لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار| الممرضة فاتن تكشف كيف انتحرت السائحة البولندية من مسرح الحادث

04:06 م الأربعاء 17 مايو 2017

كتبت – مها صلاح الدين:

بعد أكثر من نصف ساعة حضرت فاتن، على الرغم من أنها تمكث داخل مستشفى "بورت غالب"، بعد رفضها للحديث مع الصحافة مرة أخرى، بسبب مشكلات نشبت داخل عائلتها بسبب انتشار صورها بعد الحادث.

فتاة في أواخر العشرينات، ممتلئة قليلا، وصاحبة بشة بيضاء، ترتدي زي التمريض الأزرق الفاتح الخاص بالمستشفى، وغطاء رأس أبيض.

وافقت الممرضة على اصطحابنا لاقتفاء أثر ماجدلينا داخل المشفى، وتمثيل ما حدث، على ألا نظهر وجهها، وبداخل أحد الممرات في الطابق الأول، روت الممرضة أنهم كانوا يحاولون هنا نقل ماجدلينا من قسم الطوارئ، للقسم الداخلي بالمستشفى، إلا أنها تمادت في المقاومة، وأمام أحد النافذات الزجاجية التي كانت في الممر، وقفت وحاولت رفع الستارة، رغبة منها في القفز من النافذة، ما جعل أفراد التمريض يحاولون منعها.

لم يقووا عليها من فرط مقاومتها في البداية، إلا أنهم تمكنوا من ذلك بصعوبة أخيرا، مع تماديها في الصراخ وتكسير كل ما يأتي أمامها، ومحاولاتها المستميتة في القفز من النافذة، ولف أحبال الستائر حول عنقها أكثر من مرة، أمام غرفة الطوارئ، وفي الطابق العلوي.

كانوا في البداية يعتزمون إيدعها في غرفة 304، إلا أنهم تراجعوا حينما وضعوا في الاعتبار احتواء تلك الغرفة على تراس كبير، يمكنها أن تقفز منه خارج أبواب المستشفى، فتم نقلها إلى غرفة 307 بعد أن علقوا لها المحاليل في تلك الغرفة.

في الطوارئ قامت "فاتن" بحقنها بأمبول نصح به طبيبها النفسي في بولندا للسيطرة على حالتها، إلا أن كل تلك العقاقير، لم تهدء من عصبيتها المفرطة، بسبب إدمانها للخمور والمخدرات، وفقا للمرضة.

كانت فاتن تحكي ببساطة ودون تأثر، وكأنها اعتادت ترديد الحكاية، فرافقتنا نحو الغرفة 307، التي وقع بها الحادث، تحتوي الغرفة على سريران معدنيان بيضاوان، أحدهما أمام الباب مباشرة، والثاني، الخاص بماجدلينا كان بالداخل يجاور النافذة، التي كانت مغلقة أثناء تواجدها في الغرفة.

كانوا يحاولوا إحكام تواجدها فوق سريرها عبر فرش شراشف رقيقة وردية اللون، من أعلى كتفها، ومن أسفل قدميها، إلا أن فاتن بررت تمكن "ماجدلينا" من فك الأربطة بقوتها المفرطة، التي مكنتها من مقاومة 6 أفراد من أجل تحقيق مبتغاها في القفز من النافذة.

في الطابق الخاص بالطوارئ حاولت ماجدلينا وفقا لرواية فاتن، الانتحار 3 مرات، وفي هذه الغرفة فقط استطاعت فاتن منع الفتاة البولندية من القفز من النافذة مرتان، إلا أنها نجحت في الثالثة.

لم تترك فاتن ماجدلينا وقت وقوع الحادث، لتذهب إلى دورة المياة كما ادعى البعض، بل كانت ترافقها في الغرفة، إلا أنها في ظرف لحظات استطاعت فك نفسها، لتقف على التخت، وتلوح بحامل المحاليل في وجه الممرضة، تهديدا منها بضربها، في الوقت الذي قام زميلها الممرض "أحمد" بالخروج من الغرفة، وغلق الباب عليهما خوفا من أن تخرج من الغرفة.

تراجعت فاتن إلى الخلف خوفا من أن تؤذيها، خاصة أنها قامت بضرب زميلها "أحمد"، عبر رطم رأسه بيدها في أمبوبة أوكسوجين، ما سبب له كسور في الوجه والرأس، حينما كان يحاول إنقاذها.

تركت ماجلينا الحامل حينما ابتعدت الممرضة، ووضعت قدمها اليسرى على "كومود" خشبي صغير بجوار تختها، كان يعلوه هاتف وزجاجات أدوية، قامت بتكسرهم جميعا، وهي تحاول مد يديها لإزاحة الستار، وفتح الشباك.

قفزت فاتن في حينها، لتقترب عليها مرة أخرى، وحاولت سحب قدمها إلى الداخل، إلى أن ماجدلينا سبقتها، بقدم أخرى خارج النافذة، لتدفعها بالقدم الأخرى في صدرها، مما طرحها أرضا على ظهرها، وجرح قدم ماجدلينا، فترك دمها آثار صفراء على الحائط حتى الآن.

حاولت فاتن جذب المريضة مرة أخرى إلى الداخل، فطرحتها أرضا للمرة الثانية، وجرحت جدسها، وقامت بقطع جزء من أعلى أكمام ملابس التمريض الزرقاء الخاصة بها، ما شل فاتن بعدها عن الحركة لثواني، جعلت خلالها ماجدلينا تستطيع إزاحة جزء صغير من الستار إلى خارج النافذة، وتقفز طائرة بصدرها ليرتطم بالأرض.

في هذه اللحظة كانت فاتن تقبع بمفردها داخل الغرفة، وكان زميلها أحمد قد هبط إلى الطابق الأرضي يبحث عن مساعدة، إلا أنه قبل أن يعود سمع بصراخها، ففوجئوا حينما دخلوا عليها لوجودها منفردة في الغرفة، فهرولوا جميعا إلى الطابق الأرضي.، على بعد 7 أمتار من الغرفة.

في ممر ضيق خارج مبنى المشفى، يمتلئ بالخردة المعدنية على جانبيه، وجدت ماجدلينا، وقد سقطت على وجهها، ولا يوجد حولها أي آثار لدماء، سوى جرح بسيط فوق حاجبها الأيسر، وخدوش تحت عيونها، فسارع العمال في حملها عبر المصعد الكهربائي نحو غرفة الأشعة، ليجدوا كسور بسيطة في ضلوع ظهرها، والفقرات الجزعية، وفقا لقول فاتن، وكسر آخر تحت عينها اليمنى، إلا أن المشكلة الأكبر كانت في نزيف داخلي حول الرئة.

تمكنوا من شفط دماء النزيف، إلا أن كمية الدماء الكبيرة، جعلت الجراحة الصدرية أمر حتمي، وهو ما كان غير متوفر داخل المستشفى، ما جعلهم يتحركون إلى نحو مشفى آخر بالغردقة في الخامسة صباحا، ووصلوا بعد ثلاث ساعات، لتوضع تحت جهاز الأشعة مرة أخرى لرصد حالة الصدر، الذي تبين خلاله تهتك رئتيها، ووقف النزيف.

في الخامسة مساء من يوم 1 مايو 2017، اتصل الدكتور محمد سامي، مسؤول مستشفى الغردقة، ليطمئن الدكتور شوقي على الحالة، إلا أن في السابعة مساءا من اليوم نفسه، حينما كانت الممرضة والدكتور شوقي خاضعون للتحقيقات في نيابة القصير، قام المرشد السياحي محمود فوزي بإخبارهم بوفاة الحالة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان