الدعاية التقليدية.. فخ وقع فيه المرشحون (تقرير)
كتب - عبدالله قدري:
سيطرت وسائل الدعاية التقليدية على سوق الانتخابات البرلمانية المقبلة، المقرر اجراؤها على مرحلتين، تبدأ أولاهما أيام 17، 18 في الخارج و18، 19 في الداخل أكتوبر الجاري، وبرز خلال مدة الدعاية استخدام المرشحين لنفس الوسائل في الترويج لأفكارهم أو برامجهم الانتخابية.
كان لافتًا استخدام اللافتات، مكبرات الصوت، صور المرشحين وغيرها من الوسائل التي اعتاد عليها الجمهور، ولم يطرأ تغيير عليها سوى تسخير بعض المرشحين لمواقع التواصل الاجتماعي في خدمة أهدافهم، إلا أن هذه الحملات الالكترونية لم تكن على المستوى المطلوب، وفقًا لما رصده "مصراوي" لصفحات عدد من المرشحين التي لم تحظ بتفاعل جماهيري مع ما ينشره المرشح.
وقبيل موقعة الانتخابات بأيام، امتلأت الشوارع والساحات العامة والميادين بصور المرشحين، واكتست الكباري بلافتات الدعاية على جانبيها، إلا أن مثل هذه الوسائل لم تقترب من المواطن، ولم تخلق تأثيرًا مباشرًا في نفس الناخب، وهو ما تؤيده مقولة "تكرار المثير يفقده حساسيته"، فتكرار نفس الأدوات لم تخلق تأثير قوي عند المواطن.
فحسب الدكتور سامي عبدالعزيز،عميد كلية الإعلام الأسبق، وأستاذ التسويق السياسي، فإن كل المرشحين للانتخابات وقعوا في فخ التشابه، من خلال الوعود دون وجود خطوات عملية، مضيفًا أن العبارات العامة والمطاطة لم تعد تشفي غليل المواطن.
وأضاف عبدالعزيز - في تصريح لمصراوي - "المواطن أسير مشاكله الذاتية، وخطاب الحملات الانتخابية لم يقترب منه أو ينعكس عليه، وبالتالي كان لابد من مخاطبة ذاته"، لافتًا إلى أن الحملات الاعلامية تبني صور ذهنية، انطباعات عن مرشح ما أو أسماء أحزاب، لكنها لم تقترب لمخاطبة مشاكل المواطن الذاتية.
وعن الوسائل الأكثر تأثير، قال عبدالعزيز، إن الاتصال الذاتي المباشر هو الشق الأكثر تاثيرًا، لأسباب تاريخية ثقافية، مبديًا استغرابه من عدم تعرض المرشحين للتشريعات التي تخص المواطن أو أدواته في الرقابة على الهيئات الحكومية، لافتًا إلى أن برامج المرشحين عبارة عن مواد هضمت من قبل، واستخدمتها جميع الاحزاب، قائًلا" لم أرَ في الخطاب الاعلامي تحديد الرسالة لشريحة مثل الفلاح أو الصعيدي".
ويؤيد هذا الرأي دليل انتخابي أعده الباحث جمال عبدالجواد، يقول فيه إن" الاتصال العابر بالناخبين عن طريق الجولات في الأسواق والأحياء، والتي تتم خلالها مصافحة الناخبين، وتبادل أحاديث قصيرة معهم, هذه الأداة مناسبة لتقديم المرشح وخلق انطباعات عامة عنه، بهدف كسب قلوب المواطنين، وعرض ملامح برنامجه الانتخابي".
من جانبه، قال مجدي الأمير، البرلماني السابق، والمرشح عن دائرة المنصورة في 2005 عن الحزب الوطني المنحل، إن وسائل الدعايا لم تختلف كثيرًا عن الان منها في فترة التسعينات، أو بداية الألفية، فالوسائل التي استخدمها المرشحون ولا زالوا يستخدمونها كانت مثل اللافتات، الجولات الميدانية، المؤتمرات، المقابلات مع الجمهور.
أضاف في تصريح لمصراوي، أن الوسائل التي تغيرت كانت مثل كتابة اللافتات بالكمبيوتر دون خط اليد، واستخدام مواقع التواصل، لكنه أكد أن الحملات الالكترونية ليس لها تأثير كبير في المناطق الريفية مثل محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية، مشددًا على أن مقابلة الجمهور في أفراحهم وأحزانهم هي الوسيلة الأكثر تأثيرا من بين كل هذه الوسائل، وهو ما أشار إليه الدكتور سامي عبدالعزيز بـ"الاتصال الذاتي".
فيديو قد يعجبك: