"منال محيي الدين" ملكة آلة الهارب.. لعبت على أوتار الفن الرقيق حتى وصلت للعالمية

كتب وصور: سهيلة كُريم

لم تكن تعلم الطفلة ذات العشر سنوات أن مستقبلا باهرا في انتظارها، وأن اختيار تلك الآلة ما هو إلا طريق للاحترافية. منال محيي الدين التي ارتبطت آلة الهارب باسمها على مدار سنوات فأصبحت أشهر عازفة هارب في مصر. نشأت منال في أسرة فنية، والدها هو الفنان التشكيلي محيي الدين حسين أحد رواد فن الخزف في مصر، وكان محبا للموسيقى والعزف والغناء. ورثت الابنة تلك الموهبة التي نمّتها في سن صغيرة. مشوارها بدأ حين اصطحبها والداها إلى لجنة امتحان الأطفال لتحديد قدراتهم بالكونسرفاتوار، ثم اختارتها الدكتورة ناهد ذكري لتمتحنها، واختارت لها آلة الهارب لتعزف عليها، ما شكل تخوفا لدى الطفلة لكبر حجم الآلة ولعدم معرفتها المسبقة بها. ومن هنا بدأ كفاح الدكتورة ناهد ذكري مع تلميذتها منال على مدار سنة كاملة، وتوّج بصعودها للعزف على خشبة المسرح. وحصلت منال على شهادة التخرج من الكونسرفتوار عام 1987 ثم التحقت للعمل كمعيدة، إلى أن حصلت على منحة من الحكومة الألمانية من هيئة التبادل العلمي، وحاليا تعمل أستاذ بالكونسرفتوار. وقاربت منال الاحتراف على العزف على الهارب نحو أكثر من 35 عاما، فهي أحد أهم مؤسسين مجموعة عمر خيرت "الكومبو" والتي قضت فيها 18 عاما. وأيضا قدمت مشروع "أنامل شرقية" والذي يقدم الموسيقى المصرية التراثية. وبالرغم من حبها الشديد للهارب وانشغالها المتواصل، إلا أن ذلك لم يمنعها من تكوين أسرة. "انشغالي بالهارب كان محسسني بالذنب مع بنتي". هذا ما قالته منال في حديثها عن علاقة نجاحها في عزف الهارب بحياتها الأسرية وتربية ابنتها أمينة. لا تعتبر العازفة المصرية نفسها ناجحة حتى الآن، حيث تشعر أنها كان من الممكن أن تقدم المزيد من الحفلات. وترى أن خطوة الاعتزال هي لحظة قهرية تجبر الفنان على اعتزال العزف وتتمنى أن تتأخر تلك اللحظة أو ألا تأتي. حلم حياة منال محيي الدين هو التجول بحافلة مع فرقة موسيقية بمسرح متنقل للعزف في جميع محافظات مصر حتى تصل إلى أكثر قدر من الناس.