التلغراف: جنوب السودان مآساة جديدة تضاف إلى مآسي العالم
أوضاع اللاجئين في جنوب السودان ومظاهرات الطلبة في مصر اضافة إلى ظهور ضلع جديد في مشهد الحرب في سوريا كان من أبرز ما تناولته الصحف البريطانية حول العالم ومنطقة الشرق الأوسط يوم السبت.
نبدأ جولتنا من صحيفة ديلي تلغراف التي نشرت مقالا كتبه مراسل الصحيفة ديفيد بلير من جوبا حول الأوضاع التي وصفها بالمروعة للاجئين في جنوب السودان بمقال تحت عنوان الملاذ المزري للاجئي جنوب السودان داخل وطنهم .
يستهل الكاتب مقاله بأنه منذ أسابيع كان الجنوب سودانيون يعتبرون مقر الأمم المتحدة في بلادهم الوليدة خارج الحدود لكنهم لم يتصوروا أن يتحول ذلك المكان إلى اكثر المناطق المكتظة بالسكان على وجه الأرض.
ويضيف المقال أن نحو 17 الف لاجئ الذين فروا من منازلهم يعيشون في مساحة لا تتعدى 45 فدانا هربا من القتال الدائر بين أنصار الرئيس، سلفا كير ميارديت الذين ينتمي معظمهم إلى قبائل الدنكا، وأنصار نائبه المبعد، رياك ماشار الذين ينتمي إلى قبيلة النوير منذ اتهام الرئيس نائبه السابق بتدبير محاولة انقلاب.
ويستطرد بلير واصفا الموقع قائلا إن تلك الأعداد من المدنيين، الذين أصبحوا لاجئين داخل وطنهم، يفترشون الارض الرملية المشبعة بالشمس الحارة ويتنافسون على المساحة الترابية التي سيضعون خيامهم أو فرشهم عليها بجوار خزانات المياه النظيفة والمراحيض.
ويقول الكاتب أنه على عكس اللاجئين في معظم الحروب فإن هؤلاء لم يهربوا من تقدم قوات الجيش فقط بل أيضا من المنتمين لقبائل الدنكا الذين أضحوا يستهدفون المدنيين من قبيلة النوير حتى أولئك الذين لا ينتمون لحركة التمرد او الذين لا يحملون السلاح.
وأضاف أنه بالرغم من ان الأمم المتحدة تحاول جاهدة توصيل المساعدات إلى اللاجئين إلا أنه يصعب ضمان وصولها الى الجميع في ظل ذلك التكدس الذي قد ينذر بقدوم الأوبئة لا محالة.
ويختتم بلير مقاله بأن ما يزيد المآساة قسوة إنه لا يبدو وجود حل قريب لها حيث يشعر اللاجئون بذعر شديد مما يجعل نقلهم إلى أي مكان آخر خارج تلك المساحة المزرية مستحيلا على حد وصف الكاتب.
تلقي صحيفة الانبندنت الضوء على أحدث تطورات الوضع على الارض فيما تصفها بالحرب الأهلية في سوريا والتي تنتقل من حلقة دموية إلى أخرى، تحصد معها أرواح رجال مسلحين وشعب أنهكه الجوع والمرض، بينما تتجلى خطوط جديدة للمعركة ومكاسب مهمة على الأرض.
وتضيف الصحيفة أن الهجمات التي تشنها جماعات معارضة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف باسم داعش تكشف بوضوح لا مثيل له عن حرب داخل حرب ، بينما تكثف قوات النظام تحركاتها لاستغلال هذا الشقاق.
وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى أن النظام السوري على مدى الأيام العشرة الأخيرة عزز سيطرته تدريجيا على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين دمشق وحمص والذي كان قد أغلق بسبب كثافة المعارك في منطقة جبال القلمون على الحدود اللبنانية.
وتلفت الانبندنت إلى وجود شعور سائد بين صفوف المعارضة السورية بوجود تحالف سري بين النظام والجماعات المسلحة المتشددة، مشيرة إلى وجود عدد من المقاتلين الشيشان في صفوف داعش ممن خدموا في الجيش الروسي في الماضي.
وتنقل الصحيفة عن ابو مراد وهو عضو بكتائب الفاروق التي ينظر إليها باعتبارها جناحا معتدلا في المعارضة قوله لقد رأينا قوات الأسد تهاجم الكتائب الأخرى لكنها تترك داعش. لماذا؟ لأنه من مصلحة النظام أن ينتصر داعش. ومن ثم يقولون أن جميع القوى الثورية تتبع القاعدة. النظام لا يلاحق داعش. ونحن نلاحقه
وتشير الصحيفة إلى أن جولة من اللقاءات بين المجلس الوطني السوري وحلفائه الغربيين من المزمع عقدها قبل محادثات جنيف اثنين، والتي ينتظر ان تضغط المعارضة خلالها مجددا من اجل دعم الجيش الحر بالسلاح.
وتختتم الصحيفة بالقول إن الفشل في الاتفاق على ذلك يعني أن أي تقدم تم احرازه على حساب داعش لن يستمر طويلا.
ننتقل في جولتنا إلى منطقة الشرق الاوسط لنقرأ تقريرا حول مصر من صحيفة الفاينانشال تايمز تحت عنوان طموحات الطلبة قد تتغلب على شغفهم السياسي .
ونشرت الصحيفة مقابلة مع احد طلبة الأزهر الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات لمقاطعة الامتحانات وتمزيق اوراقها والانضمام إلى مسيرات الاحتجاج على ما سماه الانقلاب على رئيس البلاد محمد مرسي وتمت المقابلة بعيدا عن حرم الجامعة المحاطة بحراسة مشددة.
ونقلت الصحيفة عن الطالب قوله يمكنك ان تستنبط من تصرفات حكومة الانقلاب والقوانين التي مررتها أننا مازلنا اقوياء ومن الواضح أن مظاهراتنا تثير جنونهم .
وتقول الصحيفة إنه بالرغم من حماسة الطالب الظاهرة الى ما يدعو اليه إلا انه كشف للصحيفة انه يحضر امتحاناته بانتظام تحوطا من النتائج غير المضمونة للمظاهرات مشيرا إلى انه اتخذ هذا القرار بعد ان وجد أن الكثيرين يقفون ضد تلك المظاهرات وليس السلطة فقط.
وأضافت أن مثل هذا التصرف المتناقض قد يشير بقوة إلى ان هناك اتجاه بين الطلبة الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى إلى تفضيل طموحاتهم على شغفهم السياسي خاصة مع تنامي الشعور فيما بينهم أن قضيتهم أصبحت خاسرة مع وجود دعم بين قطاعات الشعب لقمع مظاهرات الطلبة.
فيديو قد يعجبك: