من هو زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي؟
كتبت- هدى الشيمي:
رغم حداثة سنه، وقلة خبرته بين أفراد جماعته، قرر بدر الدين الحوثي أن يكون أصغر أبنائه الثمانية، عبدالملك زعيم جماعة "الشباب المؤمن"، والمعروفة الآن باسم "أنصار الله" أو (الحوثيين)، بعد وفاة ابنه الأكبر حسين عام 2004، ليصبح عبدالملك الحوثي بين ليلة وضحاها من أبرز الشخصيات في الملعب السياسي ليس في اليمن وحسب، ولكن في العالم بأكمله.
وعلق الحوثي، على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على يد ميليشياته، وقال إن "اليوم هو يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة واليوم الأسود لقوى العدوان"، بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وتابع في خطاب مُتلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة لجماعته، مساء الإثنين: "نتوجه بالتهاني لكل أبناء شعبنا العزيز وبالشكر لله العزيز القدير الحكيم، شعبنا توكل على الله واعتمد عليه فوجد به خير معين وخير نصير في كل محطات التصدي لكل الأخطار والمؤامرات".
ودعا الحوثي إلى مسيرة كبرى في العاصمة صنعاء"شكرًا لله" بعد مقتل صالح.
برز اسم عبدالملك الحوثي، 38 عامًا، على الساحة السياسية عام 2014، بعد أن أعلن الحوثيون سيطرتهم على مقر الحكومة اليمنية في العاصمة صنعاء، والإذاعة الرسمية، وعدد من المواقع العسكرية، بعد معارك استمرت لأيام عدة، وأودت بحياة المئات.
وجاء ذلك بعد التحركات والتحضيرات التي قام بها عبدالملك، منذ انتفاضة اليمنيين عام 2011، فتصدر المشهد، وعمل في تلك الأثناء على تعزيز سيطرة مجموعته على محافظة صعدة، مسقط رأسه، في شمال غرب اليمن، وفي المقابل استغل كافة السبل لاضعاف السلطة المركزية.
وتقول مجلة فورين بوليسي، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن الحوثيين قاتلوا في البداية لصالح الانتفاضة اليمنية، فتمكنوا من المشاركة في الحياة السياسية، والحوار الوطني طيلة عامين، حتى استطاعوا قلب الكفة عسكريًا لصالحهم.
"تغيير شامل"
صدق حدس الأب، الذي رأى في ابنه قائدا سيتمكن من إحداث تغيير كبير داخل الجماعة، إذ قرر عبدالملك خلق قنوات اتصال بين الحوثيين واليمنيين والعالم بأكمله، لكي يستطيعوا توصيل أفكار الجماعة، ورسائلها، وبدأ ذلك بتأسيس موقع "المنبر" الإلكتروني عام 2007، ثم تأسيس قناة "المسيرة" عام 2012، ما ساعد على انتشار أفكارهم، وزيادة عدد انصارهم داخل اليمن.
وحاول عبدالملك اللعب على الفراغ السياسي الذي سيطر على البلاد، عقب الانتفاضات التي وقعت عام 2011 في أعقاب ثورات الربيع العربي، والمطالبة برحيل علي عبدالله صالح، ليظهر في صورة القائد الوحيد الذي يقف على أرض سياسية صلبة، فكسب قلوب الكثير من اليمنيين، وساعده ذلك في تحركاته عام 2014، والتي انتهت بنجاح الحوثيين في الاستيلاء على السلطة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
"نصرالله الصغير"
ووجد كثيرون أن هناك أوجه شبه عدّة بين عبدالملك وحسن نصرالله، زعيم حزب الله الشيعي اللبناني، لاسيما أن كليهما يعتمد الطريقة ذاتها في إلقاء الخطابات، وبالإضافة إلى طريقته في التعبير، ونقل مضمون خطابه، والتي غالبا ما تركز على محاربة الفساد والمطالبة بالشراكة الوطنية والعداء للغرب وإسرائيل.
وتقول وكالة الأنباء الفرنسية إن عبد الملك مزج- مثل نصرالله- بين اللغة الحازمة والابتسامات، وانتقادات للفساد المنتشر في بلاده.
"غضب سعودي"
وأغضبت سياسة عبدالملك السعودية، لاسيمّا وأنه من أقرب حلفاء إيران في المنطقة، وأكد عدد من المحللين أن علاقة الحوثيين بإيران تتعاظم في ظل قيادته، وقد اعتبرت سيطرتهم على أجزاء من الساحل الغربي لليمن مكسباً استراتيجياً لطهران.
وأشرف عبدالملك على عمليات استهداف واطلاق صواريخ على مناطق حيوية في المملكة، والإمارات. وهدد البلدين بأنهما باتا في مرمى صواريخ المليشيات.
وقال في كلمة، ألقاها في سبتمبر الماضي، "القوة الصاروخية تمكنت من إنجاز مرحلة ما بعد الرياض، والعمل مستمر على تطوير قدراتنا الصاروخية للوصول إلى أي هدف في السعودية والإمارات"، مُشيرا إلى أن المليشيات لديها طائرات بدون طيار حلقت مئات الكيلومترات داخل المملكة، وقريبا تبدأ عملها في القصف".
وأعلنت المملكة وضع مكافأة مالية مقدارها 30 مليون دولار لأي جهة تُلقي القبض على "عبدالملك"، في نوفمبر الماضي.
وجاء ذلك بعد إعلان المملكة عن لائحة ضمت أسماء 40 مسوؤلا في صفوف الحوثيين في اليمن من ضمنها عبدالملك، وقررت صرف مكافآت مالية بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أحدهم، بحسب ما نقله موقع إرم نيوز الإماراتي.
وبلغت قيمة المكافأة المالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال زعيم المتمردين 30 مليون دولار، و20 مليون دولار لمن يساهم في اعتقال رئيس المكتب السياسي صالح علي الصماد، وتراوحت قيمة المكافآت الأخرى بين 20 وخمسة ملايين دولار.
فيديو قد يعجبك: