شركة "جرينيش".. بصمة "مدحت بنزهير" مستمرة
كتب وتصوير: عمر هشام
يرحل عنا الكثيرون إما بالوفاة أو الابتعاد، في لحظة صغيرة يغيبون، ويتركون فراغا كبيرا، ثم كعادة الحياة البشرية يدخلون دائرة النسيان البشري، غير أن مدحت بنزهير ما كان منسيا.
في مطلع شهر أبريل من العام الماضي صدمت سيارة طائشة مدحت، الشريك المؤسس لمؤسسة "جرينيش"، الهادفة لنشر التوعية البيئية، دخل الشاب العشريني في غيبوبة ثم فاق قبل أن يلقى ربه ويدخل في نوبة غياب تام. دارس الفنون الجميلة الذي بدأ بعد تخرجه تركيز إهتماماته على إعادة التدوير والحفاظ على البيئة وتعليم الأطفال الفنون بمختلف أشكالها وأنواعها، ليبدأ تأسيس شركة جرينيش رفقة صديقه "شادي عبدالله" في مطلع عام 2017.
مؤسسة جرينيش هي أحد أهم الشركات المجتمعية في مصر والتي تعمل بالأساس على خلق توعية عن البيئة وإيجاد حلول أكثر إستدامة للمخلفات والبلاستيك وذلك من خلال القيام بحملات تنظيف للشواطيء والنيل، وحملات توعية عن البيئة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وورش توعية للطلاب في المدارس، فكل ذلك من شأنه أن يقوم بزيادة التوعية البيئية عن "اهمية أن يعيش الناس بشكل أفضل والتوعية بمخاطر مواد صناعية مثل البلاستيك"، كما يقول شادي عبدالله المؤسس الشريك لجرينيش.
بدأت فكرة تأسيس "جرينيش" في منتصف عام 2016، حيث قرر كلا من شادي ومدحت توفير بعض الأموال للسفر إلى القرى المختلفة وتنظيم ورش توعية للأطفال والشباب عن البيئة، "فالفكرة جت إننا سألنا نفسنا ليه منعملش اللي احنا بنعمله ده طول الوقت"، يقول شادي، وبدأ الصديقان رحلة "جرينيش" ورحلة العمل مع المجتمعات المحلية وتوعيتهم عن البيئة والتلوث ومخاطر البلاستيك.
بدأت الشركة في استقبال المتطوعين، وزادت أنشطتها بشكل ملحوظ، وحققت الكثير من النجاحات والخطوات الجيدة، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان، وتوفي "شريك العمر والرحلة" مدحت بنزهير، وكانت تلك الفترة "من أصعب الفترات اللي عدت علينا وموقف مكناش عارفين نتصرف بعده" يقول شادي، وانتاب الفريق كله حالة من الحزن واليأس، وكذلك التردد من أن يكملوا الطريق أو يتوقفوا عند هذا الحد "لأن وجود مدحت في جرينيش كان عنصر محرّك".
ولكن لو كان بنزهير موجودا لما أراد توقف المشوار، ولذلك قرر الفريق أن يكملوا الرحلة بل ويزيدوا من أنشطة جرينيش وفعالياتها المختلفة، "لأن ده كله ثواب لروح مدحت".
يأمل شادي أن تقوم جرينيش بتوفير محتوى تعليمي عن البيئة باللغة العربية، وكذلك تدريب العديد من الكيانات داخل مصر ليقوموا بمثل ما تفعله جرينيش، حتى يزيد التأثير ويكون ملحوظا، "لازم يبقى فيه ناس تانية كتير تبقى بتعمل ده، لأن ده مكسب لينا كلنا، إننا نشوف التغيير اللي هو هدفنا أصلا".
فيديو قد يعجبك: