إعلام العالم كله يركز على مصر.. القصاص: الوعي أساس مواجهة التقارير المغلوطة لتقسيم المجتمعات
كتب- عمر كامل:
قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة "اليوم السابع"، إن طلاب الجامعات يمثلون الرسل الحقيقيين بين جامعاتهم ومختلف مؤسسات الدولة، وبين المجتمع وبعضه، بما يؤكد أن الجامعات مصدر ومنبع حقيقي للأفكار التي شكلت وعي مصر في العصر الحديث؛ والذي انطلق من جامعة القاهرة بشكل خاص.
جاء ذلك خلال استضافة جامعة القاهرة، اليوم الثلاثاء، الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة "اليوم السابع"، في إطار مشروع فكري تتبناه الجامعة بهدف تطوير الوعي الوطني كجزء من تطوير العقل المصري وبناء مجتمع جديد قائم على التفكير العلمي، وبحضور الدكتور عبد الله التطاوي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، والدكتور مجدي عمر، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، ومنسقي الأنشطة الطلابية، وطلاب من أجل مصر المشاركين في معسكر القيادة الفعالة.
وأشاد القصاص بالدكتور محمد الخشت؛ كونه مفكرًا وفيلسوفًا مستنيرًا يؤدي دورًا وطنيًّا بارزًا وفعالًا، معبرًا عن فخره بالتقائه طلاب جامعة القاهرة التي تُعد في مقدمة الجامعات العربية ولديها القدرة على توصيل تراثها وتقديم أفكار للتفاعل مع ما يحدث في العالم، مشيرًا إلى الدور الفعال لهذا المعسكر؛ والذي انطوى على فكرة تعزيز التفكير النقدي وعدم التأثر بأي مؤثرات خارجية دون التفكير بها.
وأوضح القصاص أن عصر المعلومات بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبحت أدوات النشر الحديثة مركزة في شاشة الهاتف، والذي أصبح الوسيلة التي نطل منها على العالم أجمع، وأصبح عصر المعلومات الذي نعيش فيه الآن يستلزم القدرة على فرز المعلومات أكثر من تجميعها، ومعرفة كيفية التمييز بين المعلومة الصحيحة والخطأ، مشيرًا إلى أن إعلام العالم كله يركز على مصر، وهنا تظهر قدرة المصريين على الوعي والتوعية، ويتضح الدور المزدوج لطلاب الجامعات وخريجيها في تلقي العلم والقيام بدور همزة الوصل مع المجتمع من خلال التحاور مع الجمهور في العديد من الجوانب والأحداث.
ولفت الكاتب الصحفي إلى أنه في ظل التطور الكبير في وسائل الإعلام والقنوات والمنصات الإلكترونية والقدرة على معرفة ما يحدث في العالم كله في التو واللحظة والتفاعل معه، فإنه لا بد من وجود درجة كبيرة من الوعي للخوض في المجتمع والتعامل مع منصات الإعلام الإلكتروني؛ خصوصًا في ظل ازدحام العالم بهذه الوسائل واحتوائها على العديد من الأخبار والتقارير الخارجية المغلوطة والتي تستهدف تقسيم المجتمعات، وإشاعة الفتن الهادفة إلى الإطاحة بالمجتمعات والدول، مؤكدًا أن الدولة المصرية كانت مستهدفة من العديد من هذه الوسائل؛ إلا أن الشعب المصري أثبت قدرته على التصدي لها من خلال ما يمتلكه من درجة كبيرة من الوعي والقدرة على التفرقة بين الإيمان والتطرف ورفض تقسيم شعبه ووطنه.
واستعرض القصاص العديد من الصعوبات التي واجهت مصر خلال الفترة الأخيرة؛ أهمها الإرهاب، والذي مثل تحديًا ضخمًا؛ حيث دفعت مصر لمواجهته ثمنًا غاليًا، إذ كانت تنفق نحو مليار جنيه شهريًّا، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الشهداء، وذلك في سبيل الوصول إلى الأمن الذي نعيش فيه ونشعر به الآن، وتزامن ذلك مع العمل على تطوير الطرق وحل العديد من المشكلات الأخرى؛ مثل الكهرباء والوقود والدعم، ومواجهة الزيادة السكانية الضخمة التي تحتاج إلى العديد من الخدمات؛ مثل المدارس والجامعات وفرص العمل، بالإضافة إلى مواجهة العالم كله أكبر الأزمات العالمية على مدار السنوات الأخيرة؛ أزمة جائحة فيروس كورونا، والحرب الروسية- الأوكرانية، اللتين أثرتا على كل دول العالم، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ليست مسؤولة عن هذه الأزمات ولكنها تتحمل مسؤولية مواجهة تداعياتها عليها.
ولفت القصاص إلى أن الدولة نجحت على مدار السنوات الأخيرة في عمل العديد من المشروعات الجديدة الضخمة والمهمة بدرجة كبيرة وأساسية للنهوض بالدولة المصرية؛ منها ما يرتبط بالبنية التحتية التي كانت متهالكة وتستلزم التطوير مثل شبكة الطرق، والمدن الجديدة، وغيرها من المشروعات التي تستهدف جذب استثمارات داخلية وأجنبية وخلق فرص عمل على كل المستويات، لافتًا إلى ضرورة رفض أن يُشكك أحد في الوطن وقدراته وإنجازاته؛ خصوصًا أن الدولة المصرية تمتلك العديد من الأفكار وعوامل التطور والنهوض، ومحط نظر من العالم أجمع، بالإضافة إلى المنافسة الحقيقة من الدول المجاورة والشقيقة؛ بهدف تقليد مصر ومحاولة أن تكون مماثلة لها في جوانب عديدة، خصوصًا أن مصر عليها مسؤولية إضافية كونها محط أفكار على مر التاريخ.
وتحدث القصاص عن مسار النقاش والحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي 2023 بمشاركة العديد من التيارات السياسية والمجتمعية واستهدافه دعم الديمقراطية، والحوار، وتبادل الآراء والمقترحات، والمشاركة في مناقشة رسم خرائط المستقبل في العديد من الجوانب؛ منها التعليم واختيار المسؤولين والانتخابات وتشكيل المجالس الشعبية، لافتًا إلى أن هذا الحوار الوطني يتمثل في دعم فكرة إدارة التنوع وامتلاك المنطق والمعلومات التي تُمكن من تحليل الواقع من خلال التفكير العلمي بما يُمكن من الوصول إلى نتائج قابلة للتنفيذ على أرض الواقع في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصناعية والزراعية.. وغيرها، مؤكدًا أن تطبيق الديمقراطية يحتاج إلى مجهود كبير نظرًا للتنوع الهائل.
وأكد القصاص أن مصر لن تنهض سوى بالعلم الذي يُمثل أساس التنمية، مشيرًا إلى أن الدول المتقدمة التي كانت لا تمتلك أية مقدرات ولم ترث أي شيء تقدمت بالعلم، وبالتالي فإن الجامعات والمراكز العلمية والبحثية تمتلك القدرة على مواجهة المشكلات التي قد تواجه المجتمع من خلال العلم.
وتابع الكاتب الصحفي بأنه لا بد من التركيز على تطوير الزراعة والتعليم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي الذي أصبح يتدخل في مختلف جوانب الحياة، وتحويل الأفكار إلى نتائج تفيد المجتمع المصري ومستقبله، والنظر لما يجري في الداخل وعلاقته بما يحدث في الخارج؛ خصوصًا أن مصر لا تعيش في عزلة عن العالم، مؤكدًا أن العالم كله ينظر إلى مصر ويهتم بها نظرًا لأهميتها النابعة من العديد من الأسباب؛ مثل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، والأمن القومي لها، وتاريخها، ودوائرها السياسة التي تمتلك العديد من الجوانب.
وأشار القصاص إلى أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالعديد من السمات التي تناسب مكانة مصر؛ منها التفاعل والشراكة والتعاون وعدم التدخل في شؤون الدول، وإيجاد مسارات سياسية في الصراعات الدائرة حول العالم ومحاولة إيجاد حلول لها؛ وهو ما يعكس مركز القوة الذي تتمتع به الدولة المصرية في أوساط السياسة الخارجية.
ووجه القصاص النصيحة إلى الطلاب بضرورة إعمال التفكير النقدي، وامتلاك درجة كبيرة من الوعي، واستعادة الثقة بالنفس وبقدرات الدولة المصرية وقيادتها السياسية، وامتلاك القدرة على مواجهة المشكلات، وتنمية معارفهم وقدراتهم على الفرز والتحقق من صحة المعلومات والأخبار، والتمييز بين المعلومة الحقيقية والشائعة، والقدرة على التطوير المستمر، وإيجاد حلول فعالة للمشكلات التي قد نواجهها من خلال التفكير العلمي الواعي، والتعاون مع الآخر ودعم العمل الجامعي بما يُحقق التوافق.
وقال الدكتور عبد الله التطاوي، مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، إن المعسكر الذي أطلقه رئيس جامعة القاهرة هذا العام تحت عنوان "القيادة الفعالة"؛ يستهدف تغليب التفكير النقدي والذي تسير عليه الجامعة منذ سنوات ويصاحب تجديد العديد من الجوانب؛ مثل الخطاب الديني، ويتضح من خلال عدة إجراءات مثل تطبيق مقرر التفكير النقدي على طلاب الجامعة؛ بهدف تغيير طريقة التفكير والخروج من نطاق العشوائية في حل المشكلات في إطار من التفكير الموضوعي العلمي.
وأشار التطاوي إلى عبقرية المكان والإنسان في مصر، وما تملكه من ثِقل على المستوى العالمي، وقدرتها على امتصاص كل الحضارات، وهو ما مكنَها من أن تبقى صامدة أمام كل ما يحدث، حيث إن قوة الدولة المصرية ترتبط بالتوحد والتجمع، وفكرة الشعب المُتحد، والمُشترك الثقافي والإنساني، وفكرة الحيوية الثقافية التي تتضمن الأخذ والعطاء، مؤكدًا أهمية توصيف فكرة الوعي واستعادته والإدراك الوطني والتوقف عند فكرة الهوية والمواطنة.
وأكد مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية أن إعادة شباب الوطن يستلزم العلاج بمشرط جراح للوصول إلى مرحلة الشفاء التام وانتشار لغة التفاؤل بأن المستقبل أفضل، مشيرًا إلى أنه حين التطلع إلى بناء المستقبل فإنه لا بد من امتلاك الشجاعة في التعامل مع المشكلة.
وأوضح الدكتور مجدي عمر، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، أن الثقة بالنفس تُعد ركيزة النجاح في أي عمل وفي الحياة عمومًا.
وأضاف عمر أن الدولة واجهت منذ عام 2013 العديد من المشكلات الكبرى والتي استلزم حلها عمل دراسات عديدة؛ ومنها أن المُدن الكُبرى وما بها من حالة شيخوخة وهو ما استدعى التوجه لإيجاد حلول جذرية لها من خلال إنشاء مدن جديدة، مؤكدًا أن مصر لها حضارة عريقة وتاريخ وتنفرد بمكانتها وبشعبها الواعي.
وتم فتح باب الحوار والمناقشة مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المُتعددة لإثراء أفكارهم ودعم درجة وعيهم وإدراكهم عبر تفاعلهم مع المحاضرين؛ بهدف تكوين جيل واع بالتحديات التي تواجهها الدولة المصرية خصوصًا، وتحديات العصر الحالي عمومًا وكيفية التغلب عليها.
فيديو قد يعجبك: