تقرير رقابي للتصويت بالخارج.. أجواء احتفالية والإخوان حاولوا تعطيل الانتخابات

كتبت ـ هاجر حسني:

أصدرت شبكة ''مراقبون بلا حدود'' التابعة لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان تقريرها الأولى لبيانات عامة عن تصويت المصريين فى الخارج فى الإنتخابات الرئاسية والتي بدات يوم الخميس الماضي 15مايو ولمدة 5 أيام حتى الإثنين 19مايو بالسفارات والقنصليات المصرية بالخارج.

من جانبها قالت نجلاء الشربيني، منسق الشبكة ورئيس مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان فى بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، إنه تم رصد عدة ملاحظات تشير إلى ارتفاع مؤشرات نزاهة وحرية عملية الاقتراع وتراجع شديد للتأثير على الناخبين فى اختيار أحد المرشحين سواء المرشح المشير عبد الفتاح السيسي أو المرشح حمدين صباحي، وارتفاع مؤشرات حيادية أداء اللجان بالسفارت المصرية فى تنظيم الاقتراع.

وأضافت أنه تم رصد وجود دور كبير لدور الجاليات المصرية فى الخارج وممثلي ومندوبي الحملات الانتخابية لكلا المرشحين السيسي وصباحي فى الحفاظ على مقومات نجاح العملية الانتخابية حتى نهاية الاقتراع، كما تم رصد ارتفاع اهتمام المصريين فى الخارج فى المشاركة فى عملية التصويت وممارسة حقهم الدستوري.

ملاحظات عامة

ذكرت الشبكة أنها رصدت عدة ملاحظات عامة وأساسية على سير الاقتراع والشكاوى الانتخابية وإجراءات التصويت ومعوقات عرقلة الاقتراع والدعاية السلبية خارج اللجان.

و كان من هذه الملاحظات مد فترة التصويت للمصريين بالخارج يوما خامسا إضافيا بدلا من أربعة أيام بقرار من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بسبب زيادة اعداد الناخبين الراغبين فى التصويت، ارتفاع نسبة تصويت للمصريين في الخارج في تلك الانتخابات عن الاستفتاءات والانتخابات السابقة رسالة قوية للعالم تدل على إيمانهم بما حدث من ثورة شعبية فى مصر فى 30يونيه.

إلى جانب ذلك، أكدت الشبكة أن الإقبال على التصويت بالخارج دليل على وعي المصريين بحجم الأخطار التي تتعرض لها بلادهم، ويمثل دافعا إيجابيا للناخبين فى الداخل لدفعهم إلى المشاركة الفعالة ضد دعوات المقاطعة السلبية، لافتة إلى أن تسهيل الإجراءات فى عملية الاقتراع المباشر من خلال بطاقة الرقم القومى أو جواز السفر، أدى لزيادة إقبال المصريين على الانتخابات الرئاسية هذة المرة بعد الغائها التسجيل المسبق قبلها والذي كان عائقا أمام أعداد كبيرة من المصريين فى الخارج.

و رصدت الشبكة تنظيم عدة احتجاجات من قبل أنصار تنظيم الإخوان بأعداد قليلة أمام عدد من السفارات المصرية بالخارج كمحاولة لتشويه صورة الانتخابات ولفت الأنظار إليهم في وسائل الإعلام الأجنبية.

ملاحظات أساسية

ذكر تقرير الشبكة عدة ملاحظات أساسية نجمت عن عملية المراقبة و التي كان منها إجراء عملية الاقتراع فى مناخ سلمي وهادئ بالسفارات والقنصليات المصرية بالخارج، تمت عملية التصويت بشكل منتظم وبسلاسة ويسر ولم يتم رصد أية معوقات سوى مظاهرات محدود أمام اللجان من أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي.

بالإضافة إلى تمتع عملية الاقتراع بحرية للناخبين وسرية ولم يتم رصد أية انتهاكات لهما داخل لجان التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية بالخارج، كذلك لم توجد تدخلات أثناء عملية التصويت أو تأثير على الناخبين ولم يتم رصد حدوث أى منها من جانب الجهات المختصة بتنظيم الانتخابات أو أنصار المرشحين داخل اللجان.

كذلك رصدت تأكد اللجان فى السفارات من الرقم القومي للناخب و جواز السفر ومراجعة اسمة فى كشوف قاعدة الناخبين وتوافر مواد الانتخاب والتصويت داخل اللجان، إلى جانب اتخاذ البعثات الدبلوماسية المصرية كافة الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية الناخبين خلال عملية الاقتراع.

و أكد التقرير أن النظام التكنولوجي الذي تم إدخاله فى السفارات والقنصليات بالتعاون مع وزارتي الاتصالات والتنمية الإدارية ساهم في تسهيل عملية تصويت المصريين بالخارج وتقليص وقت الانتظار ومنع التصويت المزدوج.

سير عملية التصويت

قال التقرير أن الأجواء الاحتفالية غلبت على عملية تصويت الناخبين فى الخارج، كما سيطرت حالة من الحماس الوطني على الناخبين وترديدهم الشعارات, والهتافات لمصر ورفع علامات النصر، بالإضافة إلى حضور عائلات مصرية بالكامل من آباء وأمهات وشباب للتصويت فى الانتخابات.

و أوضح أن معظم الناخبين المصريين الذين توجهوا إلى مقرالسفارات و القنصليات المصرية تمكنوا من المشاركة فى التصويت بالانتخابات الرئاسية، كما تواجدت عدة طوابير للناخبين حول اللجان بمباني السفارات المصرية فى السعودية والكويت والإمارات وقطر لكثرة عدد الناخبين.

كما شارك المصريون فى التصويت بالرغم من سوء الأحوال الجوية فى عدة دول اوروبية منها النمسا والمانيا وهطول الأمطار الشديدة على ولاية نيويورك ونيوجيرسي بأمريكا، فيما لم يتمكن عدد كبير من المصريين فى الخارج من التصويت ممن يحملون بطاقات شخصية خالية من تحديد الموطن الانتخابي لهم ومحل سكن بمصر.

بينما قام عدد من الناخبين بتصوير بطاقة التصويت بكاميرات التليفون المحمول خلف السواتر أثناء عملية التصويت، و وضعت السفارة المصرية بالرياض بالمملكة العربية السعودية مظله بطول السفاره وتركيب عدة أجهزة تكييف صحراوية بسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة.

و أوضح التقرير أن عملية التصويت إقبالا أكثر من المتوسط في اليوم الأول والثاني، ثم تصويت كثيف فى أيام الجمعة السبت والأحد بسبب الأجازة الأسبوعية في سفارات مصر بدول الخليج العربي والنمسا وأستراليا، فيما جاء الإقبال متوسطا من المصريين فى لبنان للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، وحدث إقبال كثيف من الناخبين فى السعودية والامارات والكويت وامتدت طوابير الناخبيين أمام السفارات.

و أشار إلى أن عملية التصويت تمت بصورة منتظمة فى تركيا، ولم توجود مشاكل فى التصويت وتجمع عدد قليل من المتظاهرين أمام السفارة من أعضاء جماعة الإخوان، كما تمت عملية التصويت فى برلين بألمانيا بسلاسة وباقبال أكثر من المتوسط وتم إضافة لجنتين جديدتين بها، وانتشر الحماس بين المصريين فى نيوزيلاندا للمشاركة فى التصويت.

الشكاوى الانتخابية

قال التقرير أن اللجان الفرعية للانتخابات بالسفارات لم تتلق بلاغات أو شكاوى مؤثرة تتعلق بإجراءات سلامة ونزاهة العملية الانتخابية أوعرقلة لسير عملية التصويت، وأن معظم الشكاوى بسيطة ولا تأثير لها على سير العملية الانتخابية.

فيما جاءت غالبية الشكاوى من صعوبات إدارية فى بطء عملية التصويت بعدة سفارات، و تكررت بعض الشكاوى من عدد من الناخبيين أنهم لم يجدوا أسماءهم في جدول الناخبيين رغم أن يحملون جوازت سفر رسمية، إلى جانب حدوث مشكلة بالنسبة المصريين الذين يحملون بطاقات مكتوبا عليها مقيمين في الخارج حيث لا يحق لهم التصويت وفقًا لقواعد اللجنة العليا للانتخابات.

و أضاف أن اللجنة العليا للانتخابات أرسلت 3 أجهزة قارئ إلكتروني إلى لجنة الانتخابات الفرعية بالدوحة بقطر بعد تلقي اللجنة شكاوى عن تكدس وازدحام للناخبين بها، و اشتكت حملة المرشح حمدين صباحي للجنة العليا للانتخابات من توزيع الدعاية الخاصة للمرشح المنافس داخل اللجان ببعض السفارات.

كما شتكت حملة المرشح عبد الفتاح السيسي من إغلاق بعض السفارات والقنصليات اللجان وصرف الناخبين دون السماح لهم بالتصويت، عند انتهاء الوقت المخصص للتصويت والتعلل بعدم وجود تعليمات من وزارة الخارجية و اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت فى حالة وجود ناخبين بلجان السفارات.

و رصدت الشبكة قيام أنصار المرشحين للرئاسة برفع لافتات وبانرات خارج بعض اللجان أمام السفارات فى دول الخليج مكتوب عليها اسم المرشح عبد الفتاح السيسي والمرشح حمدين صباحي الذين يخوضان سباق الانتخابات.

الدعاية السلبية لعرقلة التصويت

قال التقرير إن جماعة الإخوان روجت لعدة دعوات سلبية من خلال المواقع اللكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وصور وفيديوهات تحريضية لمقاطعة التصويت وهددت بتنظيم مظاهرات واحتجاجات ضدها أمام مبانى اللجان الفرعية بالسفارات المصرية بالخارج.

و رصد قيام تنظيم الإخوان بتزييف صور لأداء عملية التصويت فى صناديق القمامة وصناديق كرتون بسفارة مصر بلندن بعد امتلاء الصناديق العادية للتصويت وهو مالم يحدث ويدل على تعمدهم نشر بيانات ومعلومات غير صحيحة، فيما فشلت دعوة الشيخ يوسف القرضاوى فى استخدام الدين والعقيدة لتحريم المشاركة فى التصويت بالخارج و عجزت جماعة الإخوان فى عرقلة التصويت أو ارباكه أمام السفارات المصرية.

و رصد أيضا تنظيم جماعة الاخوان الارهابية مظاهرة أمام السفارة المصرية في لاهاي بهولندا بمشاركة منظمات تواصل لحقوق الإنسان وتضامن المصريين في هولندا ونبض المصريين للديمقراطية، التابعين للتنظيم الدولى للجماعة وشاركت فيها أعداد صغيرة ودعت في بيانات لها إلى الاعتراض على الانتخابات الرئاسية.

فيما نظم الائتلاف المصري الألماني لدعم الديمقراطية التابع لتنظيم جماعة الإخوان الأرهابية وقفة احتجاجية يوم الخميس والجمعة بأعداد قليلة للغاية أمام السفارة المصرية ببرلين والقنصلية المصرية بفرانكفورت في ألمانيا لاحتجاج على إجراء الانتخابات الرئاسية، كما نظمت الجمعية المصرية للديمقراطية وحقوق الإنسان بالولايات المتحدة التابعة لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية مظاهرة محدودة طوال أيام التصويت أمام القنصلية المصرية في نيويورك وفى نيوجيرسي، ودعت إلى مقاطعة التصويت فى الانتخابات الرئاسية ووصفوها بالشكلية.

بلإضافة إلى تنظيم أعضاء التنظيم الدولي لجماعة الاخوان مظاهرة يوم الخميس والسبت أمام السفارة المصرية في السويد و السفارة المصرية فى فرنسا.

إجراءات التصويت

أوضحت الشبكة أن عملية التصويت للمصريين فى الخارج تمت في 141 مقرًا انتخابيًا في 124 دولة داخل السفارات والقنصليات المصرية، و استمرت عملية التصويت للمصريين بالخارج من الخميس 15مايو 2014 ولمدة 5أيام ، من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً، وفق التوقيت المحلي لكل دولة.

و اختلفت عملية التصويت في انتخابات الرئاسة 2014 عن انتخابات الرئاسة في 2012 في أن الناخب تمكن من الذهاب مباشرة إلى مقر اللجنة في السفارة أو القنصلية للإدلاء بصوته من خلال بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر دون الحاجة لتسجيل مسبق لبياناته ومحل إقامته بالخارج وهو ما أتاح للموجودين خارج مصر بشكل عارض أن يشاركوا في التصويت.

-فيما أصبح من حق أي مواطن مصري مقيم بالخارج فى التصويت يحمل بطاقة الرقم القومي وتم إدراج اسمه في قواعد الناخبين فى أن يقوم بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية، بينما لم تستطع السفارات تحديد عدد من لهم حق الادلاء بأصواتهم فى أى دوله، بعد أن قامت اللجنة العليا للانتخابات بإلغاء شرط التسجيل المسبق.

قامت كل لجنة بالسفارات والقنصليات فى الخارج عقب انتهاء المدة القانونية للتصويت الحصر العددي للناخبين فيها وعدد الأصوات الصحيحة والباطلة، وسترسل كل لجنة فرعية فى الخارج نتيجتها للجنة العامة المشرفة على تصويت المصريين بالخارج فى القاهرة والمشكلة من لجنة الانتخابات الرئاسة، ويحصل وكيل كل مرشح إذا طلب على حصر بأعداد الناخبين المصوتين، وسيتم إعلان النتيجة للمصريين فى الخارج بشكل مجمع فور انتهاء التصويت فى داخل مصر يومى 26و27مايو الحالى 2014من خلال لجنة الانتخابات الرئاسية.

و أوضح أن أول لجنة فرعية فتحت أبوابها للناخبين المصريين بالخارج و بدأت عملها في الـساعة 11 مساء، أمس الأربعاء، بتوقيت القاهرة هي لجنة الانتخابات الرئاسية الفرعية في ولاية ويلنجتون بنيوزيلندا، و كانت آخر لجنة بدأ التصويت بها نحو الـساعة 6 مساء يوم الخميس، حسب توقيت القاهرة هي لجنة ولاية لوس انجلوس الانتخابية بالولايات المتحدة الأمريكية.

فيما ألغت لجنة الانتخابات الرئاسية التصويت في كل من ليبيا وسوريا والصومال وأفريقيا الوسطى بسبب الأوضاع الأمنية في تلك الدول، لافتة إلى أن أعداد المصريين بالخارج تتراح بين 6 إلى 8 ملايين مواطن تقريبا.

و قال إن أعلى نسبة تصويت للمصريين بالخارج في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة 2012 و شارك فيها 311 ألفا ثم التصويت على دستور 2012 و شارك فيه 244 ألفا ناخب، بينما شارك 107 آلاف فقط بالخارج في الاستفتاء على تعديل الدستور في يناير2014 فى أول استحقاق انتخابي في خارطة الطريق.