لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أكل ربنا لازم يطلع أحلى".. حكاية طباخ أقدم "مائدة رحمن" في الحسين

03:31 م الثلاثاء 29 مايو 2018

الشيف إسماعيل (1)

كتبت - نانيس البيلي:

15 عامًا قضاها "الشيف إسماعيل" كطباخ مسؤول عن إعداد وجبات الصائمين في أقدم مائدة رحمن بالحسين (بدأت قبل 40 عامًا). يعمل الرجل يوميا 7 ساعات دون أن يكل أو يمل رغم سخونة أوعية الطعام الضخمة التي تغلي على النيران وارتفاع حرارة الجو، استجابة لقناعة راسخة داخله "أكل ربنا لازم يطلع أحلى وأحلى".

"الخبرة" هي كلمة السر في ذياع صيت "إسماعيل" داخل أوساط الطباخين، فالرجل الذي تخطى الستين من عمره، قضى40 عامًا منها كطباخ محترف، يقول إنه يفطن للمقادير المطلوبة لإعداد الطعام "عارف إزاي الرز يطلع مفلفل، وأحط صلصة قد إيه للطبيخ عشان يبقى مظبوط".

fsggwsr

من خلف ستارة، في ركن بأحد شوارع حارة الصالحية بالحسين مخصص لطهي طعام المائدة، وقف "الشيف إسماعيل" يُلقي نظرة أخيرة على مكونات وجبته، قبل دقائق من موعد الإفطار استعداداً لـ"غَرف الأطباق" وتوزيعها على الموائد.

تنهد بارتياح قبل أن يقول إنه يعمل في مائدة الرحمن بروح مختلفة، فبخلاف خبرته الطويلة، فإنه يطهي الطعام بقناعة إيمانية راسخة داخله "وأنا بقلب بقول الله أكبر، لأنه بركات ربنا اللي بتظبط الأكل".

sgws

طوال 30 يومًا، يُكرس إسماعيل وقته للعمل في أقدم مائدة رحمن بالحسين، وبخلاف شهر رمضان يعمل في مناسبات خاصة لكبرى العائلات وبعض المسئولين في الدولة "بيطلبوني بالاسم" يقولها بزهو.

الوَلع بالطبخ واستكشاف مكونات الطعام، بدأ مع "إسماعيل" منذ كان بعمر 18 عامًا "دخلت المطبخ وبدأت أجرب"، وقتها كان لا يزال برفقة أسرته في مسقط رأسه بالمنيا، وبعدها بعامين قدم إلى القاهرة بحثًا عن عمل "مكنش في بالي إني أبقى شيف".

sdfrh

بالصدفة، امتهن "إسماعيل" الطهي، يقول إنه كان برفقة مقاول قريب له، فطلب منه أن يصطحبه في مشوار لحجز طباخ لمناسبة لدى أحد أصدقائه "استغربت لأني أعرف الحجز بيبقى للدكتور مثلاً مش لشيف"، ويضيف أنه اتفق معه وقتها على أجر 200 جنيه "كان مبلغا كبيرا سنة 1970، ده خلاني أفكر أشتغل شيف".

الأب الستيني الذي يعيش مع زوجته وأبنائه الثلاثة، عمل بعد ذلك في كبرى فنادق القاهرة، بجانب مناسبات خاصة، لا يفرض الرجل سعر على زبائنه "بقول ما أقطعش برزقي بنتحاسب بعد ما يشوفوا شغلي"، ويشير إلى سفره للعمل فترة بفنادق السعودية لمدة 12 عام "بعدين زهقت من الغربة فرجعت".

2fhdh

الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم والدواجن هذا العام، أثر على عمل "إسماعيل"، "لأن الناس بتيجي هنا عشان حتة اللحمة مقدرش مديش لحد".

لجأ "إسماعيل" بدءً من أول أيام رمضان الحالي، إلى تقطيع اللحوم والدواجن والأسماك إلى قطعًا أصغر مع تقليل كمية شراء بعضها، وفقًا لارتفاع سعرها "عشان أغطي العدد وما أرجعش حد".

100 كيلو من اللحم يوميًا لإطعام قرابة 500 فرد بالمائدة كان يجهزها "إسماعيل" العام الماضي، بينما اكتفى هذا العام بنصف الكمية "50 كيلو" مع تقليل نصيب الشخص "بقطعها أحجام قليلة، وكل واحد بقى بياخد حتة لحمة صغيرة".

1jf

قطرات من العرق الغزير، تلازم "إسماعيل" طوال 7 ساعات يعمل بها في إعداد الطعام، يقول إنه يشعر بالحر الشديد في المساحة الضيقة خلف الستارة "بس ربنا بيديي القوة أكمل"، ويضيف أنه لا يستطيع أن يتحرك قليلاً خارج مطبخه الضيق "ببقى عرقان فمبقدرش أطلع في الهواء عشان ما أتعبش".

في العاشرة صباحًا، يخرج الشيف الستيني من منزله بحي المطرية شرق القاهرة قاصداً الحسين. وبعد ساعة يبدأ عمله في إعداد طعام مائدة الرحمن "باجي ألاقي العمال فرمين الطماطم ومقشرين البصل ومجهزين كل حاجة"، يقول إنه ينهي عمله قبل دقائق من آذان المغرب بعدما يتأكد من تسوية الطعام، وبعدها يأتي بعض أهالي المنطقة لمساعدته "شباب الحي بيغرفوا الأكل، أما الستات بتغسل المواعين بعد الفطار".

وعكة صحية ألمت بالرجل قبل عامين، أصيب على إثرها بجلطة في القلب، نصحه الأطباء بالتقليل من الشغل، يقول إنه بدأ يعتذر عن بعض المناسبات غير أنه حافظ على خدمته بمائدة الرحمن "مقدرش أسيبها، لأنها دمي ودي حاجة لله".

شاهد مسلسلات رمضان "قبل أي حد"

جهز إفطارك من طبخة ع السريع: أسرع طريقة لتجهيز الأكل

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان