إعلان

100 % مؤشر خطر.. كيف تخرج التعليم من مأزق مجاميع الثانوية العامة المرتفعة؟

10:44 ص الأربعاء 24 يوليه 2019

طلاب الثانوية العامة

كتبت-ياسمين محمد:

أثناء إعلانه تفاصيل نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2018/ 2019، والتي وصلت نسبة النجاح بها إلى 78.6%، في مؤتمر صحفي عقد يوم 13 يوليو الماضي، أكد وزير التربية والتعليم، أن ارتفاع نسبة النجاح، واتجاه مؤشر النتيجة نحو الـ100%، ينذر بأزمة تواجه وزارة التعليم العالي في توزيع الطلاب على الجامعات، مشيرًا إلى أن الدرجات التي حصل عليها الطلاب لا تعبر عن مستواهم الحقيقي.

وبحسب الإحصاءات التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم بشأن نتيجة الثانوية العامة، فإن نحو 36% من الطلاب حصلوا على نسب تتراوح بين 90 و100%، كالتالي: بلغت نسبة الطلاب الحاصلين على نسب من 95 إلى 100%، 17.27% هذا العام، مقارنة بـ13.53% في عام 2018.

كما بلغت نسبة الحاصلين على نسب من 90 إلى 95%، 19.05% مقارنة بـ17.62% في عام 2018، وبالتنويه إلى أن عدد الطلاب الذين حضروا امتحان الثانوية العامة هذا العام وصل إلى 577 ألفًا و671 طالبًا وطالبة، فإن نسبة الـ36% تساوي قرابة الـ208 ألف طالب وطالبة.

قال وزير التربية والتعليم في هذا الشأن، إن نسبة النجاح هذا العام ارتفعت مقارنة بالعامين الماضيين، وكذلك نسبة الحاصلين على أكثر من 90%، ما يعني حدوث تكدس للطلاب بما يعرف بكليات القمة، بما يفوق القدرة الاستيعابية لهذه الكليات.

وأكد الوزير، أن اعتراضه لا يكون على حصول الطلاب على درجات مرتفعة، ولكن على أن هذه الدرجات لا تعبر عن مهاراتهم الحقيقية، مشيرًا إلى أن صعود مؤشر النتيجة نحو الـ100%، لا يوجد في أي دولة في العالم.

وقال إن الدرجات التي حصل عليها الطلاب لا تعبر عن مستوياتهم الحقيقية في تحصيل المعرفة، وإنما تنم عن احترافهم حل الامتحان، واعتمادهم على الدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أن مؤشر أي نتيجة في العالم يتركز في المنتصف، بينما يحصل القليل من الطلاب على درجات مرتفعة، والقليل أيضًا على درجات منخفضة.

وشدد الوزير على ضرورة تغيير نظام الثانوية العامة، لافتًا إلى نظام التقييم الجديد الذي جرى تطبيقه بالصف الأول الثانوي، فعلى الرغم من وصول نسبة النجاح إلى 91.4%، إلا أن مؤشر النتيجة يتركز في منتصف الدرجات، وشرائح المجاميع تتنوع لتعبر عن المستوى الحقيقي للطلاب، وتتفق مع منحنيات نتائج الطلاب في كل دول العالم.

وطبقت وزارة التربية والتعليم، اعتبارًا من العام الدراسي 2018/ 2019، نظامًا جديدًا للتقييم بالمرحلة الثانوية بدلأته بالصف الأول الثانوي، عن طريق إلغاء الامتحان القومي الموحد واستبداله بـ12 امتحانًا على مدار المرحلة بمعدل 4 امتحانات في العام، بحيث يكون الصف الأول الثانوي تجريبيًا، فيما يحتسب للطلاب أعلى 4 درجات حصلوا عليها من 8 امتحانات أدوها بالصفين الثاني والثالث.

إلى جانب تعدد الامتحانات، فإن أسئلتها أصبحت تعتمد على قياس مدى فهم الطالب لمخرجات التعلم بكل مادة، بدلًا من نظام الحفظ والتلقين الذي كان سائدًا طوال السنوات الماضية، ليدخل الطلاب الامحتان يفرغون ما ليدهم مما يحفظون ثم ينسونه ثانية دون استفادة حقيقية.

وأكد وزير التربية والتعليم، أن تغيير نظام أسئلة الامتحان، يعني احتياج الطلاب لطريقة تحضير مختلفة عن السابق، فلم يعد للكتاب المدرسي نفس الأهمية، ويمكن للطلاب دخول الامتحان به، لأن الأسئلة لا تأتي مباشرة من بين سطوره، ولكن تأتي متعلقة بموضوعاته، بما يتطلب من الطالب البحث في مصادر مختلفة لاستيعاب الأفكار والاستعداد على الإجابة على أي سؤال.

وفي هذا الصدد وفرت الوزارة محتوى إضافي في مختلف المواد على بنك المعرفة المصري، لتوفير مصادر تعلم مختلفة أمام الطلاب، وذلك بالتعاون مع شركات متخصصة في مجال التعليم مثل: ديسكفري، بيرتانيكا، نهضة مصر، وغير ذلك.

وللحد من الغش، وأخطاء التصحيح، وزعت الوزارة أجهزة "تابلت" على طلاب الصف الأول الثانوي؛ ليمكنهم من خلاله الوصول إلى محتوى بنك المعرفة، وأداء الامتحانات، في محاولة من "التعليم" لجعل الامتحان تجربة حقيقية لقياس التحصيل، دون حالة التوتر والرعب التي تنتاب الأهالي والطلاب بامتحانات الثانوية العامة.

وفي ضوء تصريحات وزير التربية والتعليم، أسفرت ارتفاع نسب النجاح بالثانوية العامة عن أزمتين، ظهرتا خلال الأيام الأولى من اعتماد النتيجة، أولهما: ارتفاع أعداد تظلمات الطلاب من نتائجهم بحثًا عن درجات إضافية تؤهلهم لكلية مرغوبة.

فبحسب وزارة التربية والتعليم، بلغ عدد الطلاب المتضررين من نتائجهم خلال الأيام الثلاثة الأولى من فتح باب التقدم بالتظلمات، ، 43610، بإجمالي عدد 131920 تظلم.

وفي أول أيام التقدم بطلبات التظلم، الثلاثاء الماضي، رصد مصراوي وجودًا ملحوظًا للطلاب المتفوقين الحاصلين على نسب تجاوزت حاجز الـ90%، واستكر الطلاب أن يحصلوا على درجات ونسب مرتفعة للغاية ولا يجدون لأنفسهم أماكن بالكليات الراغبين في الالتحاق بها، شأن ما حدث مع الطلاب الحاصلين على نسبة 97% بشعبة العلوم، والذين لم يكن لهم مكان في تنسيق المرحلة الأولى.

وأرجع خالد عبد الحكم، مدير الإدارة العامة للامتحانات ونائب رئيس امتحان الثانوية العامة، سبب ارتفاع عدد التظلمات المقدمة من الطلاب، إلى ارتفاع مجاميع الطلاب هذا العام، وارتفاع الحد الأدنى للقبول في المرحلة الأولى من التنسيق، مشيرًا إلى أن الطلاب يسعون للحصول على درجة أو نصف درجة للوصول إلى ما يعرف بكليات القمة.

كما أطلقت وزارة التعليم العالي المرحلة الأولى من تنسيق القبول بالجامعات، بحد أدنى 389 درجة بنسبة 97.07% بالنسبة لشعبة العلوم، وشعبة الرياضيات بحد أدنى 389.5 درجة فأكثر بنسبة 95% فأكثر، والشعبة الأدبية بحد أدنى 328 درجة فأكثر بنسبة 80% فأكثر، ما يعني أن وزارة التعليم العالي، مضطرة لرفع نسب القبول بالجامعات، تجنبًا للتكدس وقبول أعداد تفوق الطاقات الاستيعابية للكليات المختلفة، ما يعد مؤشر خطر يهدد طلاب الأعوام المقبلة ما لم تحل الأزمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان