في الجمالية.. "آدي الدعاية وآدي المرشحين.. فين الناخبين؟"
كتبت-دعاء الفولي:
يعرفه الجميع بشارع أمير الجيوش، داخله تقع ثلاث مدارس، عليه تتوافد الأرجل؛ فهو الخط الواصل بين منطقة باب الشعرية بالجمالية وشارع المعز السياحي، لا تقل به الحركة صباحا أو مساء، إلا أنه باليوم الأول للانتخابات اختلف الوضع، فمن ازدحم بهم الشارع ليسوا ناخبين، بل وكلاء المرشحين من مختلف الطوائف، يسارعون أحيانا للوقوف أمام المارة يسألونهم عن الشخص الذي اختاروه، ثم يعودون لقواعدهم انتظارا لعابر جديد.
لم يكن وجود الشرطة بإحدى المدارس المُطلة على المعز، رادعا لأصحاب الدعاية الانتخابية، تم إحاطة اللجنة بكردون حديدي من عدة جهات، بداخله تراص أشخاص يرتدون "تي شيرت" كُتب عليه اسم إحدى الحملات، يعترض شاب سيدة ليخبرها عن اسم مرشحهم في تلك الدائرة، فتسرع خطاها، كناية عن أنها اختارت بالفعل.
لافتات الدعاية للمرشحين المختلفين لم تبرح حدود المدرسة، الدراجات النارية التي يستقلها أعضاء الحملات ملأت المكان، على سور حديقة صغيرة تُزين مدخل شارع المُعز، جلست عشر سيدات يقمن بالدعاية، أبناء بعضهن يتقافزوا بالأرجاء، يدفع أحدهما الكردون فتعنفه والدته، قبل أن تنادي أحد أبناء منطقتها لتُعطي له اسم المرشح المطلوب، "ما أنا هختاره فعلا" يقول لها، تتهلل أساريرها وتنادي زميلتها الواقفة أمام باب المدرسة كي تُخبرها، بينما يأتي فجأة أحد المرشحين بنفس الدائرة ليتحرك بالمكان ويتحدث مع أعضاء حملته.
فيما وقف المرشح المُحتمل يُدلي بتصريحات صحفية، ارتفع صوت سيدة ظهرت "الراجل اللي قدامكم دة واكل حق عياله.. أنا حماته واللي بصرف عليهم"، هرج ومرج ملأ الساحة، انسحب المرشح -كان أحد أعضاء مجلس الشعب قبل الثورة- سريعا فيما علا التوتر، تغير وجه مرافق المُرشح المذكور "دي حاجات شخصية يا جماعة"، بدأت الشرطة تتدخل، دفعت بالناس خارج الكردون الأمني، فاعترض البعض "احنا معانا توكيلات نقف جوة".
استمرت عملية إبعاد المواطنين وبقي البعض بداخل الكردون، فغضب عضو من حملة أخرى "ما هم واقفين اهو يا باشا اشمعنى". حين طُرد الجمع، أصبح شارع المُعز مُزدحما بأعضاء ثلاث مرشحين مُختلفين عددهم يُناهز الثلاثين شخصا، فيما بقي الكردون خاويا من الناخبين إلا قليلا.
فيديو قد يعجبك: