لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أفلام تمرد -(تقرير)

01:03 ص الثلاثاء 02 يوليو 2013

كتب- أحمد عبد المجيد:

كان للسينما المصرية دور كبير فى مساعدة الشعب المصرى على التمرد ضد الإرهاب والظلم والاستعباد، وسيطرة التيارات الدينية على الحكم، وتحكمها في مصائر الشعب المصرى.

فقدمت السينما الصورة الحقيقية لأطماع وأفكار هذه الجماعات المتطرفة، فأظهرتهم بملابسهم الموحدة، وألقت الضوء على الأماكن المهجورة والمجهولة المصدر التي يعيشون فيها، والتي تخيّم عليها الكآبة وروح الشر، وكيف كانت تسيّر هذه المجموعات من قبل أمير لها أو مرشد، لهم عليهم حق الطاعة العمياء، فيشعر الجميع كأنهم أمام أقوى وأعتى العصابات التي تحترف البلطجة والقتل، وأيضا أمام أُناس متطرفين في كل نواحي الحياة ، في أشكالهم وأفكارهم وبيوتهم ونظام حياتهم.

''لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي''

وكان للفنان عادل إمام النصيب الأكبر فى تقديم الصورة الحقيقية للجماعات المتطرفة التى تأخذ الدين ستارا لها، للقيام بأعمالهم الإجرامية ، فكانت البداية مع فيلم ''الإرهابي'' الذى تم إنتاجه سنة 1994، والذى يعد مغامرة فنية كبيرة تحسب للزعيم ، فى وقت كانت هذه الجماعات الإرهابية لها انتشارا واسعا في مصر ، وقد قبل عادل إمام التحدى وأصر على تقديم الفيلم وإظهار حقيقة الجماعات المتطرفة وأفكارها الهدامة، بالرغم من التهديدات الكثيرة التى وصلت له قبل وأثناء تصوير الفيلم، ولذلك تم التصوير تحت حراسة أمنية مشددة.

وتدور قصة الفيلم حول شخصية على عبد الظاهر ''عادل امام'' الذى دفعته ظروفه الاجتماعية من فقر وإحباط إلى الانضمام لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة، واستطاعوا أن يقوموا بتنفيذ عملية لمسح عقله وتغذيته بسموم قاتلة، وأقنعوه بتدمير كل المظاهر التي يعتقدوا أنها مصدرا للفساد في البلد، مثل حرق محلات بيع الفيديو وقتل السائحين الأجانب لتعطيل السياحة، وبالرغم من تدينه الشديد إلا أنه يظهر أمامك يلهث بعينيه وراء النساء، والمرأة الجميلة التي يراها في الشارع تظهر له في منامه وهو يعاشرها في فراشه، وهذا نتيجة حالة الكبت الجنسي الذى توّلد عنده ـ بحسب نظريات علم النفس ـ العنف والعدوان على الآخرين.

وبعد تنفيذه لإحدى العمليات الإرهابية ، وأثناء هروبه تصدمه فتاة ''شيرين'' بسيارتها وتستضيفه في بيتها للعلاج، يتعرف على أسرتها المكونة من الأب الدكتور عبد العزيز ''صلاح ذو الفقار'' والأم ''مديحة يسرى'' والابن ''إبراهيم يسرى'' والابنة الصغرى ''حنان شوقى''، ويصور الفيلم أن أي إغراء جنسي يتعرض له المتدين يضعف أمامه ويستجيب له مباشرة دون رادع ديني أو أخلاقي وهو ما حدث له مع الفتاة المتحررة فاتن، حين كان يلاعبها لعبة الورق، وحاول الاعتداء عليها جنسيا، وتزداد صورة المتدين قتامة، وذلك حين يسرق الإرهابي أموال الطبيب الذى استضافه فى بيته وقام بعلاجه، بحجة أن الناس برأيه كفار لا عهد لهم ولا ذمة، فأموالهم حلال ونساؤهم جوار وسبايا لدى الإرهابين كما قال له أميره الأخ ''سيف '' الذى لعب دوره الفنان الكبير أحمد راتب ، ولكنه يرجعها مرة أخرى حين يعلم أن الطبيب يذهب بشكل طارئ ليلا إلى عمله لينقذ الأرواح.

وقد قدم الفيلم حلا لكل الإرهابيين الراغبين فى التوبة عن ما فعلوه، والرجوع إلى صوابهم وتعديل أفكارهم الهدامة من قتل وبلطجة، وظهر هذا واضحا عندما تم نقل الإرهابي من البيئة التي كان يعيش فيها مع الإرهابين، إلى بيئة أخرى كبيئة منزل الدكتور، فقد تغير فكرة وسلوكه في البيئة الجديدة التي عاش فيها خلال العلاج ، وأوضح الفيلم أن الإرهابي عندما يبقى له دور فى الحياة ويعيش وسط الناس يتغير ويبتعد عن الإرهاب والتطرف، كما أن التنظيم الإرهابي أقنعه أن ما يفعله هو نوع من الجهاد في سبيل الله ، ويكتشف أنهم يستترون وراء الدين لفعل جرائمهم، ويقرر بعد ذلك أن لا يعود للتنظيم الإرهابي مرة أخرى، وأن يكفر عن أخطائه التي يدفع ثمنها فيما بعد حياته.

وفي النهاية يعيد على تفكيره فيما يفعله ويرى الأمور من زوايا جديدة غير التي كان يقنعه بها أمير الجماعة يحاول حماية كاتب مشهور يتردد على بين الأسرة ، لكن حقيقته تنكشف ويقتل على يدى أحد أفراد الجماعة أثناء المحاولة.

''انت في نعيم بسببي.. وانت في أمان بسببي''

وبعد مرور عام على فيلم ''الإرهابي'' ، لم يكتف الفنان عادل أمام بهذه المواجهة بما قدمه فى فيلمه الأخير، ولكنه أصر على المواجهة مع الجماعات الإرهابية فقدم فيلم ''طيور الظلام'' عام 1995، وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة محامين أصدقاء، الأول فتحى نوفل الذى يتحول من رجل له مواقف إلى انتهازى ، ومن أجل حبه للسلطة اقترب من أحد الوزراء ، وعن طريق الرشاوى والتلاعب بالأوراق استطاع أن يدير له حملته الانتخابية وينجح فى دخوله مجلس الشعب، والمحامي الثاني على الزناتي الذى ينضم إلى الجماعات المتطرفة، ويحاول جاهدا تجنيد فتحى إلى صفوف جماعته الإرهابية، ويقوم بالدفاع عن زملاءه الإرهابيين من أجل التمويل الخارجى ، ويقوم بتنفيذ عملية إرهابية ويتم القبض عليه، أما الزميل الثالث محسن فهو موظف بسيط متمرد يقرر أن يبقى بعيدا عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات الدينية المتشددة.

الفيلم بطولة عادل إمام ،يسرا ،جميل راتب ،رياض الخولى ،عزت أبو عوف، أحمد راتب ، وقصة وسيناريو وحوار الكاتب وحيد حامد وإخراج شريف عرفه.

ريشة.. الطبال الأمير

وفى عام 2005 لم يستطع الكاتب الكبير وحيد حامد الوقوف مكتوف الأيدى، عندما شعر ورأى الجماعات المتطرفة تتوحش وتزداد خطورة على المجتمع المصرى ، وأصر على تقديم صورة الارهابيين الحقيقية فى فيلمه ''دم الغزال'' من خلال التركيز على أسباب الظاهرة وخاصة البطالة والفقر، الذين يجسدهما في شخصية الفنان محمود عبد المغني ،ذلك الطبال الذى تحول فجأة إلى رجل دين يحارب الفساد عن طريق البلطجة والقتل، كما أن كل من يشاهد الفيلم يبدأ عقله في التفكير عن أسباب صناعة الإرهاب الوافد إلى مصر، وكان حامد يعلم جيدا أن الفيلم سيتعرض لخسارة كبيرة لأنه بعيد عن الكوميديا التى كانت سائدة فى ذلك الوقت، الأمر الذى جعله يتنازل عن أجره ككاتب سيناريو ، لأنه أراد تقديم صورة سينمائية يعبر فيها عن رأيه في صناعة وأسباب ظهور الإرهاب فى مصر، أما مخرجه محمد يس فأعلن أنه بالرغم من أنه ليس له تجارب سينمائية كثيرة، إلا أن وحيد حامد منحه فرصة التألق والإبداع ، كما شعر بسعادة حقيقية بأنه قدم فيلما من رحم الواقع.

الفيلم من بطولة نور الشريف ويسرا ومنى ذكى ومحمود عبدالمغني وصلاح عبدالله وعمرو واكد و عبدالعزيز مخيون، ومن تاليف وحيد حامد و اخراج محمد ياسين.

''الحكومة مالهاش كرامة.. الحكومة لها هيبة''

وفى مفاجأة تكاد تكون متوقعة، قدم المخرج خالد يوسف فيلم ''حين ميسرة '' سنه 2007 الذى تنبأ بالثورة وسيطرة التيارات الدينية والجماعات المتطرفة على الحكم فى مصر ، و يتعرض الفيلم إلى حياة المهمشين سكان العشوائيات فى مصر ، وكيف ينمو داخل هذه العشوائيات الكثير من القنابل الموقوتة من الجماعات الإرهابية التى بداخلها الكثير من الأفكار الإجرامية، والتى تبث سمومها داخل الشباب وتسيطر على عقولهم، ويتطرق الفيلم أيضا الى البلطجة التى أصبحت السمة الأساسية فى الشارع المصرى، وقد حذر الفيلم من سيطرة التيارات الدينية والجماعات الإرهابية من حكم البلاد ، كما حذر أيضا من المواجهات الدامية التى ستحدث حين وصولهم للحكم، وينتهى الفيلم بنزول البلطجية إلى الشارع لإرهاب الشعب ، ويصيب الشارع المصرى حالة من الفوضى والشغب.

الفيلم بطولة سمية الخشاب ومحمود قابيل وعمرو سعد ووفاء عامر وهالة فاخر ومحمد كريم وتأليف ناصر عبد الرحمن واخراج خالد يوسف.

''الحوار بيجيب نتيجة يا مولانا''

أما فى سنة 2008 قام المنتج أحمد السبكى بتقديم فيلم ''كباريه'' عن طريق الكاتب أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز وكوكبة كبيرة من نجوم السينما، وقدموا فيه صورة الإرهابى شعلان الذى جسد دوره الفنان ''فتحى عبد الوهاب'' المتطرف دينيا الذى يسعى لتفجير الكباريه عن طريق الأوامر التى تلقاها من أمير الجماعة ''محمود الجندى'' ،ولكنه يفشل بسبب الحوار الذى دار بينه وبين علام الجرسون ''أحمد بدير''، وتفاجئ شعلان بأنه رجل تقى يقترب دائما من ربه، ويداوم على الصلاة، وينتبه علام إلى سلوكيات شعلان الغريبة داخل الكباريه ، ويكتشف أنها المرة الأولى التى يدخل فيها الكباريه ، وفى النهاية يقدم لشعلان بعض النصائح ،ويساعده على الرجوع إلى صوابه، ويقرر شعلان عدم تنفيذ مهمة تفجير الكباريه ، ولكن مع إصرار أمير الجماعة يتم إرسال شخص آخر ليقوم بتفجير المكان بأكمله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان