لماذا انتشرت اللعبة القاتلة بين طلاب المدارس؟ خبراء يوضحون الأسباب وطرق الوقاية
كتبت- منة الله عبدالرحمن:
كشف خبراء التربية الأسباب الرئيسية، التي ساعدت على انتشار تقليد الطلاب للألعاب الخطيرة التي يشاهدونها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي والتي تعرض حياتهم للخطر وأحيانا تسبب إلى الوفاة.
وقال الدكتور عاصم حجازي، خبير تربوي، وأستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن انتشار تلك الألعاب مشكلة تربوية خطيرة تؤرق أولياء الأمور والمهتمين بالتربية والتعليم وهي مشكلة سعى بعض الطلاب لتقليدها نتيجة حصولهم على تفاعل كبير عبر تطبيقات تواصل اجتماعي مختلفة وهو ما يعد مؤشرًا خطيرًا لوجود خلل تربوي جسيم يشترك فيه كل من الأسرة والمدرسة.
وأضاف، أن ما يحدث الأن يرجع في مجمله لأسباب تربوية ونفسية تتعلق بضعف الثقة بالنفس والتبعية لما يسمى "التريند والموضة" بشكل كبير وضعف الشعور باستقلالية التفكير وهناك بعض المسؤوليات الملقاة على عاتق المدرسة لمواجهة هذه الظاهرة ومنها دور المدرسة ووزارة التربية والتعليم في التصدي لمثل هذه المشكلة:
- لابد من إعادة النظر في الأنشطة المدرسية من حيث طريقة اختيارها والتخطيط لها وتنفيذها، بحيث يكون الطالب شريكا في اختيار الأنشطة التي يرغب في ممارستها.
- وضع قواعد صارمة وحازمة ومسؤوليات واضحة ومحددة للمشرفين على اليوم المدرسي وإدارة المدرسة وأخصائي النشاط الرياضي أثناء حصص النشاط ووقت الفسحة المدرسية والتأكيد على ضرورة مراقبة نشاط الطلاب أثناء ممارستهم لجميع الأنشطة الترفيهية والمدرسية.
- التوعية بخطورة هذه الألعاب وآثارها المدمرة وذلك من خلال أساليب غير تقليدية كالمشاهد التمثيلية والأعمال الفنية وليس من خلال الندوات فقط.
- الحرص على اكتشاف مواهب وهوايات الطلاب واستثمارها وتوظيفها في أنشطة التعلم والأنشطة الفنية والرياضية والترفيهية بشكل صحيح.
- تهذيب فضول الطلاب وتوجيهه نحو الموضوعات المهمة والمقبولة وإدارته بشكل صحيح وتوظيفه في الأنشطة المختلفة التي تقوم بها المدرسة.
- الاهتمام بتنمية ثقة الطالب في نفسه والقضاء على التبعية والتقليد الأعمي من خلال تنمية الاستقلالية لدى الطلاب وتكوين شخصية متميزة لا تنساق وراء التريند لمجرد انتشاره و حصوله على قدر كبير من التفاعل.
- مساعدة الطلاب على إيجاد نواحي تميزهم ونقاط قوتهم والتي من خلالها يستطيعون الحصول على التقدير والاحترام من المجتمع ومساعدتهم على إبراز مواهبهم وتشجيعهم وتحفيزهم وتسليط الضوء على إنجازاتهم.
- مساعدة الطلاب على تكوين علاقات إيجابية وصحية مع زملائهم وفتح مجالات للتنافس بينهم مقبولة اجتماعيا وتربويا وتشجيع المنافسة الشريفة في مجالات تحددها المدرسة ومتوافقة مع ميول واهتمامات الطلاب.
ومن جانبه قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، وأستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن انتشار الألعاب الخطيرة في الفترة الأخيرة يرجع إلى تجمع الطلاب في سن خطير هو سن المراهقة بأعداد كبيرة في المدارس، ويمثل هذا التجمع البيئة الخصبة لظهور تلك الألعاب.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة المفزعة هي:
1- انتشار الأنترنت بلا رقابة بين الطلاب، سواء أطفال أو مراهقين، وانتشار فيديوهات لمن يمارسونها، مما يدفع هؤلاء الطلاب إلي ممارستها.
2- ميل المراهقين إلى التقليد الأعمى لتلك الألعاب وعدم تفكيرهم في عواقب ما قد يقومون به من سلوكيات خطيرة
3- غياب التربية والرقابة السليمة من الأسرة والمدرسة لسلوك الأبناء وانشغالهما فقط بتعليم الابناء وتحصيلهم المواد المختلفة.
4- عدم إتاحة الفرص للأطفال أو المراهقين لتفريغ طاقاتهم المكبوتة من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية والفنية المختلفة.
5- ضغوط الأقران على الطفل أو المراهق لكي يشاركهم في تلك الألعاب الخطيرة، وإلا تم النظر إليه باعتباره جبان.
6- ميل المراهقين إلى الألعاب التي تتسم بالإثارة والخطورة، والتشويق.
7- رغبة الطفل أو المراهق في الهروب من ملل وصعوبات المذاكرة والتحصيل.
8- أنواع الغذاء المصنعة التي يتناولها الأطفال والمراهقون والتي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة ترفع من مستوي نشاطهم.
وأكد الدكتور تامر شوقي، أنه لاشك أن مواجهة تلك الظاهرة تتطلب تعاون المدرسة والأسرة ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية من خلال ما يلي:
1- التربية والتوعية السليمة للأبناء بخطورة تلك الألعاب التي قد تودي بحياة الطفل أو المراهق.
2- اشراك الطفل في الأنشطة الرياضية والفنية التي تسمح بتفريغ طاقاته المكبوتة.
3- عقد ندوات في المدارس تتم فيها استضافة بعض رجال الدين والمتخصصين للتوعية بخطورة تك الألعاب.
4- تفعيل دور الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي لرصد أي ظواهر سلوكية غير صحيحة لدي الطلاب واقتراح خطط العلاج.
5- التوعية خلال الإذاعة المدرسية بخطورة تلك الألعاب.
6- التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة بهذه الألعاب ومدي خطورتها.
7- زيادة عدد المعلمين المشرفين في أوقات تجمع الطلاب سواء في الفسحة أو أوقات الفراغ .
8- منح جوائز وشهادات تقدير للطلاب الملتزمين سلوكيا وتكريمهم في طابور الصباح ليكونوا نموذجا لباقي الزملاء.
9- تفعيل لائحة الانضباط المدرسي.
وكان قد تسببت لعبة جديدة على تطبيق "تيك توك" في تعرض الطالب أحمد خالد بمدرسة أولاد النيل الدولية بالعبور، صاحب الـ 13 عامًا، وبطل الجمهورية برياضة الجودو بنادي العبور، إلى إصابة بالغة في كسر بالفقرات.
وتتضمن تحديات اللعبة أن يقذف الطلاب زميلهم إلى أعلى ثم يتركوه فجأه ليسقط على الأرض، وتهدف اللعبة قياس قوة تحمله، مما أصيب الطالب بكسور في النخاع الشوكي والعمود الفقري.
فيديو قد يعجبك: