إعلان

دروكدال يحذر الإسلاميين في مالي من التسرع في تطبيق الشريعة

02:19 ص الأربعاء 27 فبراير 2013

تمبوكتو – (بي بي سي):
عثر صحفيون على وثيقة خلفتها الجماعات المسلحة في تمبوكتو، شمالي مالي، تحتوي على نصائح وتوجيهات لهم بعدم التسرع في فرض الشريعة الإسلامية.
 
وقد كتب نص الوثيقة زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، بتاريخ 20 يوليو 2012، أي بعد أربعة أشهر من سيطرة تحالف الجماعات الإسلامية المسلحة مع المتمردين الطوارق على شمال مالي.
 
ويقول دروكدال في توجيهاته ''إن مشروع الجهاد في مالي لا يزال رضيعا يحبو في أيامه الأولى''.
 
وينتقد أتباعه لأنهم سمحوا بتدمير الأضرحة، التي يعتبرونها طريقا للشرك بالله. 
 
''رعونة''
وكان تدمير الأضرحة هو الذي أثار انتباه العالم إلى شمالي مالي.
 
وتنبأ دروكدال أيضا بتدخل الجيش الفرنسي في شمالي مالي، وهو ما حدث فعلا، حيث قامت القوات الفرنسية بإبعاد الجماعات المسلحة من أكبر المدن في مالي مطلع هذا العام.
 
وتبين توجيهات دروكدال أنه يرى بعض الجماعات المسلحة متهورة في سلوكها، ولابد من كبح جماحها لتتبع منهجا لينا من أجل الوصول إلى هدف إقامة الدولة التي يتصورونها.
 
وتفسر هذه التوصيفات قرار الجماعات المسلحة الزحف نحو العاصمة باماكو في مطلع هذا العام، في تطور يفتقد إلى الروية.
 
وقد تفاجأ المراقبون للوضع في مالي بتقدم جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، الذي عجل بتدخل الجيش الفرنسي.
 
ويقول المراقبون إن الجماعات المسلحة لم يكن بمقدورها السيطرة على كامل تراب مالي، وكان عليها أن تدرك ذلك.
 
وإذا كانت المنطقة الشمالية في مالي قليلة السكان وبعض أهلها متعاطفون مع الإسلاميين والطوارق، فإن الجنوب مختلف تماما، حيث أن غالبية السكان يعارضون المتشددين والانفصاليين.
 
وعليه لم يكن معقولا تقدم هذه الجماعات، مطلع شهر يناير، نحو مدينة كونا، التي لا تبعد كثيرا عن قاعدة سفير الجوية، قرب مدينة موبتي.
 
ولعل تهديد القاعدة الجوية، وهو الأكبر في وسط مالي، هو ما دفع بالفرنسيين إلى التدخل لدحر الجماعات الإسلامية المسلحة، في المدن الكبرى، لحد الآن.
 
ولابد أن هناك بعض الجوانب الأخرى في الحرب بين القوات الفرنسية والجماعات المسلحة، ولكن فرضية ''التهور'' تدعمها توجيهات دروكدال. 
 
إدانة تطبيق الحدود
ويصف دروكدال رسالته بأنها ''جملة من التوجيهات والنصائح .. إلى الإخوة الأمراء في الصحراء''.
 
وتدعو، في جوهرها، إلى توخي الحذر لتجنب ''تدخل مرتقب إن لم يكن مؤكدا من القوى الغربية''.
 
وينصح زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أتباعه، وأغلبهم جزائريون، ''بالاختفاء عن الواجهة''.
 
فالاستراتيجية التي يراها دروكدال هي ضم عناصر من أهل المنطقة وإشراكهم في قيادة الجهاد، وتبعاته إذا تدخلت القوى الغربية وحصلت الهزيمة.
 
''فالهدف من ذلك هو تفادي عزلة مجاهدينا في المجتمع وتحقيق اندماجهم مع مختلف الفصائل، بما فيها القبائل الكبيرة وأبرز حركات التمرد وزعماء العشائر''.
 
فالغاية من رسالة دروكدال جهادية خالصة ولكن أسلوبها تكتيكي وقيادي، على عكس الصورة المتحمسة والمتطرفة، التي ينقلها الغرب عن الإسلاميين المتشددين. وينتقد دروكدال بشدة ''السياسات الخاطئة والتسرع الذي طبقتم به الشريعة''.
 
ويذكر خطأين كبيرين ''أود ألا تقعوا فيهما مرة أخرى'': أولهما تدمير الأضرحة، ''لأننا لا نتمتع بالقوة داخليا، وهناك إمكانية لتدخل خارجي تنجر عنه نتائج وخيمة، والثاني تطبيق الحدود، حيث منعتم النساء من الخروج والأطفال من اللعب، وهو مخالف لسياستنا''.
 
وتبين هذه الوثيقة أن نهجا عقلانيا يجري ترسيخه على المدى الطويل.
 
وفي الوقت الذي حققت فيه القوات الفرنسية نجاحا مذهلا على المدى القصير، لابد أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحلفائها يحضرون للعودة من أجل تطبيق نهجهم لاحقا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان