طلاب فقدوا الحافز والهدف.. 9 سنين والسويس خارج قائمة أوائل الثانوية العامة
السويس - حسام الدين أحمد:
تسع سنوات مرت منذ 2011، وطلاب السويس خارج قائمة أوائل الثانوية العامة، وهو عدد سنين لم تتخطاه أي محافظة أخرى حتى المحافظات الحدودية، والتي تعاني عجزًا في المدرسين والتخصصات الدراسية.
بمرور الوقت تكشفت المشكلة، أو الظاهرة في مجتمع صغير نسبيًا لا يتجاوز سكانه المليون نسمة، يؤدى منهم أقل من 4450 طالبًا وطالبة امتحانات الثانوية العامة كل عام.
"كل منطقة لها طبيعة خاصة وهنا نحن لا نقدر التعليم حق قدره"؛ قال أشرف السروي مدير التعليم العام في السويس، ويوضح أن كشف أوائل الجمهورية يظهر أن أغلب المتفوقين من محافظات الدلتا والصعيد وطلاب مدارس حكومية وفي مناطق ريفية.
ويرى أشرف السروي أن تلك المجتمعات تقدر قيمة العلم والتعليم، وتنظر إليه كوسيلة للحراك الاجتماعي والترقي، ووسيلة للتغيير على كل المستويات، بينما في السويس المقياس مختلف.
وأضاف مدير التعليم العام أن مدارس السويس تضم نخبة من المدرسين في مختلف التخصصات، لكن المشكلة الحقيقية في الطالب نفسه إذ فقد الحافز ليتفوق ويدفع بنفسه ليكون من بين أوائل الجمهورية بمجموع لا ينقص سوى 3 درجات على الأكثر عن المجموع الكلي.
وأشار إلى أن الأسر البسيطة تؤمن بأهمية التعليم، وتتدخر من أجل توفير نفقات الدروس ومستلزمات التعليم للأبناء، فيشعر الطالب بمسؤولية تجاه أسرته التي تقتطع من قوت يومها لأجله.
وقال مدير التعليم العام إن في السويس هناك من يأخذ 3 دروس عند 3 مدرسين في مادة واحدة "من باب الوجاهة الاجتماعية"، مضيفًا أن عدد كبير من الطلاب لا يهتم بما ينفقه أهله، وذلك بسبب المستوى الاجتماعي، وارتفاع الدخل المادي لبعض الأسر.
وأكد السروي أن الأسر في السويس بحاجة إلى إيمان أكثر بقوة التعليم والتعامل معه كوسيلة للارتقاء بالمجتمع سواء كان ريفيًا أو حضريًا بغض النظر عن المستوى المادي، مضيفًا أن التعليم كان له قيمة كبيرة قبل بضع سنوات.
وأشار إلى أن الطالب المتفوق قبل بضع سنوات كان ينقل أسرته لمستوى أفضل وتزداد قيمته المعنوية بين جيرانه سواء في القرية أو الحارة.
لا تتابع أغلب الأسر حاليًا المستوى التعليمي لأبنائها، كما ترى دعاء أحمد، وهي معلمة تابعت عدد كبير من الطلاب، ولاحظت أن أغلب العائلات تهتم بالإنفاق على الدروس، وأن المدرس بدوره يهتم بما يحصل عليه من أموال مقابل الدروس الخصوصية، وليس بما يحصله الطالب من علم.
وأضافت أن اختبارات تقييم مستوى الطلاب نفسها بلا فائدة إذ لا تُخطر بها أسرة الطالب.
وأشارت دعاء إلى ما يفعله المدرسين في المحافظات من انتقاء للطلاب المتفوقين والحرص على جمعهم في مجموعة درس واحدة، يراهنون بعضهم على تفوق أفرادها وأن يخرج من بينهم من يكون من أوائل الجمهورية، وسط جو من المنافسة والحماس، تفتقده السويس على سبيل المثال، والتي تطغى المادة فيها على التعليم.
ومشيرة إلى فقدان الحافز، تتفق أمل محمود، معلمة بمدرسة ثانوي، مع الرأي القائل إن المستوى المادي المرتفع للأسر واللجوء إلى المعاهد والكليات الخاصة أفقد طلاب المحافظة الدافع الحقيقي للتفوق.
ولفتت أيضًا إلى اعتماد كثير من أبناء المحافظة على توافر وظيفة له تحت بند "أبناء العاملين" داخل شركات البترول والمنشآت الصناعية في السويس، حتى وإن لم يكن متفوقًا.
ويتفق معها في الرأي حسن أحمد -مدرس، والذي بعد تخرجه في كلية الآداب حصل على دبلومة تربية وتمهيدي ماجستير ويحضر الآن لرسالة ماجستير، بينما زملائه في المدرسة الثانوية والذين رسبوا في الدور الثاني يعملون الآن في شركات بترول كونهم أبناء عاملين، ويحصلون على رواتب أعلى مما يحصله هو.
ويرى أن طلاب اليوم ربما اختصروا الطريق وباتوا يعرفون كيف يعملون في وظيفة بعد تخرجهم توفر لهم عائد مادي مجز يمثل أضعاف ما يتقاضاه المعلم.
فيديو قد يعجبك: