بعد مقتل نيرة أشرف.. أساتذة طب نفسي: "القاتل تعامل بغريزة"

كتب- محمد أبوالمجد:

خصص الإعلامي شريف، عامر، فقرة في برنامجه "يحدث في مصر" لمناقشة العنف ضد المرأة والأبعاد النفسية والسلوكية لمن يبررون ارتكاب تلك الجرائم.

وقالت الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن هناك أمراض اجتماعية تسربت إلينا ببطئ ونتفاجئ بنتائجها، مشيرة إلى أن مصر ما قبل التاريخ عاشت حالة من الصراعات ما بين سكان نهر النيل، إلى أن نضجوا اجتماعيًا وفكريًا وثقافيًا وسياسيًا، وأمنوا ألا يعود الصراع في الحياة الاجتماعية لأن ثمنه غالي جدًا، وأصبح لديهم قانون ماعت وهو أول عقد اجتماعي في الكون.

وأضافت "زكريا" في حوارها لبرنامج "يحدث في مصر" على فضائية "إم بي سي مصر" اليوم الأربعاء، أن عفة المرأة لا ترتبط بالملابس والمظهر الخارجي، قائلة: "رفاعة الطهطاوي اكتشف اللغبطة الفكرية أننا ربطنا العفة بالمال فقط وكان يقصد النساء، وعندما ذهب لباريس قال إن النساء لديهم عفة وليس للأمر علاقة بالمظهر الخارجي".

وتابعت: "لم نعد متفقين على الحلال والحرام وعلى الصح ولا الغلط، والبيوت مقفولة على بلاوي متلتلة، وآن الأوان أن يدخل المجتمع المصري غرفة العمليات لإعادة بناء الأخلاق والسلوكيات"، موضحة أن الشيخ كشك هاجم الفن الرفيع ما تسبب في ظهور وزيادة الفكر المتطرف.

وأوضح الدكتور هشام بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن أحد العلماء النفسيين تحدث عن ان الإنسان الغاضب لابد أن ينتج عنف، إما يكون تجاه نفسه بالإدمان أو تجريح أنفسهم أو الاعتداء على الآخرين وهو يكون نوع من أنواع تفريغ الغضب، ويكون إنسان عاقل وليس مريضًا ولكن تركيبته لا تمكنه من التعامل مع الغضب الداخلي لديه بطريقة إيجابية.

وتابع، أن هناك نوع آخر من الأشخاص يحتمل أن يكون لديه اكتئاب أو فصام عقلي أو اضطرابات نفسية، وهو غياب القدرة على التفكير والغريزة، قائلًا: "المتهم بقتل نيرة أشرف غابت عنه القدرة على التفكير وتعامل بغريزته فقط، بمبدأ مش عارف أطول حاجة عايز أحرقها"، وبالتالي فأن وعيه يكون غير موجود، موضحًا أن مقتل نيرة أشرف ناقوس خطر ويجب على المجتمع التنبه جيدًا لعدم تكرار مثل هذه الوقائع.

وأردف: "البعد عن مدرستنا وعن أسرتنا وقينا نقلد دون فهم"، موضحًا: "لاحظت من خلال عملي سهولة إقناع الأباء بعدم إجراء ختان للإناث على عكس الأمهات".

وفي نفس السياق قالت الدكتورة رشا الجندي أستاذ الصحة النفسية أن 99% من مرتكبي الجرائم التي حدثت في الفترة الأخيرة يتعاطون المخدرات، وأبرزها المخدرات رخيصة الثمن والتي تعتبر سبب رئيسي في ارتكاب بعض الجرائم التي توجد في المجتمع حاليًا.

وأشارت إلى أن بعض الرسائل التي يتم إرسالها عبر السوشيال ميديا تثير الذعر داخل المجتمع، مضيفة: "من يبررون ارتكاب العنف ضد المرأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يعبرون عن الواقع الحقيقي للمجتمع المصري، والوصف الأدق لمن يبررون جرائم العنف هي حالات لأشخاص متشددين يملكون أفكارًا خارج سياق المجتمع، ومن يتعاطفون مع الجناة على مواقع التواصل الاجتماعي في تلك الجرائم أشخاص غير حقيقين وأشبه باللجان الإلكترونية".

وأكدت: "وسائل التواصل الاجتماعي لا تحقق التواصل وتساهم في زيادة العنف في الكثير من الأحيان، والسينما والدراما وسائل ضرورية للتوعية ومواجهة تلك المشكلات والحد منها نهائيًا