مناورات كبح التضخم.. هل يكفي رفع أقل لسعر الفائدة بأمريكا لتجنب الركود؟

كتبت- شيماء حفظي:

تحوم توقعات المحللين الاقتصاديين حول خفض وتيرة رفع الفائدة الأمريكية، قبيل ساعات من اجتماع الفيدرالي الأمريكي، الأربعاء، وسط مخاوف من تضييقات في سوق النفط قد تعود بالتضخم للارتفاع.

وتشير التوقعات إلى أن الفيدرالي الأمريكي يتجه اليوم لرفع أسعار الفائدة بنسبة 0.25% بعدما رفعها بـ 0.75% لأربع اجتماعات متتالية خلال العام الماضي، ثم خفض نسبة الزيادة إلى 0.5% في ديسمبر الماضي.

وتصاعدت خلال الأشهر الماضية مخاوف عالمية من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي المتوقع في 2023، والذي قد يؤدي إلى ركود اقتصادي، وهو ما يمكن لرفع الفائدة بشكل كبير أن يعمقه.

لكن بعدما خفض المركزي الأمريكي وتيرة رفع الفائدة في ديسمبر الماضي، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي 0.2% إلى 2.9% خلال العام الجاري، وهو ما يشير إلى أن مزيدا من خفض الفائدة قد يكون محفزا للنمو.

لكن رغم ذلك، لا تزال المخاطر المحدقة بأسعار النفط مستمرة، مع عزم الدول الغربية فرض سقف سعري على النفط الروسي المباع في السوق العالمية عند 60 دولارا للبرميل، ما قد يعيد للسوق مرة أخرى أزمة نقص الإمدادات، في ظل تفاؤل بزيادة الطلب مع تخفيف قيود الإغلاق في الصين التي تعد مصنع العالم.

كما يترقب السوق فرض سقف أيضا على سعر الديزل والذي من المتوقع أن يكون عند 100 دولار للبرميل، وهو أيضا قد يعرض سوق النفط لضغوط.

وارتفعت أسعار السلع العالمية خلال العام الماضي، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على سلاسل الإمداد وعطلت وصول السلع، ورفعت أسعار الطاقة والنفط وتكلفة الشحن الدولي.

ويتوقع المحللون، أن يهدئ الفيدرالي من حربه على التضخم الذي وصل العام الماضي إلى مستويات تاريخية، بعدما أظهرت البيانات استجابة لجهود رفع الفائدة في الشهور الماضية، انعكست على تباطؤ أرقام التضخم.

وأظهرت بيانات التضخم في منطقة اليورو، تباطؤ ارتفاع الأسعار للشهر الثالث على التوالي، وبأكثر من المتوقع ليبلغ معدل التضخم في يناير 8.5%، وهو أقل من تقديرات الاقتصاديين بالتباطؤ إلى 8.9%.

وفي أمريكا، تراجع معدلات التضخم خلال شهر ديسمبر الماضي إلى 6.5% مقابل 7.1% في شهر نوفمبر السابق له، بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، وذلك في أقل معدل للتضخم السنوي منذ أكتوبر 2021.

ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، قدر الصندوق معدل التضخم العالمي بنحو 8.8% خلال عام 2022.