"الانتخابات ع الأبواب".. كيف استعد مصريو الخارج لها وأبرز المشاكل؟
كتبت – نانيس البيلي:
داخل مَوقع للإنشاءات الهندسية بالعاصمة الكويت، دَار حديث قبل أيام قليلة بين عدد من العاملين المصريين حول الانتخابات الرئاسية، من خلاله عَلم "أحمد عبد العزيز"، الشاب المصري الذي يعمل مهندسًا ميكانيكيًا بالموقع، بموعد تصويت المصريين في الخارج.
"لقيت مهندس زميلنا بيقولنا نتقابل كلنا في السفارة الجمعة الجاية عشان ننتخب".. قالها المهندس ابن الـ29 ربيعًا، والذي لم يحسم بعد قراره بالتصويت في العملية الانتخابية حتى الآن، "عشان مينفعش آخد أجازة من شغلي"، لكنه في الوقت نفسه يُفكر في التوجه إلى مركز الاقتراع بالسفارة المصرية بعد الانتهاء من عمله "لو روحت هروح مع حد من إخواتي أو أصحابي".
"أحمد" شاب من بين ملايين المصريين المغتربين، الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقبل 48 ساعة من فتح باب التصويت بالخارج، تواصل "مصراوي" مع عدد من المغتربين في أكبر الدول من حيث كتلة التصويت، للوقوف على استعداداتهم حيال الانتخابات الرئاسية 2018، والمُقرر انطلاقها يوم الجمعة المقبل وتستمر لمدة 3 أيام.
وفي حين دشن مغتربون حملات شعبية للحشد وتذليل العقبات، قال مصريون إن بُعد المسافة بين مقر السكن ومراكز الاقتراع بالسفارات والقنصليات من أبرز المشاكل التي قد تحول دون مشاركتهم في التصويت.
ورصد "مصراوي" أيضا وسائل تعريف المغتربين بجدول الانتخابات، وقال "أحمد"، الذي يعمل بالكويت قبل نحو عامين برفقة 2 من أشقائه، إنه يتابع العملية الانتخابية عن طريق القنوات الفضائية المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي، "الدعاية موجودة بصورة كبيرة على تويتر وفيس بوك".
وانتقد الشاب قلة المواد التي تعرفهم كجالية مصرية بالجدول الزمني لعملية الانتخابات أو أماكن التصويت سواء من جانب السفارة أو من قبل الحملات الشعبية "حاسس إن مفيش اهتمام بالشكل الكافي بالمغترب".
وتجرى الانتخابات بالخارج على مستوى 124 دولة تضم 139 لجنة انتخابية. ويشرف على عملية الاقتراع أعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى، ويعاونهم أمين أصلى أو أكثر من العاملين بوزارة الخارجية.
السعودية.. البعد الجغرافي يعرقل
في السعودية، اختلف الأمر قليلا، فمساحة المملكة الكبيرة أصبحت عقبة كبيرة أمام المغتربين.
"كريم شاهين"، مهندس بشركة إنشاء بالمملكة العربية السعودية، يرغب في الإدلاء بصوته في انتخابات الرئاسة، غير أنه يقول إنه لا يَملك رفاهية الذهاب إلى أقرب مقر للتصويت بالسفارة المصرية في جدة الذي يبعد عن مكان سكنه وتواجده بمدينة مكة بحوالي 150 كيلو، "صعب جداً آخد يوم أجازة لأن فيه ضغط شغل عندنا وده بيبقى مش مسموح في الشركة".
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتابع "كريم" الذي قدم إلى المملكة قبل عامين، وضع الانتخابات وأخبار المرشحين، "مش عن طريق التليفزيون خالص، الواحد بيبقى جاي تعبان فبيفتح السوشيال ميديا أسهل".
يرى صاحب الـ28 ربيعًا أن هناك حالة من الزخم الانتخابي بمصر غير أنها أقل منها بالسعودية "هنا الدعاية محدودة شوية والموضوع مش ملفت زي في مصر".
نفس المشلكة تواجهها "سالي عزت" الصيدلانية المصرية المُقيمة بمدينة الدمام منذ 10 سنوات برفقة زوجها "طارق" وطفليها، تقول صاحبة الـ36 عاما: بعد المسافة سيكون عائقًا كبيراً أمام قدرتي على الذهاب للإدلاء بصوتي "المسافة بعيدة جداً لمقر اللجنة في السفارة بالرياض وجدة".
بريطانيا.. حملة للحشد
قبل أيام، قدمت "مرفت خليل"، المصرية المقيمة بلندن، على طلب أجازة من عملها يوم الجمعة المقبل ليس فقط للتصويت في الانتخابات الرئاسية، لكن أيضا لتكون متواجدة أمام مقر السفارة المصرية بلندن مع زملائها من أعضاء الحملة الشعبية للحشد للمشاركة في انتخابات الرئاسة بالمملكة المتحدة.
"هنستقبل المصريين اللي هيجوا يشاركوا في الانتخابات من كل أنحاء إنجلترا"، قالتها مرفت التي أوضحت لنا أن تَشجيع الجالية المصرية على المشاركة في الانتخابات هو هدف الحملة، "يهمنا أن الكثافة الانتخابية تكون عالية جداً، بنعرف الناس إن من حق البلد عليهم ينزلوا ويدلوا بصوتهم".
وتقول السيدة المصرية التي تقيم بإنجلترا منذ 27 عاما إنهم يحثون المصريين هناك على التوجه إلى مركز الاقتراع بالسفارة في مجموعات، "بنحاول نعمل شبكة عن طريق إن كل حد بيكلم الناس اللي يعرفها ويروحوا مع بعض".
تدابير عديدة اتخذتها الحملة للتيسير على الجالية المصرية خلال أيام التصويت، تؤكد مرفت: منها توفير وسائل المواصلات التي ستقلهم إلى مركز الاقتراع الوحيد في لندن، و"عملنا لهم تخفيضات وبيدفعوا فيها جزء بسيط، وبالنسبة لمتحدي الإعاقة فيه ترتيبات خاصة ليهم عشان ميكونش فيه أي عقبات".
تضيف "مرفت" التي تعمل مهندسة ديكور: سنتواجد أمام السفارة طوال أيام التصويت الثلاثة منذ فتح أبواب الاقتراع في التاسعة صباحًا حتى غلقها في تمام التاسعة مساءً.
ويبلغ عدد المصريين العاملين في إنجلترا 62500 مصري، بحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تعداد السكان لعام 2017.
وترى "مرفت" أن "الدعاية مهمة جداً ولها مفعول السحر في تغيير القرار"، مشيرة إلى أن الحملة بدأت منذ شهور في تعريف الجالية المصرية بأهمية المشاركة في الاستحقاق الديمقراطي من خلال مجموعة من المتخصصين، "بيعملوا كل الدعاية الانتخابية بالذات الفيسبوكية وعلى الانترنت لأنها هي أهم وأسرع من باقي وسائل الإعلام".
تنظيم الندوات واللقاءات كانت إحدى وسائل الدعاية التي اعتمدت عليها الحملة، وفق ميرفت: "بس لازم بناخد تصاريح لها، لأن القوانين هنا إن أي تجمع يكون بموافقة وإحنا بنحترم الكلام ده"، وتشير إلى أن ذلك كان بعدد من الأماكن منها قاعات الفنادق والمركز الثقافي المصري والبيت المصري".
بحسب السيدة المصرية، يتابع معظم أفراد الجالية المصرية بإنجلترا أخبار الانتخابات، من خلال القنوات والصحف المصرية، وتضيف "هنعمل احتفالات كمان بعد الانتخابات".
عمدة المصريين في لندن: هذه أبرز الشائعات التي واجهناها
المعركة الانتخابية بالخارج لم تخل من الشائعات، حسب ما أكد "مصطفى رجب" عمدة المصريين في لندن، ومؤسس الحملة الشعبية التي دُشنت في نوفمبر الماضي للاستعدادا للانتخابات الرئاسية.
يقول "رجب": هناك شائعات أطلقتها بعض الجماعات المغرضة لمنع المصريين من المشاركة في الانتخابات، منها شائعة منع التصويت برقم قومي منتهي، واشتراط التصويت في الأماكن المسجل بها أسماء الناخب، و"فوراً وضحنا الحقايق وردينا على الكلام ده".
توزيع وجبات خفيفة ومياه وأعلام أمام اللجان، مُهمة سيقوم بها بعض أعضاء الحملة لمساعدة المقبلين على التصويت وخاصةً القادمين من مدن بعيدة بالمملكة المتحدة، يقول "رجب": "سميناه يوم التعارف مش بس يوم الانتخابات، وهيكون في مشرفين أمام السفارة لتنظيم المصريين والتصدي لأي محاولات لافساد الاستحقاق الديمقراطي".
أمريكا: "لو ويك إند هروح وأصوت"
بُعد المسافة بين مَحل سَكنه بإحدى مدن كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وبين مَقر التصويت بالقنصلية المصرية في لوس أنجلوس ربما يكون العائق الوحيد أمام مشاركة الشاب المصري "كريم عمارة" في الانتخابات، "لأنها المكان الوحيد للتصويت للمتواجدين في منطقة الساحل الغربي بأمريكا، ودي أكثر من ساعتين سواقة عشان أوصلها".
وينوي "عمارة"، الذي يعمل مهندس إليكترونيات بالولايات المتحدة منذ نحو 5 سنوات، المشاركة في العملية الانتخابية بشرط وحيد "لو ويك إند هروح أصوت طبعًا".عن كثب يتابع الشاب العشريني ما يدور بمصر من تطورات حول الانتخابات الرئاسية والمرشحين "بشوف السوشيال ميديا وكمان عن طريق أهلنا لما بنكلمهم".
فيديو قد يعجبك: