إعلان

صراع الكبار.. هل تجهض الخلافات السياسية محاولات إنجاح قمة المناخ؟

09:30 ص الثلاثاء 25 أكتوبر 2022

كتب- محمد نصار:

مع اقتراب موعد مؤتمر المناخ COP27 الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ المصرية يحتدم الصراع العالمي بين القوى السياسية الكبرى والتي هي أيضا الدول الأكثر أهمية فيما يتعلق بملف التغيرات المناخية سواء من خلال كمية الانبعاثات الناتجة عنها أو من خلال أهميتها في تمويل النمو المستدام صديق البيئة في الدول النامية.

الخلافات السياسية عالميا

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي من جهة وبين روسيا من جهة أخرى خلافات سياسية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية حيث تقف أمريكا ودول أوروبا في جانب أوكرانيا ضد روسيا.

وعلى صعيد آخر فإن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين متوترة بسبب تايوان وخاصة بعد الزيارة الأخيرة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان ما أثار غضب الصين حيث تعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وقد حذرت بكين واشنطن من اتخاذ هذه الخطوة مرارا وحشدت قواتها قرب الجزيرة في رسالة تهديد واضحة لواشنطن.

زيارة بيلوسي لتايوان

الوضع البيئي للدول المتصارعة سياسيا

تساهم هذه الدول المتصارعة في النسبة الأكبر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم وتنتج 3 جهات فقط 16 ضعفا من إجمالي قيمة الغازات مقارنة بباقي دول العالم.د

وتعتبر الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أكبر 3 دول مسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بنسبة إجمالية تصل إلى 41.5% من الانبعاثات العالمية الكلية، في حين أن أقل 100 متسببة في الانبعاثات تنتج 3.6% فقط من الانبعاثات العالمية.

ترتيب أكبر 10 دول من حيث التسبب في انبعاث غازات الاحتباس الحراري

الانبعاثات العالميةحلم الوصول لـ 100 مليار دولار لتمويل المناخ

بحسب الاتفاقيات الدولية الحاكمة لعملية التغيرات المناخية فإن الدول الكبرى المتسببة في الغالبية العظمى من غازات الاحتباس الحراري عليها أن تمنح للدول النامية والفقيرة المتضررة من التغيرات المناخية تمويلا قدره 100 مليار دولار سنويا من أجل دعم جهود التكيف مع التغيرات المناخية ومواجهة آثارها السلبية، ويعد هذا الهدف هو الهدف الرئيسي لمؤتمر المناخ COP27 في مصر حيث يستهدف أن يكون مؤتمرا لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمرات السابقة.

هل تؤثر الخلافات السياسية على نجاح مؤتمر المناخ؟

رأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في العلاقات الدوليّة، أنه من المستبعد أن يؤثر الموقف السياسي المتصاعد بين الدول الكبرى على مستوى العالم على مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مصر خلال شهر نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.

وقال فهمي، لمصراوي: هذه المواقف المتصاعدة، هل تؤثر على مؤتمر المناخ؟.. قولا واحدا لا، لان المؤتمر هو مؤتمر اقتصادي وليس سياسي.

وحول تأثير الارتدادات السياسية والعسكرية الراهنة بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، أوضح أستاذ العلوم السياسية أنه ليست مسؤولية مصر نجاح أو فشل المؤتمر في تحقيق أهدافه لكنها مسؤولة عن استضافته والتنظيم والإعداد له بشكل مناسب ومشرف، مؤكدا أن تنظيم المؤتمر سيكون في أفضل صورة.

وتابع أن نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه يتعلق بقضية اتفاق باريس للمناخ ونسب الانبعاثات الحرارية الصادرة عن كل دولة ومدى الوفاء بالتزامات الدول الكبرى المسببة للانبعاثات، وفي النهاية مصر مجرد مقر لاستضافة القمة وتحاول من خلالها تجاوز سلبيات مؤتمر جلاسكو للمناخ.

وأشار الدكتور طارق فهمي إلى أنه من الوارد عدم حضور بعض الدول مثل روسيا أو غيرها وهذا لا يمثل مشكلة للمؤتمر لأنه يشارك فيه عشرات الدول من مختلف مناطق العالم.

الخلافات السياسية والعسكرية تضع ثقلا بيئيا عالميا

فيما يتعلق بالشق البيئي الناتج عن خلافات هذه الدول، أوضح الدكتور صابر عثمان، خبير التغيرات المناخية، أن التركيبة السياسية والاقتصادية العالمية في الوقت الراهن والخلافات المشتعلة وغياب التوافق يصعب نجاح المهمة من الناحية البيئية على مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ويضع صعوبة في الوصول لاتفاقيات أو وفاء الدول بتنفيذ التعهدات السابقة، حيث إنه في ظل الظروف الأفضل من الراهنة منذ 2009 وحتى 2020 وفي ظل أوضاع أفضل عالميا لم تلتزم الدول بتنفيذ التزاماتها وهو ما ينعكس بدوره على الوصول إلى المستهدفات المطلوبة بيئيا.

وأشار عثمان، لمصراوي، إلى أن توافق هذه الدول الكبرى أمر ضروري لنجاح المؤتمر حيث إنه يقع عليها مسؤولية تمويل العمل المناخي ودعم جهود الدول النامية للنمو المستدام صديق البيئة.

وتابع أن اتفاقيات تغير المناخ تعتمد على المسؤولية التاريخية، وبالنسبة للمسؤولية التاريخية سنجد أنه فيما يتعلق بأكبر الدول المصدرة للانبعاثات في العالم ليست الصين الأولى في إجمالي الانبعاثات ولكنها ستأتي في مرتبة أقل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال عثمان: رغم أن الصين خلال السنوات الأخيرة ومنذ بداية ثورتها الصناعية كانت أول دولة متسببة في الانبعاثات عالميا إلا أن ذلك خلال فترة قصيرة تبلغ عدة سنوات، ولكن على مدار تاريخ الانبعاثات سنجدها في مراكز أقل من أوروبا وأمريكا.

وواصل خبير التغيرات المناخية: علشان نحل المشكلة دي لازم يحصل خفض كبير جدا في الانبعاثات من جانب الدول المتقدمة وفقا للاتفاقات الموقعة عليها، ومنذ سنوات طويلة وهناك تقاعس من الدول المتقدمة في تنفيذ التزاماتها وهو ما يستوجب اتخاذ إجراءات كافية وسريعة وخاصة فيما يتعلق بخفض الانبعاثات والتمويل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان