لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

زيارة غامضة ودعوة عشاء لاسامة بن لادن

08:57 م الأربعاء 02 مايو 2012

إحدى ليالي صيف 2010، وعلى مشارف منطقة وزيرستان شمال غربي باكستان، يتحرق ستة من رجال عائلة من القبائل محلية شوقا في انتظار وصول ضيف لم يكونوا يعرفون هويته!

 تلقوا نبأ الزيارة من "شخصية مهمة" قبل أسبوع، وتم تحديد الموعد الدقيق للقاء قبله ببضع ساعات فقط، ولم تكشف لهم تلك الشخصية عن هوية الزائر.

وقبيل دقات الحادية عشرة ليلا، إذا بأصوات عدد من محركات السيارات يقترب من المنطقة مقلقا نومها العميق.

يروي أحد كبار العائلة وافق على التحدث بشأن القصة "دخلت اثنتا عشرة سيارة من نوع جيب ذات الدفع الرباعي المجمع السكني. وبدا أن السيارات تلاقت هنا قادمة من أماكن متباينة".

واقتربت واحدة من السيارات إلى الشرفة، ونزل رجل طويل القامة نحيل البنية من المقعد الخلفي يرتدي جلبابا وعمامة بيضاء.

لم يصدق الرجال أعينهم. فقد كان الواقف أمامهم أسامة بن لادن. أخطر المطلوبين على مستوى العالم.

يقول عضو العائلة "ألجمتنا المفاجأة فقد كان آخر شخص توقعنا أن يدخل دارنا".

وقف إلى جوار السيارة لفترة قصيرة وأخذ يصافح من كان في استقباله. يقول محدثنا "قبلت يده، ثم وضعتها على جبهتي تعبيرا عن الاحترام".

وتوجه بن لادن واضعا يده بلطف على كتف واحد من مساعديه إلى الغرفة التي أعدت لاستقباله ضيفا. لم يتبعه الرجال إلى الغرفة. رافقه فقط اثنان من رجاله.

أرز ودجاج بالكاريوقعت تلك الأحداث قبل عام بالضبط من مقتل بن لادن في عملية سرية نفذها فريق تابع للبحرية الأمريكية في مدينة أبوت أباد الباكستانية الواقعة على بعد ثلاثمائة كيلو متر إلى الشمال الشرقي من هذا المجمع السكني النائي الذي تقطنه عائلات قبلية.

ووحت فاجعة وفاته بأحد الذين ضيفوه تلك الليلة إلى البوح لصديقه المقرب بنبأ الزيارة، وهو ما جعل الخبر يتسرب إلى بي بي سي.

وبعد محاولات للإقناع، تمكنت بي بي سي من الحديث إلى اثنين من الرجال الذين كانوا في استقبال بن لادن تلك الليلة، وطالب كلاهما بحجب هويتيهما ومكان إقامتهما.

وخلال الساعات الثلاث التي استغرقتها الزيارة أدى ابن لادن الصلاة واستراح، وتناول لحم الظأن والدجاج بالكاري والأرز ضمن العشاء الذي أعد له.

ولم يسمح لأي من مضيفيه مغادرة مسكنهم أو السماح لأحد بولوج الدار فقد تمركز مسلحون لدى البوابة وانتشر آخرون لحراسة السور وسطح البيت.

مقابلة الوداعوعكر قليلا من صفو العشاء بعض الإزعاج عند البوابة حينما أصر أحد المضيفين على السماح لوالده البالغ من العمر خمسة وثمانين عاما بمقابلة بن لادن. توسل إليهم قائلا "اعتبروا هذه رغبته الأخيرة قبل أن يموت" وتم توصيل مطلبه لابن لادن الذي وافق على مقابلة الشيخ.

ورافق أربعة مسلحين الابن ليحضر أباه الطاعن في السن. ولم يعرف الشيخ بوجود بن لادن إلا حينما وصل إلى مكان استضافته.

وقالا إن الشيخ أمضى عشر دقائق مع بن لادن وأغدق عليه مديحا ودعوات، كما قدم له النصائح التي يعرفها بحكم سنه وتجربته بشأن الحروب القبلية، وكلها بلغة البشتون التقليدية التي بدا واضحا أن بن لادن لا يستوعبها.

وكان هذا الموقف مثار ابتسامات بدت على وجوه مضيفي بن لادن وحراسه، حسبما أفادا.

وغادر بن لادن ورجاله بذات الطريقة التي قدموا بها، أديرت محركات سيارات الدفع الرباعي واتخذت وجهات مختلفة في لحظات لم تسمح لأصحاب البيت بمعرفة لأي وجهة تحركت سيارة بن لادن.

الشخصية المهمةوبالرغم من استجابة محدثينا لكافة التساؤلات بشأن هذه الزيارة إلا أنهما لم يرغبا في التطرق إلى هوية تلك الشخصية المهمة التي طلبت منهم الاستعداد لاستقبال بن لادن دون أن يذكر هويته. ولم يرغب الراويان أيضا في ذكر شيء حول شخصيات مرافقيه.

وفي أعقاب مقتل بن لادن العام الماضي، دأب المسؤولون الأمريكيون والباكستانيون على التشديد على أن بن لادن كان في عزلة تامة طيلة السنوات الخمس التي سبقت العملية، حتى أنه لم يغادر، طبقا للرواية الرسمية، أبوت أباد مرة واحدة.

ولكن يبدو أن هذا لم يكن مطابقا للواقع. كما أن هناك الكثير من الأسئلة ما تزال بلا إجابة.

فالمنطقة التي استضيف بها عام 2010 في قلب إقليم قبلي ناء كان مسرحا للعديد من العمليات العسكرية لقمع المتشددين.

وكانت القوات المتمركزة هنالك على درجة عالية من التأهب كما أنشأت العشرات من نقاط التفتيش لمراقبة المسافرين جيئة وذهابا على المحاور الرئيسية والفرعية.

فكيف عبر ابن لادن كل هذه النقاط العسكرية دون أن يكتشف أخد هويته؟

وطالما نفى الباكستانيون معرفتهم مكان ابن لادن وأنكروا أيضا تقديم أي دعم له.

ومن بين التساؤلات التي تبحث عن إجابة أيضا تلك التي تدور حول هوية الشخص الذي يرسم خط سيره.

والسؤال الأكثر إثارة هو: ما غرض هذه الزيارة؟ وكم عدد الزيارات الشبيهة التي فاجأ خلالها ابن لادن مضيفيه في منتصف الليل؟
 

اقرا ايضا :

أسرة بن لادن تغادر باكستان إلى السعودية

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان