ما هي مخططات "بونزي" للاحتيال على المستثمرين؟

كتبت- منال المصري:

لا تزال ما تعرف بمخططات "بونزي" للاحتيال على المستثمرين والحصول على أموالهم وغيرها من المخططات الاحتيالية منتشرة للغاية في جميع أنحاء العالم.

وغالبا ما تكون مخططات "بونزي" أكثر انتشارا خلال أوقات الأزمات وفي فترات انخفاض أسعار الفائدة، ففي الوقت الذي يحاول فيه الأشخاص العثور على فرص استثمارية جيدة، يظهر محتالو مخططات "بونزي" ويقدمون وعودًا وهمية بصرف عوائد عالية للمستثمرين.

ونستعرض في السطور التالية ما هو مخطط بونزي للاحتيال ومتى ظهر وما المخاطر الحالية على المستثمرين لمثل هذه المخططات والتحذير منها.

ما هو مخطط بونزي وكيف ظهر؟

مخطط بونزي هو عملية احتيال استثمارية تتضمن دفع عوائد للمستثمرين الحاليين من الأموال التي يقوم بضخها المستثمرون الجدد.

ويقوم المحتالون طبقاً لمخطط بونزي بجذب مستثمرين جدد من خلال إيهامهم باستثمار أموالهم في عدد من الفرص التي يُزعمون أنها تحقق عوائد عالية وذات مخاطر قليلة أو بدون أية مخاطر.

وظهر مصطلح "مخطط بونزي" بعد عملية احتيال كبرى قام بها تشارلز بونزي في عام 1920، حيث وعد بونزي ضحاياه من المستثمرين بتحقيق عوائد على أموالهم بنسبة 50% في 45 يومًا أو 100% في 90 يومًا.

ولكن بدلاً من استثمار الأموال، أعاد بونزي توزيعها وأخبر المستثمرين أنهم حققوا ربحًا، وأخذ بعض المال لنفسه، وبلغ إجمالي ما جمعه بونزي من مخططه الاحتيالي 15 مليون دولار في عام 1920.

لماذا تمثل مخططات "بونزي" مخاطر على المستثمرين في الفترة الحالية؟

تمثل مخططات بونزي خطورة على المستثمرين في المرحلة الحالية نظرا لأنها تجد الظروف التي يمكن أن توفر لها مناخا مناسبا خاصة مع طفرات التكنولوجيا الجديدة.

وبلغ عدد مخططات الاحتيال على طريقة "بونزي" التي تم الكشف عنها خلال عام 2019-2020 في الولايات المتحدة وحدها، وبلغ إجمالي المبالغ التي تم الاستيلاء عليها من المستثمرين عن طريق مخططات بونزي خلال نفس العام في الولايات المتحدة 3.25 مليار دولار.

وغالبًا ما يستغل هذا النوع من المحتالين طفرات التكنولوجيا الجديدة والتقنيات المستقبلية التي لا تزال غير مفهومة جيدًا من جانب الأسواق أو الأشخاص العاديين وذلك لتسهيل القيام بعمليات الاحتيال الخاصة بهم.

فغالبًا ما يلجأ المستخدمون لمخطط بونزي إلى أحدث الابتكارات أو التقنيات لإغراء المستثمرين وإيهامهم بتحقيق بعوائد عالية.

والسبب في ذلك أن المستثمرين المستهدفين غالباً ما يكونون أقل تشككًا في فرصة الاستثمار عند تقييم والتعرف على تكنولوجيا جديدة ليس لديهم الكثير من المعلومات عنها.

وعلى وجه التحديد، يوجد حاليًا زيادة في المخططات الاحتيالية التي تدور حول العملات الافتراضية مثل بيتكوين، نظرًا لأن العديد من الأشخاص لا يزالون يحاولون فهم سوق هذه العملات، لذا فإن منظمي مخططات "بونزي" يستفيدون من هذه الفجوة في المعرفة ويقنعون الناس بأنهم "خبراء" في هذا السوق المبتكر الجديد، ويوهمون ضحاياهم بعوائد مرتفعة على الاستثمارات.

كيف يمكنك معرفة أن ما يحدث مخططا للاحتيال على طريقة "بونزي"؟

هناك الكثير من العلامات التحذيرية الشائعة التي يمكن رصدها، وتتمثل في 5 منبهات إنذار كالتالي:

1- عوائد عالية ومخاطر قليلة أو بدون أية مخاطر:

الاستثمارات ذات العائد المرتفع مع مخاطر قليلة أو معدومة يجب أن تكون موضع شك. فعادة ما تنطوي الاستثمارات التي تدر عوائد عالية على مخاطر أكبر.

2- استثمارات غير مسجلة (غير رسمية):

تستخدم مخططات "بونزي" عادةً استثمارات لم يتم تسجيلها لدى البنك المركزي أو هيئة الرقابة المالية.

3- استراتيجيات وهياكل للرسوم سرية و/ أو معقدة:

غالبًا ما تنطوي مخططات "بونزي" على استراتيجيات معقدة للغاية لا معنى لها أو لا يمكن للمرء الحصول على معلومات كاملة عنها.

4- لا يوجد حد أدنى لمعايير المستثمر:

يجب أن تكون متشككًا في أي فرصة استثمارية لا تطلب منك تقديم أي مستندات لدخلك أو صافي ثروتك.

5- صعوبة استلام المدفوعات:

كن متشككاً إذا لم تتلق دفعة أو واجهت صعوبة في تسييل جزء من استثماراتك. يقوم المحتالون أحيانًا بتشجيع المشاركين على إعادة ضخ العائدات المزعومة من خلال تقديم عوائد استثمار أعلى.