ما هو الدولار المجمد وما حقيقة انتشاره من السوق السوداء للعملة في مصر؟
كتبت- منال المصري:
كشف مصرفيان في بنكين كبيرين بالسوق المصري، تواصل معهم مصراوي، عن حقيقة تداول مبالغ من ما يعرف بـ "الدولار المجمد" في السوق المصري خارج القطاع المصرفي، بعد ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن انتشار هذا النوع من الدولارات في السوق المحلي خلال الفترة الأخيرة.
وأكد المصدران عدم صحة ما يتردد عن انتشار ما يعرف بالدولارات المجمدة في السوق المصري، لكن الفترة الأخيرة شهدت اكتشاف حالات نصب وبيع دولارات مزورة لبعض الجمهور من خلال المنافذ غير الشرعية بالسوق السوداء للمضاربة على العملة.
كانت بعض الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" تداولت خلال الأيام الأخيرة أنباء عن انتشار دولارات مجمدة مهربة من أحد الدول بالمنطقة غير مقبولة من الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي- لبيعها للجمهور بالسوق السوداء بأسعار أقل من سعر الدولار العادي.
ماذا يعني الدولار المجمد؟
عرف محمد عبد العال، الخبير المصرفي، الدولار المجمد بأنه مصطلح يستخدم لوصف العملة الأمريكية (الدولار الأمريكي) التي تم سحبها أو احتجازها خارج النظام المصرفي أو خارج الاقتصاد الرسمي.
وأوضح أنه بشكل عام، يشير الدولار المجمد إلى أموال تم تخزينها خارج البنوك أو التي تم حجزها بشكل غير رسمي داخل الاقتصاد، وفق ما قاله على حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك".
وذكر عبد العال أنه في بعض الحالات، يمكن أن يشير الدولار المجمد إلى الأموال التي يتم سحبها من التداول بشكل مؤقت من قبل البنوك المركزية، وذلك يمكن أن يحدث عندما تقوم البنوك المركزية بسحب العملة من التداول لأغراض تنظيمية أو للسيطرة على الكمية المتداولة من العملة، أو استبدالها بطبعات جديدة.
أموال منهوبة خلال الصراعات
كما يمكن أن تُعتبر الأموال المسروقة أو المنهوبة خلال الحروب والصراعات جزءًا من الأموال التي يمكن أن تُصنف تحت مصطلح الدولار المجمد، ومن المحتمل أن تشمل هذه الأموال النقدية والأصول الأخرى التي تم سرقتها أو نهبها من فروع البنوك، أو من المؤسسات المالية، أو من الأفراد خلال فترات الاضطرابات والصراعات المسلحة، بحسب عبد العال.
وما ينطبق على الدولار ينطبق بطبيعة الحال على كل العملات الأخرى، وفق ما قاله عبد العال.
وذكر أنه في العصور الحديثة، يمكن أن تشمل "العملات المجمدة" الأموال التي تم نهبها أو سُرقتها خلال الصراعات الدولية والنزاعات الداخلية، وأيضًا الأموال التي تم تجميدها أو مصادرتها من قبل السلطات الدولية والمؤسسات المالية الدولية لأغراض تعويض المتضررين أو لأغراض أخرى.
وأضاف أن البنوك المركزية في كل أنحاء العالم تصدر منشورات دورية رسمية تحصر فيها فئات الدولار المجمد أو أي عملة أخرى بمعرفتها، موضحة تاريخ إصدارها وأرقام تسلسلها، وتوضيح إذا ما كان لحامليها حق في استردادها أو استبدالها خلال فترة زمنية محددة.
وتحتفظ كافة فروع البنوك في كل أنحاء العالم بنسخ محدثة من تلك المنشورات للتأكد من عدم قبول أي من تلك الأوراق عند عرضها على موظفي الشباك في البنك، وفي حال اكتشاف أوراق منها يتعين إخطار المسئولين لإعدامها واتخاذ الإجراءات وفقا للأصول العالمية المتبعة، وفقا لعبد العال.
وأكد عبد العال ضرورة توخي الحذر ومنتهى الحرص من جميع المواطنين عند تعاملهم في أوراق النقد الأجنبية خاصة مع سماسرة العملة، تجنبا من التعرض لعمليات نصب أو تزوير أو حتى الوقوع في قصص وهمية عن الدولار المجمد لا تمت إلى واقع الأمور بصلة.
فيديو قد يعجبك: