مؤتمر لاتحاد الخليج العربي بجامعة عين شمس تضامنًا مع "شهداء الروضة"
كتب- حاتم أبوالنور:
أقام اتحاد الخليج العربي مؤتمرًا صحفيًا بعنوان "مصر فى مواجهة الإرهاب" بدار الضيافة بجامعة عين شمس، وذلك تضامنا مع شهداء مسجد الروضة بمدينة العريش بشمال سيناء، ودعمًا للوطن في حربه ضد الإرهاب.. شارك في المؤتمر المستشار عمرو عبد الرازق، رئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق، والدكتور عماد السعيد وكيل أول وزارة الثقافة، واللواء طلعت موسى الخبير الاستراتيجى بأكاديمية ناصر العسكرية، بحضور لفيف من السياسيين ورجال الدين والإعلام.
بدأ المؤتمر بوقوف المشاركين دقيقة حداداً على شهداء الوطن من ضحايا الإرهاب، حيث أكد المستشار عمرو عبد الرازق الرئيس الشرفى للمؤتمر ورئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق أن مصر تمر بمرحلة عصيبة وخطيرة للغاية تتطلب تضافر الجهود للخروج منها، واخطر ما تواجهه مصر حاليا هي تلك المؤامرة التي لازالت تنسج خيوطها بدعم من عملاء الداخل والخارج، بهدف تفكيك وتدمير هذا البلد من الضربات الإرهابية الخسيسة التى باتت تنال ليس فقط من رجال الجيش والشرطة وإنما من المواطنين الأبرياء العُزَّل، لا لشىء سوى لزعزعة أم واستقرار مصر وتشويه صورتها الأمنية فى المحافل الدولية، وقبل ذلك كله لمحاولة عرقلة جهود التنمية والإصلاح التى تشهدها مصر بشكل مكثف على مدار السنوات الأربعة الأخيرة.
وشدد عمرو عبد الرازق على أن هذا التصعيد من جانب الجماعات الإرهابية يجب أن تواجهه خطوات حاسمة من جانب الدولة، كما يجب اتخاذ الإجراءات الإستباقية والاحترازية ضد مخططات العصابات الإرهابية التى لا وازع لها ولا دين.
كما طالب عبد الرازق الشعب المصرى بضرورة الوقوف خلف قيادته السياسية والأمنية، وتفويت الفرصة على الجماعات الإرهابية لتحقيق مآربها.. فالمؤامرة التى تقودها أجهزة مخابرات عالمية بالتنسيق مع أطراف إقليمية وأخرى داخل مصر مازالت قائمة، وستشتد ضراوة كلما اقتربت مصر من تحقيق أهدافها التنموية والدبلوماسية التى وضعتها.
من جانبه، أكد الدكتور عماد سعيد وكيل وزارة الثقافة علي دور الثقافة فى مواجهة الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن ضحايا الإرهاب الذين يتساقطون يومياً، سواء من الجيش أو الشرطة أو المدنيين لن تروح دماؤهم هدراً، فالحرب مازالت طويلة وربما تكلفنا الكثير من التضحيات، لنفشل ما كان مخططا لنا.
بينما أكد اللواء طلعت موسى، أستاذ العلوم الإستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية أن العمليات الإرهابية شهدت تطورات نوعية منذ عام 2011 وحتى اليوم، بداية من العمليات الإرهابية على أقسام الشرطة ومديريات الأمن، مروراً باستهداف خطوط الغاز، واستهداف الأكمنة، وإعداد قوائم اغتيالات لرجال الشرطة والقضاء والجيش، واستهداف الكنائس حتى وصلت إلى استهداف المساجد في الفترة الحالية..لافتاً إلى أن هذه العصابات الإرهابية تحاول تطوير نفسها من خلال تغيير نظام العمل والاستهدافات التي تنشدها، إلا أنها فى كل مرحلة من مراحل تلك العمليات تفشل وتفاجأ بطريق مسدود.. وأضاف موسى أن قتل الأبرياء والمصلين فى المساجد والكنائس يؤكد أن تلك الجماعات لا علاقة لها بأى دين أو ملة، وإنما هم بمثابة مجموعة من المرتزقة ،يؤدون أعمالاً إجرامية مقابل المال فقط.
وقد خرج المشاركون بمؤتمر "مصر فى مواجهة الإرهاب" من رجال السياسة والقانون والثقافة والعسكرية والاقتصاد وممثلى مختلف طوائف المجتمع بعدد من التوصيات المهمة تلخصت فى: تبنى المبادئ والمبادرة التى أطلقها المستشار عمرو عبد الرازق بدعوة جميع سفارات دول العالم الممثلة فى جمهورية مصر العربية بوقفة جماعية على أرض مصر بمشاركة سفرائها، وذلك لإعلان رفضها التام لهذا الإرهاب الغاشم فكرياً وإجرامياً، ولتبعث بذلك رسالة رفض مباشر للعالم ضد كل من يمارس هذا الإرهاب.. وكذلك ضرورة تجديد الخطاب الإعلامى، حتى يساعد على تحقيق استقرار الفكر ودعم قرارات الدولة ورفعة شأن الوطن.
كما تضمنت التوصيات ضرورة نشر ثقافة الأمل والسلام من خلال كافة وسائل الإعلام المحلى والدولى مقروءاً ومسموعاً ومرئياً، بما يدعو لعدم تشويه وعدم الإساءة للشعب وقيادة الوطن، مع توجيه رسالة للشعب المصرى بعدم التشاؤم، نظراً لأن مصر مرت بالعديد من الأزمات، استطاعت أن تخرج فيها من عنق الزجاجة بفضل وقوف الشعب مع قياداته وجيشه ووطنه.. هذا، فضلاً عن ضرورة إعادة النظر فى منظومة التشريعات والقوانين بما يساعد على سرعة محاكمة مرتكبى الإرهاب وكل من يساعدهم ومن يفكر فى تفكيك الوحدة المصرية والعربية.
واُختُتِمَت التوصيات بتوجيه رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية، مفادها : نحن شعب مصر من عمال وفلاحين ومثقفين وقضاة وقوات مسلحة وشرطة وطلبة ومهندسين وكافة الفئات، نرفع لفخامتكم تفويض مباشر بالقضاء على هذا العدو الغاشم المتمثل فى الإرهاب الذى ليس له دين ولا وطن، بالشكل الحاسم واللازم، وبالأسلحة العسكرية والأمنية والدبلوماسية التى ترونها وقواتنا الأمنية، والتى تقتضيها مثل هذه الظروف العصيبة والدقيقة من عمر الوطن والمواطنين.
هذا، وقد قام إتحاد الخليج العربى فى نهاية المؤتمر بتكريم عدد من الرموز والمتخصصين فى مجال خدمة المجتمع ومحاربة الإرهاب، من بينهم المستشار عمرو عبد الرازق، والذى تمت خلال المؤتمر مراسم منحه الدكتوراه الشرفي.
وكانت أهم توصيات المؤتمر:
- رجال السياسة والثقافة والقانون والعسكرية يرفعون توصياتهم للقيادة السياسية من أجل سرعة القضاء على الإرهاب
- دعوة جميع سفارات دول العالم الممثلة فى مصر لإقامة وقفة جماعية بمشاركة سفرائها.. لإعلان الرفض الدولى التام لهذا الإرهاب الغاشم فى شتى بقاع العالم
- توجيه رسالة تفويض مباشر من ممثلى الشعب لرئيس الجمهورية والأجهزة الأمنيةبالقضاء على الإرهاب بالشكل الحاسم.. وبالأسلحة العسكرية والأمنية والدبلوماسية اللازمة والرادعة من أجل سرعة تحقيق أمن واستقرار الوطن
- ضرورة إعادة النظر فى منظومة التشريعات والقوانين.. بما يساعد على سرعة ردع ومحاكمة الإرهابيين
- المطالبة بتجديد الخطاب الإعلامى.. حتى يساعد على تحقيق استقرار الفكر ودعم قرارات الدولة ورفعة شأن الوطن
فيديو قد يعجبك: