خبراء عن مناهج رابعة ابتدائي: التقييم مبكر جدًا.. وأولياء الأمور والمعلمون غير مؤهلين للحكم
كتب– أسامة علي:
جدل واسع أثاره أولياء الأمور بشأن مناهج الصف الرابع الابتدائي الجديدة، معترضين على طول المنهج وصعوبته على التلاميذ في هذا السن الصغير.
وبدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم، رحلة التطوير لنظام التعليم "نظام التعليم 2.0" الذي يُطبق على صفوف رياض الأطفال وحتى الصف الرابع الابتدائي.
اعتراضات أولياء الأمور بدأت مبكرًا على المناهج، وشنوا هجومًا عنيفًا على الوزارة، ومازال الهجوم مستمرًا رغم مرور شهر كامل على بدء العام الدراسي.
استطلع "مصراوي" آراء خبراء في المناهج، للوقوف على مدى صعوبة منهج رابعة ابتدائي وآلية التقييم له والحكم عليه:
قال الدكتور رضا مسعد، أستاذ المناهج وطرق التدريس، بكلية التربية جامعة دمياط، ورئيس قطاع التعليم السابق، إن مناهج الصف الرابع الابتدائي جزء من خطة تطوير التعليم الذي تنتهجه الدولة، وتأخرت فيه كثيرًا مؤكدًا أن المنهج ضمن السلسلة التي بدأت من "كي جي" حتى الصف الرابع الابتدائي هذا العام وتنتقل للمراحل القادمة الأعوام المقبلة.
وعن سبب الهجوم على منهج رابعة ابتدائي، قال مسعد لـ"مصراوي"، إن منهج الصف الرابع الابتدائي مختلف تمامًا عن المناهج القديمة: "مجرد أنه مختلف سبب مشكلة عند أولياء الأمور والمعلمين أيضًا"، مضيفًا أن هناك تخوف ورفض لأي جديد دون معرفة أنه جيد أم لا!!.
ولفت أستاذ المناهج، إلى أن أولياء الأمور والمعلمين غير مؤهلين للحكم على المنهج: "زي الطبيب.. هل ينفع مراجعة الطبيب في روشتة العلاج"، موضحًا أن الحكم في هذا الحالة سيكون ظاهريًا فقط، ناتج عن الخلاف، ولا يجب الحكم عليه إلا بعد تجربته، وانتهاء العام الدراسي، فالحكم كان سريع وغير موضوعي: "الزرعة بنصبر عليها حتى تثمر، لازم ياخد دورته كاملة بعد انتهاء العام الدراسي".
وأوضح رئيس قطاع التعليم السابق، أن المناهج في السابق كانت صغيرة "تضم من 60 إلى 100 صفحة للكتاب"، وكانت تعتمد على الحفظ، بينما المناهج الجديدة، تتخطى الـ200 صفحة، لأنها تحتوي على معلومات للفهم، على مساحات كبيرة للأنشطة والتفكير، موضحًا أن ولي الأمر ليس متخصصًا في المناهج، والحكم على صعوبة المناهج يكون في النهاية.
تابع: "علينا أن ننتظر شوية، وإذا كان هناك مشاكل، فإن الوزارة نفسها تقوم بعملية تقويم آخر السنة، منرفضش المولود قبل الولادة"، مضيفًا: "الخوف من المناهج مبالغ فيه ويحتاج وقت للتعود عليه".
وأشار إلى أن المناهج القديمة كانت سهلة على المدرس وولي الأمر أيضًا، مضيفًا: "دلوقتي هياخد وقت عشان يتعامل، ويحضر الدروس التي كان يحفظها لسنوات الطويلة".
وعن المصطلحات الجديدة في المناهج، مثل "الخوارزميات"، أكد مسعد، أنها تعود لمحمد الخوارزمي، مؤسس علم الرياضيات، وتعني خطة حل المسألة: "فالطالب اللي فاهم هيعمل خطة للحل، فالدرجة الفعلية للرياضة تكون على الخطوات وليس النتيجة".
أما المواد الإضافية، مثل "التوكاتسو"، فهي نشاط يحرص على زرع القيم والنظام والنظافة واحترام الأخر: "التطوير متكامل يعيد الطالب إلى التربية التي غابت ويحسن التعليم الذي تراجع".
وفي السياق، قال الدكتور حازم راشد، عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، ومدير تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم السابق، إن الحديث عن تقييم مناهج الصف الرابع الابتدائي، بدأ في وقت مبكر جدًا، وأن الحكم على المناهج الجديدة يكون بعد نهاية العام الدراسي، مؤكدًا: "أي تغيير في شتى مجالات الحياة يواجه مقاومة من نوع ما".
وأضاف راشد لـ"مصراوي"، أن وضع المناهج التعليمية يحتاج لعدة معايير غير ثابتة فهي مختلفة باختلاف الزمان والمكان والفئة المستهدفة، مضيفًا: "المادة والسن والتوقيت، والعمر والمرحلة".
وقال الدكتور عيد عبدالواحد، عميد كليتي التربية وتربية طفولة بجامعة المنيا، ومدير الأكاديمية المهنية للمعلمين السابق، إن هناك نوعان من التطوير (جزئي – كلي)، فالتطوير الجزئي يتضمن تعديل أو حذف أو إضافة طفيفة، بينما التطوير يشمل تغيير المنهج جذريًا، مثلما يحدث في مناهج رابعة ابتدائي.
"ما كان يصلح بالأمس لا يصلح اليوم".. أكد عبدالواحد لـ"مصراوي"، قائلًا إنه لابد من مواكبة التطوير العالمي، حتى تتساوى مخرجات التعلم للطفل المصري مع مخرجات التعلم في الدول الأخرى المحيطة، موضحًا أن هناك فجوة بين ما هو قائم وما ينبغي أن يكون لابد من سدها.
وأضاف عميد كليتي التربية وتربية طفولة، أن التغيير يتم في ضوء التحديات الموجودة المجتمع الداخلي، فالمناهج تركت بلا تطوير، وكان لابد من التغيير "التطوير الكلي" لتتناسب مع سوق العمل المحلي والإقليمي، لضمان خريج مواكب للعصر، ويتم توزيها بنسب على الصفوف الدراسية، حتى يحصل الطالب على الجرعة الكاملة في نهاية المرحلة التعليمية "المرحلة الثانوية".
تابع: "لابد من توزيع مخرجات التعلم على المراحل المختلفة، وكل مرحلة وكل مقرر دراسي لها مخرج تعلم بشكل تراكمي وسلسة متصلة، وتلقى جرعة كاملة للإلمام بالمهارات الأساسية لكل مرحلة".
ولفت إلى أن تغيير المناهج يتطلب تدريبات معمقة للمعلمين على نفس النظام الجديد، وتمتد لفترات طويلة، فتدريب المعلم هو الضمانة الأساسية لنجاح التغيير.
وأكد عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، أن تغيير المناهج لابد أن يتضمن احتياجات المجتمع ومشكلاته والمفاهيم التي بتدرس للطالبن وأن مفتاح النجاح له هو تدريب المعلمين والتمهيد له، موضحًا أن تغيير المنهج يحتاج لتفاعل من أولياء الأمور أيضًا وتقييم من الجميع.
فيديو قد يعجبك: