قفز 25%.. كيف تحرك سعر الدولار مقابل الجنيه بالنصف الأول من 2023؟ (جراف)
كتب- مصطفى عيد:
أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن سعر الدولار في البنوك ارتفع مقابل الجنيه خلال النصف الأول من عام 2023 بنسبة 24.9% مقارنة بمستواه في نهاية عام 2022.
ووفقا لبيانات البنك المركزي، ارتفع متوسط سعر الدولار في البنوك بنحو 6.16 جنيه خلال النصف الأول من العام الجاري، مسجلا في آخر أيام عمل شهر يونيو الجاري (الاثنين 26 يونيو) 30.84 جنيه للشراء، و30.94 جنيه للبيع مقابل 24.69 جنيه للشراء و24.77 جنيه للبيع في آخر أيام عمل شهر ديسمبر 2022.
ويرصد مصراوي في الجراف التفاعلي التالي تطور حركة متوسط سعر بيع الدولار في البنوك، خلال النصف الأول من 2023 بشكل شهري، بحسب بيانات البنك المركزي المصري:
ويأتي ذلك بعد أن هبط سعر الجنيه بشكل ملحوظ مقابل العملات الأجنبية في شهر يناير الماضي، استكمالا لاتباع نظام سعر صرف مرن وفق الاتفاق الذي تم بين السلطات المصرية وصندوق النقد الدولي من أجل التعاون في تنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي بتمويل 3 مليارات دولار، وهو ما وافق عليه الصندوق منتصف ديسمبر الماضي.
وكان البنك المركزي أعلن في أكتوبر الماضي الالتزام بنظام سعر صرف مرن وهو ما تزامن مع ثاني انخفاض كبير لسعر العملة وإعلان التوصل لاتفاق مع صندوق النقد على مستوى الخبراء.
وجاء ذلك بعد أن هبط سعر الصرف بشكل ملحوظ أيضا في مارس 2022 تزامنا مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وخروج نحو 22 مليار دولار استثمارات أجنبية غير مباشرة في أدوات الدين من مصر، وهو ما أدى إلى أزمة في توفر العملات الأجنبية لجأت بعدها مصر للصندوق إلى جانب تشديد الإجراءات بشأن الاستيراد.
وتأخر صندوق النقد الدولي في إجراء المراجعة الأولى لبرنامج التعاون مع مصر حتى الآن والتي كان من المقرر إجراؤها منتصف مارس الماضي، وهو ما تزامن مع استقرار سعر الجنيه خلال فترة آخر 3 شهور ونصف الأخيرة.
ويأتي ذلك التأخر وسط اتهامات من الصندوق لمصر بالتباطؤ في تنفيذ الإجراءات المتفق عليها خاصة فيما يتعلق بالالتزام بمرونة سعر الصرف بشكل مستدام، وبيع حصص مملوكة للدولة في شركات وأصول من أجل تمكين القطاع الخاص، وجذب تدفقات من النقد الأجنبي.
وفي ظل التلميحات بين الجانبين بشأن الخلاف حول شكل تطبيق مرونة سعر الصرف، استبعد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تصريحات منتصف الشهر الماضي، اللجوء قريبا إلى خفض جديد في سعر الجنيه يؤثر على مستوى المعيشة والأوضاع الاقتصادية بشكل كبير.
وقال الرئيس في مؤتمر الشباب: "نحن مرنين فيه (سعر الصرف)... لكن عندما يتعرض الموضوع لأمن مصر القومي وإن الشعب المصري يضيع.. لا، لا، لا، لا".
وأضاف: "بتكلم بجد. هذ الموضوع أنا أقوله على الهواء. عندما يكون تأثير سعر الصرف على حياة المصريين وممكن يضيعهم، لا ما نقعدش في مكانا، لا ما نقدرش".
وفي المقابل، ردت كريستالينا جورجييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، بعدها بأيام، في تصريحات صحفية، مؤكدة أهمية اتخاذ مصر خطوات للتحول لنظام سعر صرف أكثر مرونة للجنيه من أجل حماية احتياطي النقد الأجنبي، مشبهة دعم العملة بأنه أشبه "بسكب الماء في وعاء مثقوب".
وأعربت جورجييفا، في تصريحاتها، عن ثقتها بأن الرئيس السيسي سيتخذ القرار الصائب لصالح البلد.
ويظل بذلك مصير تحركات سعر الصرف في الفترة المقبلة غامضا بل ومصير برنامج التعاون مع الصندوق نفسه، وسط توقعات من محللين بأن يتم تأجيل أي تحركات في سعر الصرف إلى ما بعد الصيف الحالي وأن يكون ذلك مرهونا بوجود تدفقات أجنبية تسمح بدعم العملة بشكل غير مباشر بحيث لا تطول فترة أي انخفاض جديد في الجنيه وتحل فيها أزمة نقص العملة بشكل مستدام وسريع.
فيديو قد يعجبك: