"نقد أم إساءة للشعراوي؟".. "تجريم إهانة الرموز" يثير خلافًا بين ناعوت ووكيل "دينية النواب"
كتب- محمد جمعة:
ناقشت الإعلامية لميس الحديدي، مشروع قانون تجريم الإهانة والإساءة إلى الرموز والشخصيات التاريخية، مع النائب شكري الجندي وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والكاتبة فاطمة ناعوت، عبر برنامج "القاهرة الآن" المُذاع على فضائية "الحدث".
بدأ شكري حديثه بتوضيح سبب ظهور هذا القانون من جديد، مشيرًا إلى أنه من القوانين المهمة المقدمة من الدكتور عمر حمروش وكيل سر اللجنة، وقدَّمه منذ فترة؛ لكن مناقشته تجددت بظهور حملة ضد الشيخ الشعراوي "الذي يكن له العالم الإسلامي كل احترام".
في المقابل، طالبت ناعوت في البداية بضرورة تعريف "الرمز" ومفهوم "الإهانة"؛ كي تُحدد الأشخاص الذين يضعهم القانون تحت حمياته، متسائلة: هل عندما أصف شخصًا ما بأن آراءه متطرفة، فهذا يمثل إهانة؟
وأجاب شكري بأن المقصود بالرمز هو مَن له أثر في التاريخ والأحداث ووجدان المصريين، أما الإهانة فسيكون تقديرها للقاضي، لكن التقييم والنقد شيء آخر وليس إساءة.
وأضاف بأنه عندما يصف أحد الشيخ الشعراوي بالتطرف "فمن وجة نظري هذه إساءة"؛ لأنه خير مَن دعا إلى الله في هذه الحقبة التاريخية، وليس الأمر مقتصرًا على الشيخ الشعراوي، فلا يمكن على سبيل المثال أن يكون وصف الدكتور أحمد زويل بـ"الجاهل" بمثابة نقد، لكنه إساءة.
وردت ناعوت: "في تقديري أن الشيخ الشعراوي هو خير مَن فسَّر القرآن وأوصل معانيه إلى البسطاء بشكل استثنائي جدًّا؛ لتمكنه من هذه القدرة بلغة عربية سلمية بلا لحن أو خطأ، حتى إن المسيحيين يحبون الشعراوي".
وتابعت الكاتبة: "لكن عندما أصف الشعراوي بأن له آراءً متطرفة عندما أقول حقائق بأنه كان المصري الوحيد الذي سجد لله شكرًا في هزيمة 1967، وأنه حرَّم نقل الأعضاء وغسيل الكُلى ونقل الدم وكثيرًا من الأشياء الطبية، وعندما احتاج إليها أباحها، وعندما أفتى بأن لا تحب المسيح، هترفع عليَّ قضية؟".
وأضافت ناعوت بأن كلمة "متطرف" ليست إساءة، فالإساءة هي الخوض في الشرف والوطنية، وهو ما نص عليه الدستور عندما منع التحريض على العنف والطائفية والخوض في الشرف، مستطردةً: "أنا متطرفة؛ لأن إيماني بالعدل متطرف، فاتركوا أفكار الشيخ الشعراوي تدافع عن نفسها؛ لأن الدين لا يحتاج إلى مَن يدافع عنه".
ودافع شكري عن الشيخ الشعراوي بأنه بشر يصيب ويخطئ، والانتقاد لابد أن يكون لآرائه لا لشخصه ووصفه بالمتطرف على الإطلاق وفي المجموع، موضحًا أن الانتقاد يكون لتفسير أو رأي معين للشعراوي، ويطلب هيئة العلماء بالرد عليه.
وانتهى الجندي إلى أن العقوبة التي يتضمنها مشروع القانون لم ينتهِ النقاش بشأنها، وعندما يأتي اللجنة وارد أن القانون يُجمد ووارد أن يُناقش.
لترد ناعوت بأن "المبدأ نفسه مرفوض، ويجعل من البشر آلهة، ومناقشة البرلمان له هزل مع كامل الاحترام لأعضائه"، متابعةً: "اتركوا الأفكار تدافع عن نفسها".
فيديو قد يعجبك: