تسونامي الإسكندرية ومياه النيل.. خبير استشعار يفنِّد مخاطر التغيرات المناخية على مصر
حوار- محمد نصار:
كشف الدكتور هشام العسكري، نائب المدير التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، خبير الاستشعار عن بُعد، عن تأثير مخاطر التغيرات المناخية في مصر خلال السنوات المقبلة.
وقال العسكري إن أزمة المياه وندرتها من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن مصر من أكثر الأماكن قحولة على مستوى الكرة الأرضية.. وإلى نص الحوار.
- بداية، كيف تري تضمين الخسائر والأضرار في مؤتمر المناخ؟
نحن نتحدث عن النسخة رقم ٢٧ من مؤتمرات الكوب؛ وهذا يعني أنه على مدار ٢٦ نسخة سابقة من المؤتمر لم ينتبه العالم إلى بند الخسائر والأضرار، وأرى أن إدراجه لأول مرة في مؤتمرات المناخ يعني أن الدول خلصت إلى أن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا ملموسًا وتواجه النشاط البشري ووجود الإنسان على هذا الكوكب، وتسعى إلى خلق الحلول واتخاذ الإجراءات في إطار مواجهة التغيرات المناخية.
- ما أبرز التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية؟
تفرض التغيرات المناخية مجموعة من التحديات الكبرى؛ منها تحديات قطاع المياه والزراعة وريادة الأعمال والقطاع الاقتصادي، وكل هذه القطاعات سوف تتأثر نتيجة التغيرات المناخية التي تحدث الآن أو التي ستحدث في المستقبل.
- لماذا اختارت مصر هدفًا للمؤتمر يتمثل في التنفيذ؟
كانت فكرة الرئيس أن يكون مؤتمر المناخ الحالي هو مؤتمر للتنفيذ؛ لأن العالم ظل لسنوات طويلة يتحدث عن إجراءات، لكنها لا تحدث على أرض الواقع مع عدم الوصول إلى الحلول؛ ولذلك يسعى مؤتمر كوب ٢٧ إلى تنفيذ هذه الإجراءات التي جرى الاتفاق عليها.
- ماذا عن تخصيص يوم للمياه بمؤتمر كوب، وما دلالة ذلك؟
في هذا العام لأول مرة يتم تخصيص يوم كامل للمياه؛ لأن المياه هي أكثر مورد سيتأثر من التغيرات المناخية، نحن نتحدث عن الأمن المائي والسلسلة الغذائية وقطاع الزراعة والتصحر وزيادة حرائق الغابات، وكل هذه الأمور متعلقة بالمياه بشكل مباشر أو غير مباشر.
- ما الوضع الحالي في مصر بالنسبة إلى أزمة ندرة المياه؟
مصر تعتبر من أكثر الدول قحولة على وجه الموكب، و97% من مصادر مصر المائية تعتمد على نهر النيل وحده فقط، وتلجأ مصر إلى تعويض جزء من الكميات الناقصة كفارق بين الاستخدامات المطلوبة والمياه المتاحة من خلال إنشاء عدد من المشروعات؛ مثل تحلية مياه البحر ومعالجة الصرف الصناعي وغيرهما من الطرق الأخرى.
ونحتاج إلى الحفاظ على هذا المورد الحيوي المهم وضمان استمراره، ونتمنى أن يكون هناك تغيير في الأوضاع الحالية لمواجهة التغيرات المناخية.
- هل يمكن أن تتعرض الإسكندرية إلى تسونامي؟
من الخطأ ذكر مثل هذه الأحداث دون الرجوع إلى بيانات من الماضي، ولا يمكن التنبؤ بوجود تسونامي من عدمه إلا بالاعتماد على بيانات الطقس في مصر عبر فترات زمنية طويلة جدًّا؛ للحصول على المعلومات والتنبؤات الدقيقة، ولا أنفي أو أؤكد تعرض الإسكندرية إلى تسونامي، والتنبؤ بالحداثة المناخية يحتاج إلى عقود من البيانات وليس بالاعتماد على عدة سنوات قليلة وما حدث فيها.
- هل سيتمكن العالم من الحفاظ على معدل اختبار عالمي 1.5 درجة؟
هدف اتفاقية باريس كان يتحدث عن درجتين احترار عالمي، ومن بعده وفي عام 2018 ظهر تقرير آخر تحدث عن احترار عالمي 1.5 درجة مئوية، أو يدق ناقوس الخطر حال الوصول إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030. وتشير توقعات إلى أن درجات الحرارة سوف تقترب من 3 درجات بحلول عام 2100، ونأمل مع حالة الزخم الموجودة من جانب الدول المشاركة في مؤتمر المناخ أن يتم اتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة لمنع الوصول إلى هذا السيناريو.
وفي حالة الوصول إلى سيناريو 3 درجات مئوية بحلول عام 2100 سيكون لذلك الكثير من التأثيرات الضارة.
- هل يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى التأثير على مياه النيل؟
بالطبع؛ لأن التغيرات المناخية تؤدي إلى اختلاف أحزمة الأمطار وبالتالي اختلاف كميات الأمطار وأماكن سقوطها، وربما تشهد أماكن حدوث فيضانات بعد أن كانت تعاني الجفاف، بينما تشهد أماكن أخرى موجات جفاف بعد أن كانت لا تواجه مشكلة في الأمطار، وهذه هي فكرة التغيرات المناخية في عدم الاتزان في الفعل أو في رد الفعل بالنسبة إلى العمل المناخي.
ونحن سنرى تغيرات جذرية على نطاقات مختلفة وعلى مستوى العام وليس قارة إفريقيا فقط؛ ولكن على مستوى العالم في مصادر المياه.
فيديو قد يعجبك: