نظرة على تاريخ ''نزاع الجزر'' بين اليابان والصين
لندن – (بي بي سي):
طالما اتسمت العلاقات بين الصين واليابان بالتوتر على خلفية نزاع يعود إلى قرون سابقة على مجموعة من الجزر المعروفة باسم ''جزر سينكاكو'' في اليابان و''جزر ديايو'' في الصين.
بي بي سي تلقي نظرة على أسباب النزاع وخلفيته التاريخية.
ماهو سبب الخلاف؟
تقع الثمانية جزر غير المأهولة ومجموعة الصخور محل النزاع في بحر الصين الشرقي. وتشغل مساحة تبلغ نحو 7 كيلو مربع وتقع شمال شرق تايوان وإلى شرقي الأراضي الصينية وجنوبي غرب مقاطعة أوكيناوا اليابانية الجنوبية المنعزلة.وتكتسب هذه الجزر، التي تقع تحت السيطرة اليابانية، أهميتها من قربها من ممرات استراتيجية للتجارة بالإضافة إلى كونها موقعا هاما للصيد ومكانا خصبا برواسب النفط.
ماذا تدعي اليابان بشأن الجزر؟
تقول اليابان إنها قامت بدراسة الجزر على مدى 10 سنوات وحسمت أمرها بأنها كانت دوما غير مأهولة بالسكان. وعلى هذا الاساس قامت في 14 من يناير 1895 بوضع علامات تدل على سيادتها على هذه الجزر وضمها للأراضي اليابانية. فانضمت جزر سينكاكو إلى جزر نانسي سوتو حتى أصبح اسمها الحالي ''مقاطعة أوكيناوا''.وفي أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، تنازلت اليابان عن مجموعة من الأراضي والجزر ومنها تايوان في 1951 ضمن اتفاقية سان فرانسيسكو. لكن الاتفاقية شملت أيضا وضع جزر نانسي سوتو تحت الوصاية الامريكية ومن ثم اعادتها إلى السيادة اليابانية مرة اخرى بناء على ''صفقة اعادة أوكيناوا'' في عام 1971.
وأكدت اليابان أن الصين لم يكن لديها أي اعتراض على اتفاقية سان فرانسيسكو عند توقيعها لكن اكتشاف موارد نفطية في هذه الجزر عام 1970، دفع كلا من الصين وتايوان بادعاء ملكيتهما لهذه الجزر بحسب الرواية اليابانية.
ماذا تدعي الصين بشأن الجزر؟
تقول الصين إن جزر ديايو كانت منذ العصور القديمة جزءا من أراضيها وتمثل موقعا هاما للصيد تحت ادارة ''مقاطعة'' تايوان.وقالت وزارة الخارجية الصينية ''إن ذلك يعد أمرا لاشك فيه من الناحية التاريخية كما ان له أصول قانونية راسخة الأساس'' على حد قولها.
ووفقا لاتفاقية شيمونسكي في 1895 التي وقعت بعد انتهاء الحرب بين الصين واليابان، تم التنازل عن تايوان إلى الأخيرة.
لكن اتفاقية سان فرانسيسكو اعادتها مرة أخرى إلى السيادة الصينية التي طالبت بإعادة الجزر باعتبارها جزء لايتجزأ من تايوان. لكن بكين لم تثر هذا الامر في ذلك الوقت نظرا لاعتمادها على الدعم الامريكي لها.
من جانبها، قالت تايون ان من حقها ضم الجزر لأراضيها.
هل من حوادث سابقة في هذه الجزر؟
على الرغم من أن وزارة الخارجية الصينية قالت إن القضية يجب أن يتم حفظها للنظر في حلها مستقبلا حتى لا تصبح ''عاملا مثيرا للقلاقل'' مع ذلك كان هناك مجموعة من الحوادث المتفرقة في هذه الجزر أرقت العلاقات الثنائية بشكل متكرر.ففي 1996، شيد مجموعة من اليابانيين فنارا في الجزيرة وأبحر عدد من النشطاء الصينين إليها كما انتحر ناشط من هونج كونج غرقا في مياه الجزيرة في حادثة اخرى. ومنذ ذلك الوقت تكررت محاولات نشطاء من الصين وهونغ كونغ للأبحار إلى هذه الجزر ما أدى إلى القاء اليابان القبض على سبعة من النشطاء على ارض الجزيرة في عام 2004.
أما في 2005، فقد حدثت بعض المواجهات بين قوارب الدورية اليابانية وسفن الصيد الصينية و التايوانية. وقامت 50 سفينة صيد تايوانية بالاحتجاج تنديدا بممارسات هذه الدوريات.
وفي سبتمبر 2010، احتجزت اليابان سفينة صيد كانت قد اصطدمت بسفن تابعة لحرس الشواطئ في الجزيرة ما أدى إلى أزمة دبلوماسية كبيرة في ذلك الوقت وخرجت احتجاجات محدود ضد اليابان في بعض المدن الصينية.
وتم إلغاء زيارة 1000 طالب ياباني لمعرض ''شنغهاي اكسبو'' الشهير كما ألغى حفل لفريق ياباني على خلفية هذه الأزمة.
وبعد أيام، أطلقت اليابان سراح طاقم عمل السفينة المكون من 14 شخصا ثم أفرجت عن قائد السفينة منهية الأزمة حينها.
وفي أبريل 2012، تسببت تصريحات محافظ طوكيو شينتارو ايشيهارا بأنه قد يستخدم المال العام لشراء هذه الجزر من مالكها الحالي في إثارة الأزمة من جديد.
وفي أغسطس من نفس العام، قام نشطاء من هونغ كونغ بالإبحار إلى أحدى الجزر ومن ثم تم احتجازهم ثم اعادتهم إلى بلادهم وبعدها ابحر نشطاء يابانيون إلى الجزر واضعين علم بلادهم عليها بينما ألقي القبض في بكين على شخصين مزقا العلم الذي كان موجودا على سيارة السفير الياباني لبلاده.
واستمر النزاع بين صعود وهبوط حتى قامت طوكيو بخطوة شراء الجزر من مالكيها.
وفي 11 من سبتمبر الحالي أرسلت الصين سفينتين بالقرب للمياه الاقليمية للجزر أثناء توقيع اليابان لعقد الشراء.
ماذا بعد؟
تظل أزمة جزر سينكاكو/ديايو سببا في إضافة مزيد من التعقيد لجهود الصين واليابان لحل نزاع حول حقول الغاز والنفط شرقي بحر الصين والتي تدعي كلا منهم ملكيتها. كما تلقي الأزمة الضوء على الموقف الحازم التي تتخذه الصين مؤخرا في شرقي بحر الصين وجنوبه في الأشهر الأخيرة.فيديو قد يعجبك: