لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصطفي الفقي: مغازلة تركيا لمصر من أجل إدارة بايدن لأنها لن تدلل أردوغان -فيديو

01:23 ص الأربعاء 17 مارس 2021

كتب- محمد خميس:

قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية، إن تغير لهجة الأتراك مع مصر يرجع لعدة أسباب أولها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه إدارة أمريكية جديدة لن تدلله مثلما كان يفعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فالأمر مختلف والدول الأوروبية استيقظت ضد تركيا في سياستها في شرق البحر المتوسط وما جرى في ليبيا.

وأضاف "الفقي" في حواره لبرنامج "يحدث في مصر" على فضائية "إم بي سي مصر" اليوم الثلاثاء، أن أردوغان خسر المعركة في ليبيا سياسيًا على الأقل وليس على مستوى المواجهة العسكرية، موضحًا أن أردوغان لم يحقق الأهداف التي كان يسعى لتحقيقها سياسيًا، كما أن تركيا التي كانت تصوت للغرب ولأوروبا بأنها حاجز الصد ضد المهاجرين أصبحت الآن إحدى الدول المتهمة برعاية الإرهاب والقيام بعمليات لوجيستية لتسهيل حركة تنظيم داعش، وانتقال قوات منه في شمال غرب سوريا إلى ساحل البحر الأبيض إلى آخره، وكل ذلك يتم رصده.

وتابع، أن المصالحة القطرية الخليجية جعلت حدة العداء لا تسمح بقوة التحالف بين تركيا وقطر ودول أخرى في نفس المنطقة، فهي كلها عوامل أدت لشعور تركيا بضرورة التغيير، بجانب عامل آخر وهو العامل الاقتصادي، حيث أن مصر كانت شريكًا اقتصاديًا كبيرًا للدولة التركية وكانت سوقًا مفتوحة للمصنوعات والبضائع التركية و سوقًا سياحيًا لهم، حيث كان يتم وضع مصر وتركيا كمجموعة ضمن دول ثالثة في المنطقة.

وأردف، المفكر السياسي ورئيس مكتبة الإسكندرية، أن أردوغان وقع تحت ضغط الأحزاب المعارضة التي كانت تتسأل حول سبب موقفه ضد مصر، وما هي الفوائد من هذا الموقف، هل لحماية ضع مئات من الإخوان المسلمين اللاجئين في تركيا والذي يؤدي لخسران دولة بها ما يقارب الـ 105 مليون مواطن بحجم وقوة مصر وهم يعرفون قوة مصر العسكرية التي لا تقل كثيرًا عن تركيا.

وأوضح: "نحن أمام وضع مختلف تمامًا وخاصة أن تركيا دولة في المحيط الأطلنطي وهي شبه أوروبية ولها وجود شرق أوسطي تاريخي ولذلك فأن خسارة دولة كبرى مثل مصر هو أمر غير مستحب على الإطلاق لاستقرار النظام في أنقرة، وجزء منها للتمتع بالقوة والاستقرار التي كان عليها النظام التركي من قبل، كما أنها من الممكن أن تكون مرحلة مرحلية للخلاص من بعض المشكلات الداخلية أو بعض الأزمات الإقليمية التي تمهد لشيء ما.

وأكد "الفقي": "نحن حريصون وغير مندفعين ونأخر الأمر بكل تأني"، موضحًا: "عمليات المصالحات من ناحية الخصائص العربية يكون بها شعارات وكلمات ولكني مع الأتراك بأن الأمر يختلف من تقنين العلاقة ووضع إطار لها، كما أنه يجب ألا يتم إيواء عناصر معادية لمصر، وهو ما سيتم الرد عليه من الجانب التركي بأنه لا يتم إيواء عناصر ولكنهم يمثلوا عناصر معارضه شأنها التواجد في أي مكان بالعالم، ويكون الرد عليهم بأنه يتم رصد عناصر معينة تقوم ببث دعايات في بعض المحطات المشبوهة ضد مصر ووضعها الاقتصادي، حيث أن الجانب التركي راعي مرور 7 سنوات على دولة مستقرة راسخة والهجمات الإرهابية بدأت تتراجع إلى حد كبير"، متسائلًا: "إلا يعني ذلك إعادة النظر في السياسة التركية بالنسبة لمصر؟!".

وأشار، إلى أن الرئيس التركي أردوغان لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعله لأنه تاريخيًا انتقل من مرحلة إلى أخرى وكان في يوم من الأيام مع زعيم التيار الإسلامي هناك ثم انقلب عليه وخرج مع مجموعة من الشباب بعدما كان محافظ إسطنبول وأدى دوره الذي نراه، مؤكدًا أن الكثير من رجال الأعمال ورجال الصناعة الأتراك وأسواق أنقرة تعاني من توقف المصريين كجزء منها بسبب جائحة كورونا، ولكن من قبل ذلك فأن المصريين توقفوا إلى حد كبير جدًا عن الشراء، قائلًا: "المصري لديه حس وطني كبير جدًا وعندما يرى دولة تعادي سياسة بلاده يتوقف عن دعمها ولو اقتصاديًا وقد لا يقدم على الشراء منها نهائيًا".

وأكمل: "أن الجانب المصري غير مندفع وليس عدوًا لأحد ويجب احترام الشأن الداخلي لمصر مثلما تحترم الشأن الداخلي لتركيا ولا تتدخل فيه، وإذا أعلن الجانب التركي التزامها بهذا الأمر أمام العالم كان به، ولكن في حالة المرواغة وفتح سوق مصرية لعام أو اثنين وهم ماضون في طريقهم يشجعون الكيانات المعادية للنظام السياسي في مصر فأنه لا داعي من عودة العلاقات مع تركيا"، متابعًا: قائلًا:"معنديش مانع من عودة العلاقات مع تركيا إذا كانت إضافة لسياسات البلدين وإذا كان فيها ما لا يمس سياسة الدولتين أو تدخل الجانب التركي في الشأن المصري".

وأكد، أن الجانب التركي منذ 7 أو 8 سنوات لم يتحقق له شيء وكل يوم يزداد النظام في مصر رسوخًا وقوة على الأرض والوضع الدولي يزداد نجاحًا وتألقًا ولم يحدث أبدًا بسبب الخلاف مع تركيا أن الدنيا أظلمت أو العالم تغير وانهارت مصر لم يحدث ولن يحدث أبدًا".

وأضاف المفكر السياسي ورئيس مكتبة الإسكندرية: "أنه عندما يتراجع خصم لي عرف بعدائه لي كدولة ومواقفه المناهضة الإقليمية والدولية وعندما يتوقف النظام عن ذلك ويبدأ في مغازلة الدولة المصرية معنى ذلك أنه اكتشف خطأ سياساته وأنه يسعى لتوجه جديد علينا أن نستثمره على الأقل وأخذ ما هو متاح وأن نلزمه به، ولذلك فأنه لابد من أن يكون هناك إطار قانوني واضح في العلاقات بين البلدين يقنن ما يصلني إليه، لأن المراوغة في السياسة الدولية سمة عامة تمامًا فلا أحد يلتزم بشيء على الإطلاق".

وأوضح: "لا يمكن أن نضمن الجانب التركي ومن الممكن في لحظات أن نرى مستشار الرئيس التركي وهو يعلن أن مصر هي التي تريد العلاقات الطيبة والجانب التركي ليس في حاجه إليها، وأن تركيا دولة محورية هامة تعيد أمجاد التاريخ"، مؤكدًا: "الأتراك لهم درس تاريخي مع المصريين، فالدولة الوحيدة التي كانت ند لتركيا في القرن الـ 18 وال19 ومطلع القرن العشرين هي مصر، الناس بس هي اللي ناسية أن مصر تستطيع بالتأكيد اتخاذ مواقف معينة وأن تعلن سياسات محددة، فهي علاقة بها ندية أكثر من صداقة وتنسيق على مدى التاريخ وهم يعترفون بذلك عندما يقولون العرب أو مصر كما لو كان مصر لها وضع خاص، وهو نفس الموقف بالنسبة لإيران الذين ينظرون لمصر بأنها دولة ذات خصوصية وتقدير بينما مصر جزء لا يتجزأ من العالم العربي وتؤمن بذلك وتسعد به وتفتخر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان