أسر الشهداء تدعو جموع المواطنين للمشاركة بكثافة في الانتخابات "ثأرا لأبنائهم"
القاهرة (أ ش أ)
دعا عدد من أسر شهداء القوات المسلحة جموع المواطنين من أبناء شعب مصر إلى الحرص على المشاركة الكثيفة في الانتخابات الرئاسية، مؤكدين أن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية والقوات المسلحة من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار واستئصال جذور الإرهاب لن تكتمل إلا بمشاركة شعبية في الاستحقاق الانتخابي الأهم في مستقبل البلاد.
وأكدوا – فى لقاء مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الدماء الذكية لأبطال القوات المسلحة التي روت أرض مصر دفاعا عنها، تستحق من الجميع أن يتحدوا في مواجهة التحديات التي تواجهها.
وقال محمد حسنين والد الشهيد البطل رامى حسنين إن ابنه كان قائدا بمعنى الكلمة، وكان يعشق عمله بشكل كبير للغاية، مشيرا إلى أنه منذ تخرجه من الكلية الحربية عام 1996 وانضمامه لسلاح المشاه تخصص الصاعقة وهو يعمل من أجل الدفاع عن أرض الوطن، مشيرا إلى أنه حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان وتدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب قائد كتيبة صاعقة.
وأضاف أن الشهيد البطل حصل على كافة فرق الصاعقة الأساسية والمتقدمة وبدأ العمل في سيناء أواخر العام 2015، مشيرا إلى أن علاقته بالجميع طيبة للغاية وكان يخاف الله في عمله، وكان بطل القوات المسلحة في الرماية على مدى 3 سنوات.
ومن جانبه قال حسنين محمد حسنين شقيق الشهيد البطل رامى حسنين، إن رامى كان شخصية ليس له مثيل ورجل بمعنى الكلمة.. فالخوف لم يعرف طريقا إلى قلبه يوما ما؛ فضلا عن تواضعه الشديد فى التعامل مع الجميع الصغير قبل الكبير.
وأضاف أن مصر لها حق على الجميع، ولن نسمح يوما أن يدخلها خسيس ولا جبان، فطالما الشعب المصري موجود برجاله وقواته المسلحة لن يستطيع أحد أن ينال من استقرار مصر وأمنها وتهديد أهلها.
وقال إننا جميعا نفخر بالشهيد البطل رامي، ومستعدون لتقديم المزيد من الشهداء في سبيل الوطن، حتى يتم القضاء على الخونة الجبناء الذين يحاربون مستقبلنا ومستقبل أولادنا.
ووجه رسالة إلى الشعب المصري العظيم بأن المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب عليهم، وأن الذي لن يشارك بها سيصبح خائنا للدم الذي راح من أجل البلد واستقرارها، خائنا لدم الشهداء الرجال الأبطال، داعيا المصريين إلى النزول وممارسة حقهم الدستوري ويقول ما يريده ويختار من يختاره ولكن يجب عليه أن ينزل ويشارك، لأن هذا احترام لمصر ولكل دم شهيد ضحى بنفسه من أجل استقرار مصر وأمنها.
وأكد أن مصر عظيمة برجالها وقواتها المسلحة فمصر وطن يعيش فينا جميعا، معربا عن أمله أن يعمل كافة المواطنين كل في مجاله، كما يعمل أبناء القوات المسلحة والجنود والأبطال فى دفاعهم على أرض الوطن.
وأشار إلى أن مصر تحتاج من الشباب الكثير حتى يعلو اسمها عاليا خفاقا فى كافة المجالات، داعيا الله بأن ينصر أبطال القوات المسلحة المشاركين فى العملية الشاملة (سيناء 2018) على الأعداء الخونة، مشددا على أنه مستعد للذهاب إلى سيناء والعمل معهم كتفا بكتف للحفاظ على أمن مصر واستقرارها رغم أنه يبلغ من العمر 46 عاما، مشيرا إلى أن شرف الحفاظ على أمن مصر لا يضاهيه أي شرف وفخر.
ومن جانبها قالت السيدة أمل والدة الشهيد البطل النقيب محمد أحمد عبده، الذى استشهد فى هجوم على أحد كمائن الشيخ زويد في يوليو 2015، إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن فله درع وسيف في يد أبطالنا قادرين على حماية أمن واستقرار مصر وشعبها، ولا يعرفون الاستسلام أو الضعف في أحلك الظروف، ينتظرون بفارغ الصبر الوقت الذي يضحون فيه بأنفسهم من أجل مصر.
وأضافت أن كلمات ابنها ما زالت تتردد على مسامعها حتى الآن، مشيرة إلى أنه دوما كان يقول لها "يا أمى سيناء فى حضننا ولو احنا ما عملناش كده هتلاقيهم تحت بيتك"، مشيرة إلى أنها لم تعرف معنى تلك الجملة إلا بعد استشهاده.
وسردت والدة البطل الشهيد قصة ابنها، قائلة " محمد كان شابا متفوقا في كافة مراحلة الدراسية، وكان يحصل على التكريم دوما منذ المرحلة الابتدائية، حتى حصل فى الثانوية العامة على مجموع 94%.. وأضافت أن والده مهتم جدا بالتاريخ المصري وكان دائما يتحدث مع الشهيد محمد في المراحل التاريخية التي مرت بها مصر والأبطال العظماء فى تاريخها الأمر الذى انعكس على الشهيد محمد بشكل كبير فأصبح لا يعرف سوى الوطنية وحب البلاد الأمر الذى ازداد بشكل كبير للغاية بعد التحاقه بالكلية الحربية "مصنع الرجال".
وأشارت إلى أن الشهيد محمد كان متفوقا على المستوى الرياضى أيضا فقد حصل على الحزام الأسود فى رياضة الكاراتيه وعمره لم يتعد الـ 10 سنوات، فضلا عن أنه كان يتسم بالجرأة منذ صغره، فتوكله الدائم على الله عزوجل جعل الخوف لا يعرف طريقا إلى قلبه.
وتذكرت والدة الشهيد البطل، خلال حوارها مع "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، اللقاء الأول الذي جمعها بالشهيد محمد عقب التحاقه بالكلية الحربية، حيث قال لها "أول ما حطيت قدمى في الكلية وأقسمت أننى سأتحمل حتى أعلق النجمة الأولى على كتفى"، فكان يهتم بالدراسة والتدريب الجيد، فقد تحول التحاقه بالكلية الحربية وعمله مع أبطال القوات المسلحة إلى عشق دائم يسيطر على حياته بشكل كامل.
وأوضحت أن الشهيد محمد كان بمثابة "القلب الكبير"، فكانت دائما ما تشعر بحنية قلبه وأخذ رأيه في كافة الأمور لأنه كان يملك الحكمة فى التعامل فى مختلف الموضوعات، كما أنه كان قريبا جدا من أسرته وأشقائه.
وأشارت إلى أنه حتى لحظة استشهاده لم تكن تعلم أنه يعمل فى سيناء، فقد أخفى عليها عمله هناك حتى لا تصاب بالقلق عليه، مشيرة إلى أنه استشهد فى 2015، ولكن كعادتها مصر لم تنس يوما أبناءها وأبطالها، فتم تكريمه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بإحدى الندوات التثقيفية، مشيرة إلى أنه تم إطلاق اسمه على أحد المدارس في محافظة الإسكندرية.
وفى رسالتها لأبطال القوات المسلحة المشاركين فى العملية الشاملة "سيناء 2018"، أكدت أن البطل والمقاتل المصري لا يعرف التهاون لحظة واحدة فعقيدته ثابته، وقالت محمد كان دوما يردد "أحافظً على سلاحي، لا أتركه قط حتى أذوق الموت".
وقالت إن أولادنا وأحبائنا قد تربوا في الكلية الحربية تربية صحيحة على الرجولة والتضحية وحفظ الوطن ومقدراته، وقالت "دعوتى لهم أن ينصرهم الله ويحقق لهم النصر وتطهير مصر من العناصر الإرهابية التكفيرية".
وتوجهت برسالة إلى الشعب المصري أجمع، قالت فيها: إن الشهداء ضحوا بأرواحهم بدون تردد من أجل أن يعيشوا في أمن وآمان واستقرار، فلا نريد أن نضيع تضحياتهم، مطالبة الشباب المصري بالعمل على بناء بلادهم وتنميتها ورفع اسم مصر عاليا فى كافة المجالات.
وأشارت إلى أن النزول في الانتخابات الرئاسية واجب وطنى، ويجب أن نرد للشهداء تضحياتهم بالنزول والمشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى أنه لا توجد "أم شهيد" راضية عن أي شخص يقاطع الانتخابات، مضيفة أن المشاركة لا تعنى أنك مجبر على أن تمنح صوتك لشخص معين ولكن أنزل وشارك واختار من تريد فيجب أن تكون الشوارع المصرية مليئة بالملايين يوم الانتخابات الرئاسية، فالوقوف بجوار الوطن واجب وطنى على الجميع.
أما الحاج عادل حلاوة والد الشهيد البطل الملازم أول محمد عادل الذي استشهد فى كمين الرفاعى فى أول يوليو 2015، أكد أن ابنه هو من طلب الانتقال للخدمة فى الشيخ زويد، مشيرا إلى أنه منذ التحاقه بمصنع الرجال "الكلية الحربية" وهو يتمنى أن يلقى الشهادة.
واشار الى أن الشهيد محمد لم يشتك يوما، فقد كان يحب عمله بشكل كبير ويتمنى اللحظة التى سيكلف بها فى تنفيذ أوامر فى خدمة الوطن، فقد كان مؤمنا بأن الدفاع عن الوطن وسام على صدره يحيا من أجل الحصول عليه.
وأوضح أنه كان متفوقا منذ صغره فى المراحل الدراسية، وفى المجال الرياضى أيضا، فأمله منذ المرحلة الإعدادية هو الالتحاق بإحدى الكليات العسكرية وبالفعل تدرب من أجل تأهيل نفسه لنيل شرف الانضمام للكلية الحربية، مضيفا أن الشهيد محمد قدم أوراقه فى الكلية الحربية، وكلية الشرطة ونجح في الاختبارات لكلا الكليتين ولكنه اختار الانضمام إلى الكلية الحربية.
وأضاف أنه كان قائدا لأحد الأكمنة وأصيب خلال مواجهات مع العناصر الإرهابية ولكن استمر يواجههم بسلاحه رغم إصابته حتى أخر نفس، واستشهد وهو يحتضن سلاحه، فلم يتركه حتى بعد وفاته.
وقال إن أبطال القوات المسلحة المشاركين فى العملية العسكرية الشاملة (سيناء 2018) يقومون بدور كبير فى الدفاع عن أرض مصر وشعبها، داعيا المولى عز وجل أن يحفظهم وينصرهم "فجميعهم أولادي"، موضحا أن زملاء الشهيد محمد ما زلوا يتواصلون معه حتى الآن، ويقومون بزيارته دوما للاطمئنان عليه.
ووجه كلامه للشعب المصري بأنه يجب عليهم الحفاظ على مصر، وأنه يجب على الشباب أن يعمل ويجتهد ويمارس دوره فى الوطن، مشيرا إلى أن أبناء القوات المسلحة لديهم إيمان وتقوى وعلى استعداد أن يفدى وطنه بروحه، فبلدنا غالية جدا، مشيرا إلى أنه عندما نرى شباب تروى الأرض بدمائهم فإنه يكون على الجميع العمل من أجل تلك البلد.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: