إعلان

أول عيادة تطوعية في سانت كاترين.. "حلم بيتحقق" (فيديو)

03:59 م الجمعة 19 أكتوبر 2018

تقرير - عمر هشام:

في سانت كاترين، تلك المدينة الجميلة، حيث الهدوء والجبال الشاهقة ونجوم الليل الساطعة التي لا نراها في سماء القاهرة، وخصوصا في منطقة وادي غربة، تستيقظ "رحاب الدليل" صاحبة الـ29 عامًا في تمام السادسة صباحًا قبل الجميع، ترتدي ملابسها سريعًا وتستعد في حماس "النهاردة يوم افتتاح العيادة".

رحاب الدليل تعمل مصورةً توثيقيةً، بدأت في 2009 مبادرة "كاترين موجودة" وهي قصص مصورة تهدف لنشر الوعي عن أهالي كاترين من خلال قصص شخصية مصورة عنهم، "كان هدفي الناس تعرف أكتر عن سانت كاترين وأهلها بشكل شخصي، وإن كاترين متبقاش مجرد سفرية لطلوع الجبل وزيارة الدير"، تقول الدليل.

قبل أربعة أعوام، بالتحديد عام 2014، تبادر إلى ذهن رحاب وزوجها حازم بناء مركز اجتماعي في كاترين بهدف مساعدة الأهالي بطريقة أكثر واقعية، ليقدم هذا المركز كافة الخدمات التي يبحث عنها أهالي كاترين أو يجدون صعوبة في الوصول إليها، "بدأنا أول حاجة بالعيادة لأن ده كان أولوية في احتياجات الأهل".

تتناول الدليل طعام الإفطار سريعًا لتبدأ التحرك والذهاب للعيادة، تقف أمام العيادة هي وزوجها رفيق الحلم والرحلة، وتدمع عيناها "الحلم اللي بقاله 4 سنين أخيرًا بيتحقق، أنا لسه مش مصدقة".

يبدأ المتطوعون الأطباء والمنسقون في القدوم واحدًا تلو الآخر، تفخر رحاب بأن العيادة تطوعية من "الألف للياء"، لأن "اللي صمموا العيادة واللي بنوها متطوعين، والمنسقين اللي بينظموا اليوم متطوعين وحتى الدكاترة كمان متطوعين"، كما أن معظم المعدات والأجهزة الطبية الموجودة بالعيادة تبرّع بها فاعلو خير.

تبدأ بعض العائلات في الوصول، يقومون بتسجيل أسمائهم في الكشف، ثم تبدأ رحلة الأطباء في الكشف على المرضى وتقديم العلاج المناسب لكل منهم، "أسنان، باطنة، رمد، نسا وتوليد" تلك هي التخصصات الموجودة في اليوم الأول والثاني من افتتاح العيادة، على أن تتغير التخصصات كل شهر حسب حاجة الأهالي ماعدا عيادة الأسنان التي ستكون دائمة كل شهر، ومن المقرر أن تعمل العيادة في أول (جمعة وسبت) من كل شهر.

في الوقت ذاته، يتحرك الشيخ جميل عطية حسين، أحد سكان مدينة سانت كاترين، من منزله إلى العيادة، يتحمس هو الآخر لافتتاح العيادة التي كانت "حلم بنحلم بيه من زمان وفكرة رائعة نفسنا تبقى موجودة"، يحكي الشيخ جميل عن العيادة وأنها تقوم على "تقديم الخدمة الممتازة للناس المحتاجة إليها".

يشرد ذهنه قليلا ليفكر في العائلات غير القادرة على الوصول لأي مكان بعيد عن منازلهم وأنهم في حاجة إلى عيادة ثابتة سهلة الوصول "فيه ناس عندنا ممكن ميبقاش معاهم يوصلوا بس للشارع الرئيسي فإزاي هيوصلوا للطبيب المختص يعالجهم"، يتساءل الشيخ جميل.

يأمل جميل أن يكون للعيادة صدى واسع وأن تعمل كل شهر مؤكدا على أن "الحب والخير والتسامح في المجتمعات كلها هو السبيل الوحيد للتفاهم حتى ولو اختلفت اللغات"، وتطمح رحاب هي الأخرى أن تكون العيادة ثابتة ودائمة "هدف العيادة إننا نوصل للمرضى بشكل منتظم ونسجل التاريخ الصحي لكل شخص ويبقى فيه متابعة عشان يبقى تأثير العيادة تأثير دائم".

لم تكن رحاب وحدها طوال هذه الرحلة والمسيرة إلى الحلم، بل كانت جنبا إلى جنب مع زوجها حازم الذي كان مختصا بكل ما يتعلق بأمور البناء والتقنيات والأسلاك والكهرباء "الحاجات اللي أنا ضعيفة فيها"، كما تقول الدليل، "ومكنتش هعرف أعمل ده من غيره".

فرحة تحقيق الحلم، والافتتاح، وبداية النجاح لم تستوعبها الدليل حتى الآن "ماسكة نفسي من العياط بالعافية عشان نركز في تقديم الخدمة للأهالي"، كانت تتجول رحاب هنا وهناك في أرجاء العيادة تبتسم للمرضى وتقوم بمتابعة الأطباء وتسجّل لمن لم يقم بالتسجيل "كنا عايزين الناس تجرب كل حاجة، يجربوا السرير وجهاز التعقيم وكرسي الأسنان.. الحماس كبير أوي الحمد لله".

فيديو قد يعجبك: