مرشحو "البرامج التليفزيونية".. ماذا سيفعل الإعلام تحت قبة البرلمان؟
كتبت-دعاء الفولي:
للإعلامي وظائف، أهمها أن يكون رقيبًا على ما تفعله الدولة، يتحدث عن الأخطاء ويرصدها، وحين يقوم أحد الإعلاميين بالترشح لعضوية مجلس الشعب، فقد يرى البعض في ذلك خلطًا بين دورهم الإخباري الرقابي، ووجودهم في المجلس الذي يُعتبر أحد سلطات الدولة.
"المأزق دة في ايديكم مش في إيد حد تاني، روحوا انتخبوا ناس تعبر بوضوح شديد عن مشروع 30 يونيو"، قال عبد الرحيم علي، مقدم برنامج الصندوق الأسود على فضائية العاصمة، والذي أصبح مرشحًا رسميًا عن دائرة الدقي والعجوزة .
يعرض "علي" خلال برنامجه أخبار ما يصفه بالـ"مؤامرات" ضد مصر، كما قام بإذاعة مكالمات هاتفية -لم يتبين صحتها بعد- لشخصيات عامة، منهم الرئيس الأسبق محمد مرسي، والناشط السياسي وائل غنيم، والمرشح السابق في مجلس الشعب مصطفى النجار، وكذلك الشاعر عبد الرحمن القرضاوي.
وأكد مقدم البرنامج في أكثر من حلقة خلال الفترة الأخيرة على أن "نحن مقبلون على أخطر انتخابات في تاريخ مصر لأن الشعب المصري أسقط مؤامرة في 30 يونيو على مصر والمنطقة العربية"، مضيفًا أن البرلمان القادم سيكون مسموحًا له بتقديم اقتراح سحب الثقة من الرئيس عن طريق توافق الأغلبية على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، طبقًا للمادة 161 في الدستور قائلًا عنها: "اتكتبت بسوء نية من داخل بعض أعضاء لجنة الخمسين".
لم يختلف رأي مصطفى بكري، الكاتب الصحفي ومقدم برنامج "حقائق وأسرار"، عن رأي "علي"، إذ شدد على أن "مِصْرَ أمامَ برلمان خطر جدًا على الرئيس عبد الفتاح السيسي وسيُجرُ البلادَ إلى الفوضى إذا قامت قوًى سياسيةٌ بعينها بتوظيفه" خلال حواره المُذاع على قناة الحياة، ويخوض "بكري" هذه الانتخابات ممثلًا لقائمة "في حب مصر" والتي يرأسها اللواء سامح سيف اليزل، وقد أعلن "بكري" عن توقف برنامجه مؤقتًا لحين انتهاء الانتخابات، موضحًا أن البلد يحتاج لطاقة كل أبناءه و"كلنا في خندق واحد".
في فبراير الماضي تقدم مذيع قناة الفراعين، توفيق عكاشة، بأوراق ترشحه لانتخابات مجلس الشعب المُزعم إجراءها خلال ساعات قائلًا "البرلمان دة هيكون عينه على أداء الحكومة والرئيس"، وقدم "عكاشة" أوراقه بدائرة طلخا ونبروه بمحافظة الدقهلية، غير أنه تم استبعاده من قبل اللجنة العليا للانتخابات، بسبب عدم سريان الحساب البنكي الخاص به.
التحقت حياة عبدون، مقدمة برنامج "إشاعة ولا" على التليفزيون المصري، بركب الإعلاميين المتجهين للبرلمان، إذ تقدمت بأوراق ترشحها بمركز الزقازيق، وقد فازت من قبل بمقعد في مجلس الشعب في برلمان 2010، وقالت في حوار صحفي بجريدة الأخبار عقب نجاحها إنها لن تترك العمل كمذيعة "دور الإعلام الكشف عن المشاكل وتسليط الضوء عليها ودوري كبرلمانية حل هذه المشاكل وبالتالي فالدائرة متصلة والهدف واحد وهو خدمة الشعب".
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن دخول الإعلاميين للبرلمان ليس أمرًا سيئًا في المطلق، بل قد يكون ذلك في مصلحة المواطن إذا ما استطاع الإعلامي الاحتكاك بشكل أكبر مع المواطنين، إلا أن هناك إشكالية أخرى وهي أن دور الإعلامي قد يتعارض مع عمله في البرلمان "وفي تلك المرحلة الأفضل كل واحد يلتزم دوره الأصلي لخدمة البلد".
وأضاف "فهمي" أن بعض الإعلاميين يستغلون نفوذهم كشخصيات شهيرة للدعاية الانتخابية "فيبقى الواحد منهم عنده نافذة مفتوحة بيكلم الناس منها وبيأثر على رأيهم"، وأوضح أستاذ السياسية، أن التحاق الإعلاميين بمجلس النواب يحدث في دول أخرى كأمريكا وإسبانيا وفرنسا، لكن ذلك لا يؤثر على أدائهم كنوّاب أو إعلاميين.
وأشار الخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز، إلى أن الإعلاميين جزء من نسيج المجتمع ولهم حق الترشح، مُشددًا على وجوب التفرقة بين مذيع القنوات الخاصة ومن يعلمون بالتليفزيون المملوك للدولة، فالأول يستطيع الإبقاء على عمله كإعلامي حتى بعد التحاقه بالبرلمان لكن دوره المهني كإعلامي سيتأثر لأنه أصبح طرفًا في إدارة العملية السياسية، أما إعلامي التليفزيون الرسمي فيتعين عليه الابتعاد عن عمله والتركيز على دوره التشريعي.
وأضاف "عبد العزيز" أن المأمول من الإعلاميين الذين سيلتحقون بالبرلمان القادم أن يُركزوا على إصلاح تشريعات الإعلام، ومناقشة مشاكله، ففي تلك الحالة سيكون دورهم إيجابيًا بُحكم خبرتهم في المجال.
فيديو قد يعجبك: