الليرة التركية تصعد بعد إعلان أردوغان عن خطة لحماية العملة

القاهرة- مصراوي:

واصلت الليرة التركية صعودها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك بعد قفزتها الكبيرة أمس عقب تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لضمان الودائع بالليرة ضد تقلبات السوق.

وارتفع سعر الليرة التركية خلال تعاملات اليوم بنسبة 5.58% مقارنة بختام تعاملات أمس، ليصل إلى مستوى 12.55 ليرة لكل دولار.

ويأتي ذلك بعد قفزة كبيرة حققها سعر الليرة مقابل الدولار أمس، حيث أنهى اليوم مرتفعا بنسبة 25% بعد أن انخفض بأكثر من 10% إلى أدنى مستوى لليرة على الإطلاق عند 18.4 ليرة للدولار، ليسجل أكبر ارتفاع يومي على الإطلاق حيث وصل إلى نحو 12 ليرة للدولار، بحسب وكالة رويترز.

ووفقا للوكالة، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة قال إنها ستضمن الودائع بالعملة المحلية ضد تقلبات السوق.

وقال أردوغان إن سلسلة الخطوات ستخفف الأعباء الناجمة عن انهيار العملة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وستشجع الأتراك على الاحتفاظ بمدخرات بالليرة بدلاً من الدولار.

ولم يذكر أردوغان بالتفصيل كيف ستمول الحكومة المبادرة "المكلفة والتضخمية" المحتملة.

وقال أردوغان عقب اجتماع لمجلس الوزراء، في الوقت الذي كرر فيه دفاعه عن سياسة معدلات الفائدة المنخفضة التي تسببت في البداية في حدوث أزمة أسعار الصرف: "نحن نقدم بديلًا ماليًا جديدًا للمواطنين الذين يريدون التخفيف من مخاوفهم الناشئة عن ارتفاع أسعار الصرف عند تقييم مدخراتهم".

وقال رئيس جمعية البنوك التركية إن نحو مليار دولار بيعت في الأسواق بعد إعلان أردوغان. وفقًا لحسابات ثلاثة مصرفيين، تم تحويل مدخرات تصل إلى 1-1.5 مليار دولار إلى الليرة ليلة أمس، وفقا لرويترز.

وتراجعت الليرة إلى مستويات قياسية هذا العام بسبب مخاوف من حدوث دوامة تضخمية ناجمة عن مسعى أردوغان للتيسير النقدي، حيث فقدت حوالي 40% من قيمتها في الشهر الماضي وحده، وانخفضت بنحو 60% (في أدنى مستوياتها) على مدار العام.

وجاء الانتعاش السريع بسبب الوعد بضمان الودائع الذي قال أردوغان إنه سيثني الأتراك عن تحويل المدخرات إلى العملات الصعبة.

وبينما وصفت الحكومة تعافي الليرة بأنه مكسب كبير، وصف الاقتصاديون برنامجه الاقتصادي القائم على أسعار الفائدة المنخفضة بأنه متهور وقالوا إن التضخم- الذي يزيد حاليًا عن 21%- سيتجاوز 30% العام المقبل، بحسب رويترز.

وتحت ضغط من أردوغان، خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس منذ سبتمبر.

وقال بعض الاقتصاديين إن الإجراءات الجديدة عبارة عن زيادات محجوبة في أسعار الفائدة والتي قد لا توقف ضغوط البيع في نهاية المطاف، مع إجهاد الخزانة التي تعمل على وقف الدعم، وفقا للوكالة.

وقال ريفيت جوركيناك، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة بيلكنت في أنقرة: "يمكن أن يكون لذلك عواقب وخيمة".

وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق في آسيا والمحيط الهادئ بـ "OANDA"، إنه لا يزال من غير الواضح كيف ستنفذ الحكومة الإجراءات الجديدة.

وقال هالي: "الليرة التركية ... كانت أُم جميع التقدمات بين عشية وضحاها، حيث انخفضت بنسبة 11% خلال اليوم، لكنها أنهت الجلسة الليلية بارتفاع أكثر من 20% بعد أن أعلن الرئيس أردوغان عن إجراءات سياسية جديدة لحماية مدخرات الليرة من انخفاض قيمة العملة".

وأضافت "إلقاء نظرة على الإجراءات الجديدة جعلني أخدش رأسي حول كيفية تفعيلها وتنفيذها، خاصة في وقت قصير".