إعلان

الـ "توك توك" طريق مرشحي المطرية إلى البرلمان

10:56 م الإثنين 23 نوفمبر 2015

كتب - محمد زكريا وإشراق أحمد:
بين ناخبين يتوجهون إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم، وأخرين عزفوا عن المشاركة، سخر المرشحون بانتخابات مجلس النواب 2015 بمنطقة المطرية كافة الطرق لاستقطاب الأصوات حتى وقت الاقتراع، إذ كان "التوك توك" وسيلتهم للوصول إلى البرلمان.

عدد كبير من التوك توك يتنقل بين اللجان الانتخابية ومقرات المرشحين، جميعها ملصوق عليه صور مرشحين، رمزهم ورقمهم الانتخابي، لا يتطلب الكثير لركوب إحداهم، بمجرد الاقتراب من مقر مرشح، يتقدم المندوبون لجذب الناخبين "انتخبت ولا لسه" يطرح السؤال، قبل أن يضيف "محتاج توك توك"، فإن كانت الإجابة بالنفي تعني أنك أحد "الزبائن"، لعرض صفات المرشح، والأيسر ألا تكون متشكك في اختيارك بين مرشحه الداعي له، حتى لا تنتظر كثيرا ركوب "التوصيلة" من وإلى المقر الانتخابي.

من المقر الانتخابي لأحد المترشحين، والمنتشر تحرك سياراته "السوزوكي" و"التوك توك" في محيط مجمع المدارس، كانت المحاولة الأولى لاستقلال توك توك" من أمام المقر الانتخابي وحتى مدرسة الشهيد علي نجم، المسافة بينهما ليست كبيرة، لم يتعد الوقت عشر دقائق للوصول إلى مكان التصويت، ومع ذلك جاء الحماس والدفع للركوب، مع التأكيد وتوزيع ورقة دعاية المرشح قبل أن ينطلق التوك توك لوجهته.

undefined

"هو لو الرزق مش حلو كنا هنتشغل؟" قالها نادر السيد، فيما يتوجه لمقر لجنة الانتخاب بمدرسة الشهيد علي نجم، التي طلب "مصراوي" الذهاب إليها. يجد الشاب العشريني حال رفاقه العاملين مع المرشحين وقت الانتخابات أن المرشح التابع له "راجل محترم"، وأنه يعمل هذا "خدمة"، لكنه لا ينكر تقاضيه المال عليها. كل من يعمل على "توك توك" يجد أنه يتقاضي أقل، فيما يدفع أخرون أكثر من ذلك، غير أن "السيد" وضع حد يتراوح بين 150-200 جنيه في اليوم

"باخد 170 ج في الوردية من 9 الصبح الي 9 بليل" قالها سائق توك توك يعمل لدي أحد المرشحين للانتخابات البرلمانية، مبررا ذلك بالتوقف المدرسي فترة الانتخابات، والذي يضر بعمله كثيرا فجلس مرتكزا بداخل " التوك توك" أمام المقر الإنتخابي للمرشح التابع له، لتوصيل الناخبين لمدارس الاقتراع والعودة بهم مره اخري إذا لزم المر .

رفض الشاب ابن المطرية أن يعمل لدي أي مرشح أخر حيث تم عرض الأمر عليه من أكثر من مرشح، إلا أنه فضل العمل مع ذلك المرشح لأنه "راجل محترم في كلامه وبيخدم وفاهم "، مضيفا أنه اصطحب امه وأخوته للإدلاء بصوتهم لذلك المرشح رغم أنه لم يشارك في أي استحقاق انتخابي في السابق.

لم يسخر جميع سائقي التوك توك أنفسهم للعمل مع المرشحين. حال أحمد عادل، الذي قرر أن يمارس عمله اليومي بشكله المعتاد، بعيد عن أي مرشح، فيما أبدى استهجانه لفكرة الانتخابات من الاساس، ذاكرا أنه لم يشارك قط بالانتخابات قائل بسخرية "أنا مش من مصر".

كان لـ "عادل" تجربة سابقة في العمل مع أحد المرشحين بدائرة مدينة نصر حيث كان يتقاضي وقتها وجبه "كنتاكي" وخمسين جنيها، أما عن عدم تكراره التجربة في دائرته، فقد برر ذلك بأنه لم يعرض عليه الأمر قائلا "محدش أعرفه معرفه شخصيه مش هروح أقوله شغلني معاك".

التوك توك طريق مرشحي المطرية إلى البرلمان

لا يجبر ممثلو المرشحين المنتشرين بدء من المقرات وحتى اللجان الانتخابية أحدهم على العودة مع "التوك توك" ذاته، يترك حرية الاختيار للناخب، فيما يؤكد عليه ألا يدفع أجر "التوصيلة"، فهم متكفلون بهذا "أحنا بندفع لهم عشان يوصلوا الناس نوع من التيسير يعني" كما قال عامل بإحدى الحملات الانتخابية يدعى "وليد".

يتوافد الناخبون على مقرات الانتخاب خاصة كبار السن أملا في استقلال "توك توك" مجاني يذهب بهم ويعيدهم لوجهتهم.

في الطريق من وإلى اللجان الانتخابية بمجمع المدارس، تواصل راوية علي النظر إلى التكاتك المارقة، باستياء ترمقها "هو في حد عايز يخدم الناس مش عشان منصب يعمل كده؟". تتساءل فيما قررت عدم المشاركة بالانتخابات، لعدم ثقتها بأي من المرشحين.

عربات الدعاية أو "خدمة التوصيل" كما يجدها أصحاب الحملات، ليست وسيلة جديدة على منطقة المطرية "كنا بنشوفها لكن المرة دي زيادة وواضحة أوي" قالت "راوية" المالكة لأحد محال البقالة أمام لجان الانتخاب، فيما قال أحمد عاطف أنه اعتاد رؤية ذلك المشهد منذ انتخابات 2005.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان