكنتش متوقعة إن المشاكل توصل للدرجة دي"، اتصلت الفتاة العشرينية بعدد من أصدقائها هناك لمناقشة ما يدور "الناس قلقانة تنزل اجازة لمصر وميعرفوش يرجعوا".
كان بيان وزارة الخارجية المصرية قد أشار إلى إغلاق الأجواء والموانيء البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية حرصًا على الأمن القومي، وستتقدم بالاجراءات اللازمة لمخاطبة الدول الصديقة والشقيقة والشركات العربية والدولية للعمل بذات الاجراء الخاص بوسائل نقلهم المتجهة إلى الدوحة.
كانت سليم تنوي العودة إلى مصر في إجازة الفترة القادمة، لكن خطتها الآن باتت في مهب الريح "لأني مش عارفه هأوصل مصر إزاي بأني طيران".
سيل من الاتصالات وصل إلى سليم "حتى الناس اللي مبتتكلمش معايا من فترة كانوا قلقانين"، الوضع مُربك كونه مبهمًا، فقط بيان من قطر يؤكد عدم المساس بالعاملين المصريين المقيمين هنا، تنوي الفتاة العشرينية تأجيل أي خطة لحين مرور أسبوع "هتكون الأمور وضحت شوية".
الإجازات هي أكثر ما يُقلق "عمرو الحسيني" وزملائه المصريين الذين يعملون في إحدى شركات المقاولات، لديهم قلق من تأثير قطع العلاقات على مسألة سفرهم إلى مصر "معظمنا كان نازل إجازات قريب".
لا يخشى الحسيني إنهاء عمله بسبب قرار قطع العلاقات الدبلوماسية "دا صعب لأن نسبة المصريين كبيرة وشغالين على مشاريع بمليارات"، فضلًا عن اشتغال المصريين بمهن هامة وحيوية مثل الطب والصيدلة "أغلبهم من مصر فهيبقى صعب تمشيهم".
التعامل من القطريين لم يتغير بعد القرارات التي خرجت في الصباح الباكر، ولايزال الحسيني ينتظر ما ستسفر عنه الأحداث، غير أنه ينوي السفر إلى مصر في إجازته رغم المخاوف "مش ناوي أعمل أي تأجل الصراحة رغم إن الشركة بتقول نصبر شوية نشوف موضوع الطيران".
فيديو قد يعجبك: